البرازيل تكافح عشرات الآلاف من بؤر الحرائق وخطرها يهدّد مدناً كبرى

14 سبتمبر 2024
يضاعف الجفاف من اشتعال الحرائق في البرازيل، 13 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

تواصل الحرائق في البرازيل تهديد مدن كبرى في البرازيل مثل ريو دي جانيرو وساو باولو، بينما تواصل السلطات مكافحة عشرات الآلاف من البؤر المشتعلة والتي يغذيها أسوأ جفاف تشهده البلاد، وكتب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عبر شبكة التواصل الاجتماعي "بلوسكاي" التي باتت معتمدة إثر حظر منصة إكس في البرازيل "تعمل الحكومة الفدرالية بالتعاون مع حكومات الولايات والمجالس البلدية على مكافحة بؤر الحريق".

وأكدت السلطات أن غالبية الحرائق في البرازيل والتي امتد بعضها إلى الأوروغواي والأرجنتين، متعمدة أو مرتبطة بالنشاط الزراعي. ودعا الرئيس لولا السكان إلى فضح المسؤولين عنها، في حين أعلنت السلطات تعزيز العقوبات بهذا الشأن.

الصورة
اشتعال الحرائق في البرازيل. 13 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
اشتعال 49266 حريقاً في البرازيل خلال الـ 12 يوماً الأولى من سبتمبر. 13 سبتمبر 2024 (فرانس برس)

وقال الناطق باسم الدفاع المدني في ساو باولو الكابتن روبرتو فارينا لصحيفة "فوليا"، "عند حلول الليل تتراجع الحرارة قليلاً ويبدو أن الحريق قد خمد إلا أن الجمر يستمر في الاشتعال، وفي اليوم التالي ترتفع الحرارة فتندلع النيران مجدداً".

الحرائق في البرازيل تطاول مناطق طبيعية

وشهدت الأيام الـ 12 الأولى من سبتمبر/أيلول زيادة في عدد الحرائق مقارنة بالفترة نفسها من العام 2023 مع 49266 حريقاً في مقابل 46486 وفق أرقام المعهد الوطني لدراسات الفضاء بالاستناد إلى بيانات جمعت عبر الأقمار الاصطناعية، وأفاد المصدر نفسه أنه حتى منتصف ليل الخميس كان 60,7 % من الحرائق المرصودة في سبتمبر في أميركا الجنوبية، مندلعة في البرازيل. والكثير من بؤر الحريق هذه مشتعلة في مناطق طبيعية أساسية للتنوع الحيوي في البلاد مثل الأمازون وسيرادو وبانتانال. وبلغت الحرائق أيضاً مدناً مثل ساو باولو التي اقتربت النيران الجمعة من أحيائها الشمالية. وتحاول مروحية للشرطة إخماد حريق الغابات قرب مدينة الصفيح برازيلانديا، على ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.

الصورة
اشتعال الحرائق في البرازيل. 13 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
سبّب دخان الحرائق المتواصلة منذ يومين تراجع الرؤية في مدن برازيلية، 13 سبتمبر 2024 (فرانس برس)

كما سبّب دخان الحرائق المتواصلة منذ يومين في الجبال المجاورة،  تراجع الرؤية في مناغاراتيبا قرب ريو دي جانيرو. وقال جيلبرتو دي أوليفيرا سانتوس البالغ 79 عاماً والمقيم في المنطقة "نشاهد على التلفزيون أنهم يتحدثون عن حرائق في الأمازون، لكننا نعرف أنها أينما كان في البرازيل". مضيفاً "نشمها في الأجواء وتؤثر على الرؤية مع الدخان والظلام، ما يثير مشكلات تنفس".

وسبّبت حرائق البرازيل أربعة ميغاطن (أربعة ملايين طن) من ثاني أكسيد الكربون، خلال أقل من أسبوعين في شهر سبتمبر الجاري، على ما قال مارك بارينغتون من مرصد كوبرنيكوس الأوروبي لوكالة فرانس برس. وبالمقارنة، سبّبت الحرائق في العالم بأكمله، انبعاث 10 إلى 15 ميغاطن من ثاني أكسيد الكربون في المجموع، مؤكداً بالقول "إننا بصدد الوصول إلى ذروة موسم الحرائق".

وتنتشر عشرات الآلاف من بؤر الحرائق في البرازيل بسهولة بسبب موجة الجفاف غير المسبوق التي تشهدها البلاد، منذ بدء التدوين في السجلات. ويعزو الخبراء هذا الوضع إلى التغير المناخي خصوصاً. وقد أعلن المعهد الوطني للأرصاد الجوية حالة "الخطر" في بعض مناطق جنوب شرق البلاد حيث ساو باولو وريو دي جانيرو، فضلاً عن مناطق في وسط البلاد تعاني مستويات رطوبة متدنية جداً تراوح بين 12 و20 %.

 (فرانس برس)

المساهمون