الاحتلال يعتقل أكثر من 125 امرأة فلسطينية منذ مطلع 2022

26 أكتوبر 2022
جانب من وقفة تضامنية مع الأسيرات، 24 أكتوبر 2022 (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

قال نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الأربعاء، إنّ أكثر من 125 امرأة فلسطينية تعرضن للاعتقال منذ مطلع العام الجاري، وتركزت غالبية عمليات الاعتقال في القدس. واليوم يقبع في سجون الاحتلال 32 أسيرة، أقدمهنّ الأسيرة ميسون موسى من بيت لحم، والمعتقلة منذ عام 2015، والمحكومة بالسجن 15 عامًا.

جاء ذلك في بيان صدر بمناسبة اليوم الوطني للمرأة الفلسطينّية الذي يُصادف الـ26 أكتوبر/تشرين الأول، والذي اعتمد لما له من دلالات قيمة وعريقة في مسيرة المرأة الفلسطينيّة وكفاحها؛ حيث عُقد في مثل هذا اليوم أول مؤتمر نسائي فلسطيني في مدينة القدس عام 1929، وسط مشاركة فاعلة وبحضور أكثر من 300 سيّدة، والذي خرج بمجموعة من القرارات التي عبّرت بصدق عما كان شعب فلسطين يتطلّع إليه ويطلبه آنذاك.

الأسيرات يعشن خلال مراحل الاعتقال ظروفاً لا إنسانية، لا تُراعى فيها حقوقهنّ في السلامة الجسدية والنفسية

وبهذا، فقد شهد عام 1929 بداية مشاركة المرأة الفلسطينية الفعلية المنظمة في العمل السياسي، إثر تصاعد أحداث ثورة البراق، وانتشارها في جميع أنحاء فلسطين، وقد وقع على النّساء عبء كبير واستشهدت تسع نساء، وهدمت البيوت وتشردت الأُسر وزجّ بالكثيرين في السّجون.

وأكد نادي الأسير أنّ سلطات الاحتلال تواصل انتهاك حقوق الأسيرات الفلسطينيات في سجونها، من خلال جملة من أساليب التنكيل، والتعذيب، وسوء المعاملة.

وتتعرض الأسيرات لكافة أنواع التنكيل والتعذيب التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحقّ المعتقلين الفلسطينيين، بدءاً من عمليات الاعتقال من المنازل، وحتى النقل إلى مراكز التوقيف والتحقيق، ولاحقاً احتجازهن في السجون، لافتًا إلى أنّ عام 2019 كانت سياسة تعذيب النساء إحدى أهم السّياسات التي عادت إلى الواجهة، مقارنة مع السنوات السابقة، حيث اقتربت روايتهنّ من رواية الأسيرات الأوائل حول مستوى أساليب التعذيب.

أساليب تعذيب الأسيرات

وتتمثل أساليب التعذيب والتنكيل التي مارستها أجهزة الاحتلال بحق الأسيرات: بإطلاق الرصاص عليهن أثناء عمليات الاعتقال، وتفتيشهن تفتيشاً عارياً، واحتجازهن داخل زنازين لا تصلح للعيش، وإخضاعهن للتحقيق ولمدد طويلة، يرافقه أساليب التعذيب الجسدي والنفسي، منها: الشبح بوضعياته المختلفة، وتقييدهن طوال فترة التحقيق، والحرمان من النوم لفترات طويلة، والتحقيق المتواصل، والعزل والابتزاز والتهديد، ومنع المحامين من زيارتهن خلال فترة التحقيق، وإخضاعهن لجهاز كشف الكذب، والضرب المبرح كالصفع المتواصل، عدا عن أوامر منع النشر التي أصدرتها محاكم الاحتلال، كما تعرضت عائلاتهنّ للتنكيل، والاعتقال، والاستدعاء كجزء من سياسة العقاب الجماعي.

منذ عام 1967، اعتقل الاحتلال أكثر من  17 ألف امرأة فلسطينية

وأشار نادي الأسير إلى أن الأسيرات يعشن خلال مراحل الاعتقال ظروفاً لا إنسانية، لا تُراعى فيها حقوقهن في السلامة الجسدية والنفسية والخصوصية، إذ يحتجزن في ظروف معيشية صعبة، يتعرّضن خلالها للاعتداء الجسدي والإهمال الطبي، وتحرمهنّ سلطات الاحتلال من أبسط حقوقهنّ اليومية، كحقهنّ في التجمع لغرض أداء الصلاة جماعة أو الدراسة، إضافة إلى انتهاك خصوصيتهنّ بزرع الكاميرات في ساحات المعتقل، ما يضطر بعضهنّ إلى الالتزام باللباس الشرعي حتى أثناء ممارسة الرياضة، علاوة على تعرضهنّ للتنكيل خلال عملية النقل عبر عربة "البوسطة" إلى المحاكم أو المستشفيات، والتي تستغرق عملية النقل بها ساعات، ويتعرّضن خلالها للاعتداء على يد قوات "النحشون".

32 أسيرة قيد الاعتقال

وتواصل قوات الاحتلال اعتقال 32 أسيرة في سجونها، من بينهنّ طفلة وهي الأسيرة نفوذ حمّاد من القدس. وأقدم الأسيرات في سجون الاحتلال اليوم، الأسيرة ميسون موسى المعتقلة منذ عام 2015، ومحكومة بالسجن لمدة 15 عامًا. وأعلى الأحكام صدرت بحقّ الأسيرات شروق دويات وشاتيلا عياد، المحكومتان بالسجن 16 عاماً، وميسون موسى وعائشة الأفغاني، المحكومتان بالسجن 15 عاماً.

ومن بين الأسيرات: أسيرتان معتقلتان إدارياً وهما: شروق البدن وبشرى الطويل. ومن بين الأسيرات (6) جريحات، وأصعب الحالات من بين الأسيرات الجريحات، الأسيرة إسراء جعابيص، التي تعاني من تشوهات حادة في جسدها، جرّاء تعرّضها لحروق خطيرة، أصابت 60% من جسدها، وذلك جرّاء إطلاق جنود الاحتلال النار على مركبتها عام 2015، والذي تسبب في انفجار أسطوانة غاز في مركبتها.

كما أن من بين الأسيرات 7 أمهات، وغالبية الأسيرات المحكومات بأحكام عالية هن من القدس. كما أنه ومنذ مطلع العام الجاري تعرضت أكثر من 125 امرأة فلسطينية للاعتقال. ومنذ عام 1967 اعتقل الاحتلال أكثر من  17 ألف امرأة فلسطينية، فيما كان أول أسيرة في تاريخ الثورة الفلسطينية هي الأسيرة فاطمة برناوي من القدس والتي اعتقلت عام 1976. وحُكم عليها بالسجن المؤبّد، وأُفرج عنها عام 1977.

المساهمون