الاتحاد الأفريقي يُحذّر من تحول جدري "إم بوكس" إلى وباء عالمي

28 اغسطس 2024
مصابة بجدري "إم بوكس" في مستشفى بالكونغو الديمقراطية، 24 أغسطس 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **الوضع الحالي لجدري "إم بوكس" في أفريقيا والعالم**: جدري "إم بوكس" يمثل مشكلة صحية كبيرة عالميًا، مع تسجيل 622 وفاة و22,863 إصابة في 13 دولة أفريقية حتى 26 أغسطس، وأفريقيا الوسطى هي الأكثر تضررًا.

- **الجهود الدولية والتحديات في توفير اللقاحات**: الشركاء الغربيون وعدوا بتقديم 380 ألف جرعة لقاح، لكن الكمية غير كافية وتأخرت بسبب قضايا التوثيق. الكونغو طلبت مليوني جرعة إضافية من اليابان.

- **توصيات منظمة الصحة العالمية والمخاطر في مخيمات النازحين**: المنظمة توصي بإجراءات وقائية صارمة وأطلقت أعلى مستوى إنذار عالمي. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حذرت من كارثة محتملة في مخيمات النازحين.

قال المدير العام لمركز الاتحاد الأفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها جان كاسيا، إن جدري "إم بوكس" لا يمثل مشكلة للقارة فحسب، بل للعالم أجمع. وأشار في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، إلى وفاة 622 شخصا وإصابة 22 ألفا و863 آخرين بالمرض، في 13 دولة عضوا بالاتحاد الأفريقي حتى 26 أغسطس/ آب الجاري.

وقال: "مرض جدري "إم بوكس" مشكلة صحية كبيرة في أفريقيا بالمقام الأول، ولكنه في الوقت نفسه مشكلة على مستوى العالم". ولفت إلى أن الاتحاد يواصل العمل لمكافحة الوباء، وأن أفريقيا الوسطى ما تزال المنطقة الأكثر تضررا به.

جدري "إم بوكس": 4000 إصابة جديدة خلال أسبوع

وفي سياق متصل، أعلنت هيئة الصحة العامة في القارة أمس الثلاثاء، أن أفريقيا تشهد زيادة سريعة في حالات الإصابة بجدري "إم بوكس" مع الإبلاغ عن ما يقرب من 4000 حالة في الأسبوع الماضي، حيث كررت نداء للحصول على اللقاحات التي طال انتظارها والتي كان من المقرر أن تصل هذا الأسبوع ولكن سيتم تأجيلها الآن.

أبلغ جان كاسيا، أن شركاء غربيين مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وعدوا بتقديم حوالي 380 ألف جرعة من لقاحات جدري "إم بوكس". وهذا أقل من 15 بالمائة من الجرعات التي قالت السلطات إنها ضرورية لإنهاء تفشي المرض في الكونغو، مركز الطوارئ العالمية الحالية.

وبعد تفشي فيروس جدري "إم بوكس" خارج القارة الأفريقية في عام 2022، استجابت الدول الغنية بسرعة باللقاحات والعلاجات من مخزوناتها. ومع ذلك، لم تصل سوى جرعات قليلة إلى أفريقيا على الرغم من مناشدات حكوماتها.

وأفاد كاسيا أن الدفعة الأولى من جرعات اللقاح التي وعدت بها أفريقيا ستصل في أقرب وقت في الأول من سبتمبر/أيلول بعد التأخيرات الناجمة عن التوثيق وقضايا الترخيص في حالات الطوارئ.

وقال الدكتور نغاشي نغونغو، مدير حوادث جدري "إم بوكس" في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، إن هذه الدفعة ستشمل 50 ألف جرعة وعدت بها حكومة الولايات المتحدة و15 ألف جرعة من تحالف اللقاحات (غافي).

وأضاف نغونغو: إن الأمر يتعلق فقط بانتظار حكومة الولايات المتحدة لنقل هذه اللقاحات". وتابع إن الكونغو طلبت أيضا ما لا يقل عن مليوني جرعة من اليابان من اللقاحات الفعالة بشكل خاص في حماية الأطفال، حيث وصلت المفاوضات إلى "مستوى متقدم للغاية".

