وسط إجراءات وقائية وُصفت بـ"الضعيفة"، وإهمال كبير في تطبيق التباعد الاجتماعي، أجرت مدارس العراق، اليوم السبت، امتحانات نصف السنة بشكل حضوري، في عموم المحافظات، عدا إقليم كردستان. وانتقد مسؤولون عدم اتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة في المدارس، وأبدوا تخوفاً من انتشار واسع للفيروس.
ووفقاً لبيان أصدرته وزارة التربية، فإنّ "الامتحانات انطلقت في محافظات البلاد كافة، عدا إقليم كردستان، وقد تمّ ذلك بعد استكمال تجهيز المدارس بالمستلزمات المطلوبة، من أوراق ودفاتر امتحانية، وتعميم الضوابط والتعليمات المعتمدة بشأن العملية الامتحانية، فضلاً عن مسألة تعفير وتعقيم القاعات الامتحانية، والالتزام التام بشروط الوقاية الصحية المتعلقة بجائحة كورونا، بالتعاون مع الفرق الصحية".
وأعربت الوزارة عن شكرها لـ"الفرق الصحية المتواجدة في المدارس منذ الصباح الباكر، للإشراف على تطبيق إجراءات الوقاية والسلامة".
لكنّ مدراء مدارس وكوادر تعليمية انتقدوا ضعف الإجراءات، محذّرين من خطورتها، وما قد تتسبّب فيه من انتشار للفيروس. وقال مدير إحدى المدارس في العاصمة بغداد، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّ "إجراء الامتحانات في عموم المدارس ولكافة المراحل الدراسية في وقت واحد، تسبّب في ضغط كبير على المدارس، بسبب أعداد الطلاب الكبيرة، وارتفاع عددهم في الصف الواحد".
وأضاف أنّ "أعداد الطلاب في القاعة الواحدة بلغ نحو 20 طالباً، وهو عدد كبير". وأشار إلى أنّ هناك "إجراءات وقائية اتُخذت في عموم المدارس، لكنها لا ترقى إلى المستوى المطلوب، بل إنها ضعيفة بشكل عام، وتتطلّب التشديد".
وحمّل، وزارتي الصحة والتربية "مسؤولية التنسيق والتعاون لتشديد الإجراءات، وتوفير أدوات التعقيم، وتقسيم المراحل الدراسية على فترات، لتقليل أعداد الطلاب"، مؤكداً أنّ "الكثافة الطلابية وضعف الإجراءات يشكلان خطراً، وقد يتسبّبان في انتشار الفيروس".
يأتي ذلك، في وقت يستمر فيه ارتفاع عدد الإصابات اليومية بالفيروس، إذ أكّدت وزارة الصحة أنّ الوضع الصحي مازال خطيراً.
ووفقاً لبيان أصدرته الوزارة، فإنّ "الموقف الوبائي الحالي مازال خطيراً، حيث استمرّت نسب الإصابات في التصاعد بشكل مثير للقلق، وهي تتراوح بحدود 5 آلاف إصابة يومياً، في أعلى معدّل يسجّله العراق منذ بدء الجائحة". وأضاف البيان أنّ "هذه النسب تؤكد ما أعلنا عنه في البيانات السابقة والمتكررة، من الإشارة إلى خطورة الموجة الثانية وكونها أقسى من الموجة الأولى".
وأضافت أنّ "استمرار ارتفاع عدد الإصابات بهذا الشكل سيشكل خطراً كبيراً على النظام الصحي، خاصة عندما تصبح المؤسسات الصحية غير قادرة على استيعاب الإصابات الشديدة والحرجة، ما سيؤدي إلى زيادة أعداد الوفيات". وأكّدت أنّه "يؤسفنا الإشارة إلى ارتفاع نسب الوفيات في أغلب المحافظات، بسبب تأخّر المرضى في مراجعة المستشفيات، ما يؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية وصعوبة علاجها".
وقالت إنّ "الإحصاءات الصادرة عن المؤسسات الصحية، تشير إلى أنّ 50٪ من الوفيات الناتجة عن جائحة كورونا، تحدث خلال فترة لا تتجاوز 48 ساعة من دخول المستشفى". وحذّرت من "خطورة استمرار التدهور في الموقف الوبائي، بسبب عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية من قبل أغلب المواطنين، والاستهانة بتطبيق الحظر، خاصة في المناطق الشعبية والريفية وأطراف المدن في مختلف المحافظات".
كما دعت المواطنين إلى "الانتباه إلى خطورة الوضع الوبائي، والتوقف عن الاستهانة بالإجراءات الوقائية، وعدم التقيد بقرارات اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية، خاصة تلك المتعلّقة بمنع التجمعات كافة، وتحقيق التباعد الجسدي، وارتداء الكمامات".
وسجّل العراق، اليوم السبت، 4674 إصابة في عموم المحافظات، مقابل 3795 حالة تعاف، و32 حالة وفاة، ليصل مجموع الإصابات منذ بدء انتشار الفيروس في العراق إلى 789390 إصابة، و710699 حالة تعافٍ، و13969 حالة وفاة.