الجزائر: استمرار محاكمة 102 متهم بجريمة حرق الشاب جمال بن إسماعيل في "الأربعاء الأسود"
تواصل محكمة جزائرية لليوم الثاني على التوالي محاكمة المتهمين في قضية قتل وحرق الشاب جمال بن إسماعيل، وتُعرف بقضية "جريمة الأربعاء الأسود" التي وقعت في أغسطس/ آب 2020، خلال موجة الحرائق التي كانت شهدتها منطقة القبائل شرقي الجزائر.
واستجوبت هيئة المحكمة، منذ أمس، المتهمين حول ظروف الحادثة، وواجهتهم بسلسلة من الصور والفيديوهات التي تثبت تورطهم في الجريمة، على الرغم من محاولة بعضهم إنكار صلتهم بالحادث، وتبرير وجودهم في محيط الجريمة بأنه مجرد فضول.
وزعم أحد المتهمين خلال الاستجواب، أنه كان بصدد تقديم المساعدات لأسر الضحايا المتضررين من الحرائق.
وخلال استجوابه، قال أحد أبرز المتهمين في القضية، زايف سفيان، والذي عُرف بالتقاطه صورة بجانب جثة الشاب جمال بن إسماعيل، إن الصورة المعنية لم تلتقط بواسطة هاتفه، وإنه تواجد في مكان الحادث بـ"الصدفة".
وتعود وقائع القضية إلى 11 أغسطس/ آب 2021، عندما أقدمت مجموعة من الشباب الغاضبين، في منطقة الأربعاء ناث ايراثن، بولاية تيزي وزو في منطقة القبائل شرقي الجزائر، على إخراج الشاب جمال بن إسماعيل، وهو فنان هاوٍ، من داخل سيارة شرطة، للاشتباه عن طريق الخطأ بتورطه في إشعال حرائق مهولة، كانت مشتعلة في غابات المنطقة، على الرغم من أنه قدم إلى المنطقة للمساعدة في الإطفاء وتقديم يد العون، وقتلته المجموعة الغاضبة بطريقة وحشية، وأحرقت جثته في الشارع، وهو ما أثار استياءً كبيرا في الجزائر وغضبا شعبيا عارما.
ويبلغ عدد المتهمين في القضية 102 متهم، 95 منهم موقوفون في السجن، بينهم ثلاث نساء، إضافة إلى سبعة متهمين يوجدون قيد الرقابة القضائية.
ووجه القضاء 24 اتهاما إلى المتهمين، تخص القتل العمد والتنكيل بالجثة وحرقها، والتحريض على القتل، والاعتداء على مركز شرطة والانتماء إلى منظمة إرهابية، وأعمال تخريب تمس أمن الدولة، والمساس باستقرار المؤسسات وسيرها العادي عن طريق بث الرعب في أوساط السكان، والقيام بأفعال إرهابية وتخريبية تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية.
ويوجد من بين المتهمين نشطاء في حركة انفصالية تنشط في منطقة القبائل (الماك)، والمصنفة تنظيما إرهابيا.
واتهمت السلطات الجزائرية هذه الحركة بالوقوف وراء حادثة قتل وحرق الشاب جمال بن إسماعيل، وبثت بعد توقيف مجموعة المتهمين "اعترافات" لعدد منهم عن كيفية تدبير الجريمة.