الاستجابة لنصف جرعة من لقاح أكسفورد "أسترازينيكا" تثير حيرة العلماء

23 نوفمبر 2020
لقاح أسترازينيك/أكسفورد هو الأحدث لمكافحة كورونا (Getty)
+ الخط -

فوجئ العلماء بالأدلة التي تشير إلى أن نصف جرعة أولية من اللقاح الذي طورته شركة أسترازينيكا للأدوية وجامعة أكسفورد كانت أكثر فاعلية من الجرعة الكاملة، واعتبروا الأمر غير منطقي، إذ لا يفهم أن تكون الجرعة الأدنى أفضل من الجرعة الكاملة عندما يتعلق الأمر بإحداث استجابة مناعية لمكافحة كورونا.
ووصف مدير مجموعة أكسفورد للقاحات، أندرو بولارد، نتائج المرحلة الثالثة من التجربة الإكلينيكية بأنها "مثيرة للفضول"، وبيّنت النتائج أن اللقاح فعال بنسبة 62 في المائة لدى الأشخاص الذين تناولوا جرعتين كاملتين بفارق شهر. لكن الفعالية ارتفعت إلى 90 في المائة لدى مجموعة أخرى تلقت نصف جرعة أولاً، ثم جرعة كاملة بعد شهر.
وقال بولارد: "توقعنا أن تُحدث الجرعتان الكبيرتان الاستجابة الأفضل"، مشيراً إلى أن الباحثين لم يطلعوا إلا على تفاصيل النتائج خلال عطلة نهاية الأسبوع، وسيبدأون الآن بالتعمق في البيانات. "نعتقد أنه من خلال إعطاء جرعة أولى أصغر، فإننا نهيئ الجهاز المناعي بشكل مختلف. نجهزه على نحو أفضل للاستجابة".
وقالت الأستاذة في قسم طب نافيلد في جامعة أكسفورد، سارة جيلبرت، إن النتيجة الأفضل التي حُصِل عليها بعد جرعة أولى أصغر ربما حدثت لأن هذا يحاكي على نحو أفضل "ما يحدث لدى الإصابة بالعدوى الفعلية. يمكن أنه بإعطاء كمية صغيرة من اللقاح في البداية، ومن ثم اتباعها بكمية كبيرة، لدينا طريقة أفضل لدفع جهاز المناعة للعمل والحصول على أقوى استجابة مناعية".
ويستخدم اللقاح أساساً طريقة آمنة لخداع الجهاز المناعي وجعله يعتقد أنه يتعامل مع عدوى خطيرة، ما يؤدي إلى توليد استجابة مناعية وذاكرة مناعية يمكن أن تنشط إذا واجه الجسم الفيروس الحقيقي المسبب للمرض.
ويستخدم لقاح "أسترا/أكسفورد" ما يُعرف باسم "الناقل الفيروسي"، وذلك باستخدام فيروسات مُعدلة جينياً لإيصال الشحنات الجينية إلى الخلايا، وإعطائها تعليمات حول كيفية محاربة الفيروس، وقال كولين باتر، الأستاذ المساعد في جامعة لينكولن، إن الاستراتيجية تستخدم الفيروس الناقل مثل "حصان طروادة. إنه أمر معقد، وعادة ما يتحقق على المستوى التجريبي، لكن لا تتوافر لدينا مثل هذه الإمكانية في الوضع الحالي".

قد تكون التكنولوجيا نفسها هي السبب في أن نصف الجرعة الأولية يمكن أن يعطي نتيجة أفضل، وفقاً للعديد من العلماء الذين علقوا على النتائج، مع استخدام نظام المناعة ضد الفيروس كوسيلة توصيل. وقال ستيفن غريفين، الأستاذ المشارك في كلية الطب بجامعة ليدز: "قد يبدو محيراً أن تُحدث جرعة أولية أكبر استجابة أقل، ولكن هذا قد يكون فقط بسبب الاستجابة الباقية لدى بعض المرضى تجاه الناقل المعطل، وهو جزء من فيروس شمبانزي يستخدم لإيصال حمولة اللقاح. يمكن إصلاح ذلك بسهولة باستخدام الجرعة المعدلة".
وقال بولارد إن "الباحثين سيتطلعون إلى معرفة ما إذا كانت المشكلة تتعلق بكمية الاستجابة المناعية أو جودتها. بينما مع كل اللقاحات التي تعطى منها جرعة واحدة تقريباً، كلما زادت الجرعة كان ذلك أفضل، يمكن الطرق القائمة على تحضير جهاز المناعة أولاً، ثم إعطاء جرعة معززة لاحقاً أن تعمل بشكل مختلف. هذه هي الحال بشكل خاص مع الأطفال والرضع. حين تُعطى أعداد مختلفة من جرعات التهيئة الأولية. أعتقد أن الفرق هو أننا لسنا معتادين التعامل مع عدوى مثل فيروس كورونا الذي لم يسبق للبشر البالغين أن عرفوه".

(فرانس برس)

المساهمون