الاتحاد الأوروبي يرفض إصدار "جواز سفر اللقاح"

22 يناير 2021
رفضت بعض الدول "جواز سفر اللقاح" قبل تطعيم شعبها بالكامل (كيث مايهيو/Getty)
+ الخط -

تمنّت بعض دول الاتحاد الأوروبي تبنّي المفوضية الأوروبية مقترح "إصدار جواز سفر لقاح كورونا"، بعد بدء الموجة الأولى من التطعيم في عدد من دول أوروبا، لاستعادة بعض من الحركة السياحية التي تسبّب توقّفها بمصاعب كبيرة لدول مثل اليونان وإسبانيا وإيطاليا وغيرها من الوجهات السياحية. وعلى ما يبدو، فإنّ أحلام أثينا بشكل خاص بالجواز، التي حاولت مساء أمس الخميس إقناع رؤساء حكومات الاتحاد في اجتماع قمة عن بُعد به، تحطّمت أمام رفض رئيسي الاتحاد والمفوضية شارل ميشيل وأورسولا فون ديرلاين قبول فكرة تزويد من تلقى التطعيم بـ"جواز لقاح" للسفر بين الدول الأعضاء. 

ورغم رفض المقترح، صرّح رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل بأنّه على أوروبا أن "تتّفق على وثيقة مشتركة تستند إلى أهداف طبية لمتلقي اللقاح". واعتبر في الوقت ذاته أنّ "جواز سفر خاص بالتطعيم ليس أمراً ملحاً حالياً، رغم رغبة عدد من الدول الأعضاء به".

وأشارت رئيسة المفوضية أورسولا فون ديرلاين إلى أنّ موضوع الجواز الأوروبي المشترك "ليس  سهلاً، وهو إجراء سيقسّم المواطنين إلى مجموعتين، ثم إنّ بعض الناس لن يستطيعوا تلقي اللقاح لأسباب صحية، وعلينا التفريق بين توثيق التطعيم لأسباب صحية بناء على معايير دولية معمول بها وإصدار جواز سفر خاص بالمطعّمين لأجل السفر".

ووعدت فون ديرلاين بدراسة المفوضية الأوروبية للمقترحات "بعناية ومهنية حين يحين الوقت المناسب، وما زلنا نؤكد توصيتنا بأنّ كلّ السفريات غير الضرورية يجب أن تتوقف في الظروف الحالية، بغض النظر عما إذا تلقى الشخص اللقاح أم لا". 

وينقسم القادة الأوروبيون بين مؤيّد  ومعارض لإصدار مثل هذا الجواز الأوروبي، وسط سجال حول بطء عمليات التطعيم وخلافات مع الشركات المصنّعة للقاح، وخصوصاً فايزر التي بدأت تطالب بأسعار مختلفة عن تلك التي طرحتها في البداية.

ودخلت كوبنهاغن في سجال مع "فايزر"، بعد الكشف عن تراجع الأخيرة عن التسعيرة الأولى. واعتبرت رئيسة وزراء الدنمارك ميتا فريدركسن أنّ بلدها لن يدخل في نزاع قانوني في المحاكم، "وإذا كانت فايزر تريد أموالاً أكثر ممّا تمّ الاتفاق عليه فلا مشكلة لدينا، ما يهمنا هو صحة مواطنينا وبالتالي فارق الأسعار بالنسبة لنا أقلّ وطأة من استمرار الخسائر الاقتصادية بسبب الإغلاقات طويلة المدى". 

وتعارض بعض الدول الأوروبية إصدار وثائق تطعيم، إذ "لا يمكن مناقشة جواز سفر اللقاح بشكل جدّي قبل أن يكون شعبنا كلّه تلقى اللقاح "، بحسب ما صرّحت به فريدركسن في كوبنهاغن صباح اليوم الجمعة. 

وناقش رؤساء الحكومات الأوروبية مساء أمس الخميس، من بين قضايا أخرى متعلقة بالجائحة، ضرورة الاستمرار بالتوصيات القاضية بوقف السفر غير الضروري، مع ضرورة الحفاظ على حدود بينية مفتوحة لتدفّق البضائع بين السوق الأوروبي الموحّد. واعتبر رئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دي كرو أنه من الضروري لأوروبا التدخل ووقف كلّ أشكال السياحة، من أوروبا وإليها، في الوقت الحالي.

ومن ناحيتها، عبّرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن أملها ألاّ يضطر الاتحاد الأوروبي إلى اعتماد "سياسة إغلاق الحدود الداخلية بين دوله، للحفاظ على انسياب حركة التجارة، ورغم ذلك لا يمكن استبعاد، عند الضرورة، إغلاق الحدود"، وسط مخاوف من أنّ الموجة الحالية باتت تضرب بقوة من حيث الإصابات والوفيات، والخوف الذي شكّله اكتشاف تحوّر فيروس كورونا وسرعة انتشاره. كما ناقش المجتمعون، عن بُعد، القوانين التي تسمح للدول بوضع خرائط حمراء على المناطق الأكثر تضرراً بالعدوى داخل حدود الاتحاد الأوروبي، لفرض "حجر وعزلة" إلزامية على من تثبت إصابته بالفيروس في تلك المناطق الملوّنة بالأحمر الداكن. 

المساهمون