صدّق البرلمان اللبناني، اليوم الجمعة، على القانون المعجّل المكرّر لتنظيم الاستخدام المستجد للمنتجات الطبية لمكافحة فيروس كورونا، ما يسمح للشركات العالمية، ومنها "فايزر" الأميركية، أن تبيع اللقاحات للبنان، مقابل رفع المسؤولية عنها في حال حصول أي مضاعفات لاحقة.
ونوّه رئيس مجلس النواب نبيه بري بعمل رئيس وأعضاء لجنة الصحة النيابية والجهد الجبّار الذي بُذِلَ بهدف إنجاز القانون، مؤكداً وجوب أن يتيح هذا القانون المجال أمام الشركات الطبية كافة والقطاع الخاص لاستيراد اللقاحات من أجل مكافحة فيروس كورونا.
وشدد رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي على أنّ مجلس النواب قام اليوم بإنجاز كبير من خلال إقرار قانون اللقاحات الذي لو لم يتم إقراره لكان تعذّر على لبنان الحصول على اللقاحات من أي شركة عالمية، مؤكداً أن القانون وُضِعَ لجميع الشركات وليس لشركة "فايزر" الأميركية فقط.
في السياق، وقّع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، اليوم، مرسوم نقل اعتماد من احتياطي الموازنة العامة إلى موازنة وزارة الصحة العامة لتسديد الدفعة الثانية من قيمة العقد الموقع بتاريخ 10/10/2020 بين الوزارة المذكورة ومنصة Covax التابعة لمنظمة الصحة العالمية حجز بموجبه لبنان مليونين وسبعمائة وثلاثين ألف جرعة من لقاحات كوفيد – 19 من شركات عالمية متعددة تضاف إلى مليونين ومائة ألف لقاح ستؤمنه شركة "فايزر".
وتفقد دياب، اليوم، غرفة إدارة الكوارث في السراي الحكومي حيث اطلع على سير العمل فيها، واستمع إلى التقييم الأولي من الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع محمود الأسمر وإدارة الغرفة حول سير العمل ومواكبة تطبيق قرار الإقفال العام الذي بدأ أمس الخميس ويستمرّ حتى صباح الإثنين 25 يناير/كانون الثاني الجاري.
وقال دياب إن وزير الصحة شكّل لجنة أطباء موسَّعة لوضع خطة متكاملة بمواكبته على أن تعلن تفاصيلها بكل جوانبها في المستقبل القريب.
وتمنّى دياب أن "تمرّ المرحلة بأسرعِ وقتٍ ممكن، وسط تفاقم الوباء على الصعيد العالمي، ولا سيما في أوروبا، إذ علينا أن نتحلّى بالصبر كي تمرّ المرحلة بأقلّ عددٍ ممكنٍ من الإصابات"، لافتاً إلى أنّ "وزارة الصحة العامة تعمل بالتعاون مع المستشفيات الخاصة على زيادة عدد الأسرّة في العناية الفائقة بهدف استقبال المزيد من المرضى بفيروس كورونا"، مؤكداً ضرورة التكاتف لمواكبة المرحلة الصعبة.
ومن المنتظر أن يبدأ وصول اللقاحات مطلع شهر فبراير/ شباط المقبل، بانتظار الإعلان رسمياً عن المراكز التي تم استحداثها لهذا الغرض وأماكن تخزينها، والآليات الخاصة المعتمدة، والفئات المشمولة من حيث الأولوية بتلقي اللقاح.
من جهة ثانية، وفي وقتٍ يسجل لبنان نسبة التزام مرتفعة بقرار الإقفال العام مع حظر التجول الذي يخرقه بعض الاستثناءات في إطار حالة الطوارئ الصحية، أعلن عضو لجنة الصحة النيابية النائب علي المقداد في حديث إلى "إذاعة النور" التابعة لـ"حزب الله" اللبناني، اليوم، أن كل فحوص الـPCR التي أجريت في مختبرين كبيرين في لبنان تُظهر وجود تغيّر جيني في الفيروس وهناك شيء جديد ظهر على الساحة.
وأشار المقداد إلى أنّ خمسين في المائة من الفحوص خلال الأيام الماضية أظهرت وجود نوعٍ جديدٍ من الفيروس أسرع انتشاراً وأكثر خطورة.
وفي إطار رفع الجهوزية لمواجهة انتشار فيروس كورونا في المستشفيات العامة والخاصة، بعد أزمة القدرة الاستيعابية وعدم وجود أسرّة في العناية الفائقة للمرضى، أكد مستشار وزير الصحة رضا الموسوي، لـ"العربي الجديد"، أنّ العمل يجري بشكل يومي لاستحداث أقسام جديدة لكورونا في المستشفيات وافتتاح مزيد من المراكز لاستقبال أكبر عدد من المرضى، وكذلك الأمر على صعيد أسرّة العناية الفائقة التي اتسعت رقعتها وتزداد من حيث العدد في أقسام المستشفيات المخصصة لمرضى كورونا، إضافة إلى تأمين أجهزة أوكسجين إضافية تفادياً لأي أزمة.