الحاجة ماسة للقاحات

واعتبر المتحدث "أن المتحور الجديد من فيروس جدري "إم بوكس" الذي تم اكتشافه لأول مرة في الكونغو والذي يُلقى عليه اللوم في تفشي المرض المستمر يتسبب بالفعل في انتقال كبير للعدوى على مستوى المجتمع في أماكن أخرى.

وظهر اسم جدري "إم بوكس" أول مرة عام 1958، عندما حدثت إصابتان لمرض شبيه بالجدري في مستعمرات من القردة المحفوظة للبحوث بالدنمارك. وينتقل جدري "إم بوكس" في الغالب عن طريق الاتصال الجنسي واللمس، وكذلك مشاركة الفراش والمناشف والملابس. وتشمل أعراض الفيروس طفح جلدي وتوعك وحمى وتضخم في الغدد الليمفاوية، بالإضافة إلى قشعريرة وصداع وألم عضلي.

توصيات منظمة الصحة

وكانت الناطقة باسم منظمة الصحة مارغريت هاريس، قد أكدت خلال مؤتمر صحافي دوري في جنيف أمس الثلاثاء، أن قطرات الرذاذ هي طريقة "ثانوية" لانتقال مرض جدري "إم بوكس"، مشددة على ضرورة إجراء أبحاث إضافية لفهم كيف تحدث عدوى هذا الفيروس بشكل أفضل.

وتوصي منظمة الصحة بتنظيف وتطهير الأسطح والأشياء وكذلك غسل اليدين بعد لمس الأسطح أو الأشياء التي قد تكون ملوثة. وقالت هاريس إنه يوصى للأشخاص المصابين بجدري "إم بوكس" ومخالطيهم والعاملين في مجال الرعاية الصحية، بوضع كمامة.

ووفق منظمة الصحة، يكون المصابون بالمرض قادرين على نقل العدوى حتى تشَكُّل قشرة على الطفح الجلدي ثم تساقطها وتكوُّن طبقة جديدة من الجلد والتئام كل التقرحات الموجودة على العينين والجسم، الأمر الذي يستغرق "أسبوعين إلى أربعة أسابيع".

دفع ظهور جدري "إم بوكس" في أفريقيا مجددا منظمة الصحة إلى إطلاق أعلى مستوى إنذار عالمي في 14 أغسطس بعد انتشاره في جمهورية الكونغو الديموقراطية وبوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا، وظهور المتحورة الجديدة (1b).

وأضافت هاريس "تنتشر في جمهورية الكونغو الديموقراطية المتحورتان 1a و1b" لكن "ليس لدينا بيانات" لنؤكد أن إحداهما أكثر خطورة من الأخرى.

وتقدّر منظمة الصحة العالمية أنه ستكون هناك حاجة إلى 135 مليون دولار لتمويل الاستجابة الدولية لمرض جدري "إم بوكس" خلال الأشهر الستة المقبلة. وأطلقت نداء لجمع 87,4 مليون دولار الثلاثاء لدعم نشاطاتها الخاصة بمكافحة الفيروسات.

تحذير من كارثة في مخيمات النازحين

من جهتها، حذّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن مخيمات النازحين في جمهورية الكونغو الديموقراطية وغيرها من البلدان المتضررة في أفريقيا قد تتأثر بشدة بانتشار المرض.

وقال ألِن ماينا، رئيس قسم الصحة العامة في المفوضية: "من دون دعم إضافي عاجل، قد يصبح تفشي جدري "إم بوكس" الأخير مدمرا بالنسبة إلى اللاجئين ومجتمعات النازحين". وأضاف أن تنفيذ تدابير وقائية بين الهاربين من العنف يمثل "تحديا هائلا" مع دفع الناس إلى ملاجئ مكتظة تفتقر إلى المرافق الصحية في حين يواجه آخرون انقطاع المساعدات الإنسانية.

(الأناضول، فرانس برس، أسوشييتد برس)

المساهمون