التكدّس وسوء المرافق الصحية يهدد بانتشار الأوبئة بين نازحي غزة

24 أكتوبر 2023
تكدس النازحين في مقرات الأونروا (Getty)
+ الخط -

يقول أطباء في غزة إن المرضى يصلون إلى المستشفيات مصابين بأعراض أمراض، تنتج عن التكدس وسوء المرافق الصحية، بعد اضطرار أكثر من 1.4 مليون شخص لمغادرة منازلهم إلى ملاجئ مؤقتة، تحت وقع العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة لليوم الثامن عشر على التوالي.

ودأبت منظمات الإغاثة على التحذير من أزمة صحية في قطاع غزة المكتظ بالسكان، والذي يفرض عليه الاحتلال حصاراً خانقاً أدى لقطع الكهرباء والمياه النظيفة والوقود، مع وصول قوافل مواد غذائية وأدوية صغيرة فقط تابعة للأمم المتحدة.

يقول طبيب الصحة العامة في مستشفى ناصر في خان يونس، ناهض أبو طعيمة، إن" تكدسات المواطنين واحتواء المدارس على العدد الكبير الذي يفوق القدرة الاستيعابية للمدارس، جعل المواطنين عرضة لانتشار الأوبئة والأمراض كالنزلات المعوية والتهابات الجهاز التنفسي والطفح الجلدي".

ويضيف أبو طعيمة إن الناس بدأوا يعانون من آلام في المعدة، والتهابات في الرئة، وطفح جلدي في الملاجئ المؤقتة التي يتكدس فيها النازحون الفلسطينيون مع عائلاتهم أملاً في الأمان من القنابل.

من جهة أخرى، ومع نفاد الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في جميع المستشفيات، يحذر الأطباء من أن المعدات الحيوية مثل حضانات الأطفال حديثي الولادة عُرضة لخطر التوقف.

توقف نحو 40 مركزاً طبياً في غزة

وقالت وزارة الصحة في غزة، إن العمل توقف بنحو 40 مركزاً طبياً في وقت يزيد فيه القصف والتهجير من الضغط على النظام الصحي.

من جانبها، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن ثُلث مستشفيات غزة لا يعمل. وقال مدير برنامج الطوارئ بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، ريك برينان: "نلتمس السماح بعملية إنسانية مستمرة وموسعة ومحمية".

واليوم الثلاثاء، أعلن المستشفى الإندونيسي الخاص، وهو الأكبر في شمال غزة، أنه أغلق كل شيء باستثناء الأقسام الحيوية الأخيرة مثل وحدة العناية المركزة.

وقال مدير المستشفى، عاطف الكحلوت، إنه إذا لم يحصل المستشفى على وقود فسيكون ذلك بمثابة حكم بالإعدام على المرضى في شمال غزة.

كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن المستشفى الآخر الوحيد الذي لا يزال يخدم المرضى في شمال غزة، وهو مستشفى بيت حانون، توقف عن العمل بسبب القصف المكثف على البلدة.

الأطفال مرضى جميعاً

سجود نجم، التي تقيم في ملجأ تابع للأمم المتحدة، تشكو من ارتفاع درجة حرارة الخيمة بالنهار وانتشار الذباب، بينما تعاني وأسرتها خلال الليل من البرد وعدم توافر الأغطية وتوسدهم الرمال، واصفة حال الأطفال "اللي بيكح، اللي بيسعل، اللي ساخن بالليل، يعني مش قادرين، وين حقوق الأطفال مثلاً، وين حقوق الإنسان؟".

فرّت سجود من منزلها في مدينة غزة مع زوجها وأطفالها الثلاثة ويعيشون في خيمة منذ تسعة أيام، غير قادرين على الاستحمام. تقول "أنا كل يوم بقعد بأعيط لأمي على نفسيتي، على نفسية ولادي، بحكيلها يا أمي خلاص إحنا بدنا نروح نرجع فوق بيوتنا، بدنا نعيش فوق بيوتنا، لو مقصوفة بدنا نعمرها، نحييها من أول وجديد، بدنا نقعد في بيوتنا ونعمرها، خلاص بيكفي، بيكفي حروب، نفسيتنا تعبت، مضلش فينا".

يعلق صاحب إحدى الصيدليات بأنه لم يتبق سوى مخزون قليل. وهناك مخاوف من احتمال نفاد الأدوية اللازمة للأمراض المزمنة.

يوضح عبد الله أبو العطا، المقيم بجوار محطة وقود قصفتها قوات الاحتلال في خان يونس "هادي المحطة عشان فيها طاقة الناس كلها بتيجي تشحن جوالاتها وتقضي حاجتها، وتشرب، يعني ناس آمنين"، مشيراً إلى غدر الاحتلال بهم، حيث قصفهم متسبباً في استشهاد العديد من الأشخاص.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون