الجزائر تطلق موسم التدريب المهني الثاني لاستيعاب التسرب المدرسي والبطالة

26 فبراير 2024
ثمّة 1225 مؤسسة متخصصة في التدريب المهني بالجزائر (إكس)
+ الخط -

أطلقت الجزائر موسماً ثانياً من التدريب المهني لاستيعاب آلاف المتسرّبين من المدارس والشباب العاطلين من العمل، من أجل تمكينهم من مهن وحرف مختلفة تساعدهم في بناء مستقبلهم وفقاً لاحتياجات سوق العمل وضمان انخراطهم في المجتمع.

وقد التحق أكثر من ربع مليون شاب بمراكز التدريب المهني، يوم أمس الأحد، في ما يُعَدّ فرصة ثانية تُوَفَّر للشبّان المتسرّبين من المدارس أو الذين فشلوا في تعليمهم لأسباب مختلفة، بهدف تحقيق رغباتهم وتجسيد آمالهم المستقبلية في الميدان، علماً أنّ التدريب المهني في الجزائر مجاني، فيما توفّر مراكز مهنية عدّة منحاً شهرية للشبّان المعنيين من أجل تشجيعهم على الالتزام بالتدريب.

وقد وفّرت حكومة الجزائر أكثر من 62 ألف فرصة تدريب للشبّان الحاصلين على منح بطالة، مع العلم أنّ الحكومة كانت قد فرضت على كلّ من يحمل هذه المنحة الانخراط في تدريب مهني يسمح له بالحصول على فرصة عمل أو إنشاء مشروع خاص. كذلك وفّرت السلطات 446 مقعداً للتعليم من أجل تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة وتدريبهم بما يتناسب مع أوضاعهم الخاصة.

الصورة
شبان جزائريون وتدريب مهني في مركز في منطقة شلغوم العيد شرقي الجزائر (فيسبوك)
في أحد مراكز التدريب المهني شرقي الجزائر (فيسبوك)

وقد أفاد وزير التكوين والتعليم المهنيَّين ياسين مرابي، أمس الأحد، خلال حفل افتتاح الموسم الثاني من التدريب المهني في الجزائر العاصمة، الذي يأتي تحت عنوان "التكوين المعني وتحديات الرهان الاقتصادي"، بأنّ وزارته عمدت إلى "تسخير كلّ الإمكانات المتاحة، ووضع تخصّصات جديدة وتطوير أنماط التكوين المهني، لتتماشى مع تطوّرات سوق العمل في الجزائر، مثل تربية المائيات وتركيب وصيانة وتصليح غرف التبريد التجارية".

وأوضح مرابي أنّ الحكومة اتّجهت هذا العام نحو شراكة مع المتعاملين الاقتصاديين من خلال إبرام 51 اتفاقية شراكة وتعاون مع الشركات الاقتصادية لتدريب المهنيين، ومن شأن هذه الاتفاقيات أن توفّر فرص عمل ومناصب مباشرة للمسجلين في مراكز التدريب المهني بعد استكمال تدريبهم.

وثمّة شبكة كبيرة من المؤسسات المتخصصة في التدريب المهني تضمّ 1225 مؤسسة في ولايات الجزائر البالغ عددها 58 ولاية، وهي توفّر تدريباً مهنياً في 495 تخصّصاً. وقد أضافت الحكومة في الفترة الأخيرة تخصّصات جديدة تتماشى مع احتياجات المجتمع وسوق العمل للمرّة الأولى، من قبيل التدريب الخاص بأنظمة الأمن السيبراني وشبكاته، والتدريب في مجال تكثيف بذور دوار الشمس والقمح وزراعة الطحالب.

وتسعى الحكومة الجزائرية، من خلال خطط التدريب المهني وتوسيع انتشار المراكز ذات الصلة به، إلى ضمان استيعاب أكبر عدد ممكن من الشبّان، سواء أكانوا متسرّبين من المؤسسات التعليمية أم لم ينجحوا في امتحانات شهادة البكالوريا (الثانوية العامة)، مع الإشارة إلى أنّ نسبة التسرّب المدرسي في الجزائر قبل 15 عاماً تُقدَّر بأقلّ من ثلاثة في المائة، بحسب بيانات وزارة التربية الوطنية.

وفي هذا الإطار، قال الخبير في قطاع التدريب والتأهيل المجتمعي للشبّان محمد خليفة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هذا القطاع التدريبي على المهن والحرف يستوعب آلافاً من الشبّان الذين لم يُوَفّقوا في مسارهم الدراسي أو توقّفوا عن التعلّم لأسباب مختلفة". وأكد خليفة أنّ "من شأن ذلك أن يساعد هؤلاء في تعلّم مهارة وحرفة يمكنهم من خلالهما بناء مسار وتجربة مهنيَّين، وكذلك إنشاء مؤسسات صغرى خاصة في المستقبل".

وأشار خليفة إلى أنّ "الخطة الحكومية التي تهدف إلى توسيع قاعدة التدريب المهني، بالإضافة إلى الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لتأهيل الشبّان من أجل المستقبل وسوق العمل، تحرص في الوقت نفسه على حمايتهم من الآفات الاجتماعية من قبيل المخدرات وغير ذلك".

المساهمون