التغيّر المناخي فاقم الفيضانات المدمّرة في نيبال

17 أكتوبر 2024
مبنى جرفته السيول في بلدة روشي، 30 سبتمبر 2024 (برابين رانابات/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- حذّر باحثون من شبكة "وورلد وذر أتريبيوشن" من أن التغيّر المناخي، إلى جانب توسع المدن السريع وإزالة الغابات، فاقم الفيضانات المدمّرة في نيبال، متوقعين زيادة مخاطر الأمطار الفتاكة مستقبلاً.
- أظهرت الدراسات أن التغير المناخي زاد من كثافة الأمطار بنسبة 10% ورفع احتمال حدوثها بنسبة 70%، مما يعكس ارتباطها بالاحترار المناخي ووجود كميات زائدة من المياه في الغلاف الجوي.
- توسع المدن السريع وإزالة الغابات في نيبال زادا من تأثير الفيضانات، حيث تضاعفت مساحة المناطق المبنية في كاتماندو أربع مرات منذ 1990، مما عطل التدفق الطبيعي للمياه.

حذّر باحثون من شبكة "وورلد وذر أتريبيوشن" التي تقيّم دور التغيّر المناخي الناتج عن الأنشطة البشرية في الظواهر المناخية المتطرفة، اليوم الخميس، من أن التغيّر المناخي فاقم، إلى جانب توسع المُدن السريع وإزالة الغابات، الفيضانات المدمّرة التي شهدتها نيبال في سبتمبر/ أيلول الماضي. وتوقعوا أن يزيد التغيّر المناخي مخاطر هطول أمطار "أكثر فتكاً" في المستقبل.

وقتِل 240 شخصاً على الأقل في الفيضانات الناجمة عن أمطار موسمية مدمّرة طالت أحياء بكاملها في العاصمة كاتماندو. وقالت الباحثة في جامعة "إمبريال كوليدج" بلندن، مريم زكريا: "لو لم يكن الغلاف الجوي مثقلاً بانبعاثات الوقود الأحفوري لكانت هذه الفيضانات أقل شدة وتدميراً وفتكاً".

وبحسب الباحثين ستصبح الأمطار المفاجئة "أكثر فتكاً، وستتسبب في فيضانات أكثر تدميراً إذا لم يتوقف استخدام الوقود الأحفوري".

وقارن باحثو "وورلد وذر أتريبيوشن" اتجاهات الطقس العالمية مع تلك في عالم افتراضي لا يشهد تغيّراً مناخياً ناجماً عن الأنشطة البشرية. وأشاروا إلى أنّ النتائج أظهرت درجة عالية من الريبة، بسبب الديناميات المعقدة للأمطار في المنطقة المتضررة بنيبال. وهم خلصوا إلى أنه "بسبب التغير المناخي، شهدت الأمطار المتواصلة التي سُجلت في نهاية موسم الرياح الموسمية على تربة مشبعة، زيادة في الكثافة بنسبة 10%، وارتفع احتمال حدوثها بنسبة 70%.

وتتماشى هذه النتائج مع الأدلة العلمية المتزايدة التي تربط هطول الأمطار الغزيرة بالاحترار المناخي، بسبب وجود كميات زائدة من المياه في الغلاف الجوي.

وإلى التغيّر المناخي، ثمة عوامل أخرى ترتبط بالبشر، بحسب العلماء، مثل توسع المُدن السريع في نيبال الذي زاد نحو أربع مرات مساحة المناطق التي تضم مباني في كاتماندو منذ عام 1990، وأيضاً إزالة الغابات التي عطلّت التدفق الطبيعي للمياه وخفّضت الغطاء النباتي أكثر من الربع منذ عام 1989.

وقال الباحث في المعهد الهندي للتكنولوجيا في بومباي، روشان جها، إن "التغير المناخي لم يعد تهديداً بعيداً. مع كل جزء من درجة احترار إضافية، يحمل الغلاف الجوي مزيداً من الرطوبة تؤدي إلى هطول أمطار أكثر فتكاً، وتحدث فيضانات مدمرة مثل تلك التي سُجّلت".

(فرانس برس)

المساهمون