الإيرانيات يواصلن رفع الصوت: وضع الحجاب يجب أن يكون خياراً

22 سبتمبر 2022
"وضع الحجاب يجب ألا يحكم بالقانون" (عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -

في أحد شوارع طهران، تصرّ شابة إيرانية على "وجوب وضع حدّ للتصرفات العنيفة لشرطة الأخلاق التي تمنع النساء من اختيار ملابسهن"، معلّقة على الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني في ظروف غامضة بعد توقيفها بسبب ملاحظات على لباسها.

وأضافت خبيرة التجميل مهتاب البالغة 22 عاماً والتي تضع وشاحاً برتقالياً تظهر منه خصلات من شعرها لوكالة "فرانس برس" في أحد الأحياء الراقية في العاصمة الإيرانية: "أحب وضع هذا الوشاح مثلما يفضل البعض الآخر ارتداء التشادور (غطاء كامل للجسم)"، مضيفة: "لكن يجب أن يكون الوشاح خياراً، لا ينبغي أن نُجبر على وضعه".

واندلعت احتجاجات في إيران، تخللتها مواجهات، وأدت إلى سقوط قتلى حتى الآن، وفق حصيلة رسمية، بينهم ثلاثة عناصر أمن، بعد إعلان السلطات في 16 سبتمبر/أيلول وفاة الشابة مهسا أميني، بعدما احتجزتها شرطة الأخلاق بحجة ارتداء "ملابس غير محتشمة".

خوف من شرطة الأخلاق

وأقرّت مهتاب بخوفها من وحدة الشرطة هذه، لكنها لم تغير طريقة لبسها ولا طريقة وضعها للحجاب، مؤكدة أن هذه الوحدة "عديمة الفائدة".

في إيران، تجبر النساء على تغطية شعرهن وتمنعهن شرطة الأخلاق من ارتداء المعاطف التي تصل إلى مستوى الركبة والسراويل الضيقة والجينزات المثقوبة والملابس ذات الألوان الزاهية.

من جانبها، تفضل نازانين، وهي ممرضة تبلغ 23 عاماً عدم المخاطرة. وقالت لوكالة فرانس برس: "سأولي اهتماماً أكبر الآن بطريقة وضع الحجاب حتى لا أواجه أي مشكلة".

لكنها، على غرار مهتاب، تعتقد أنه يجب إزالة هذه الوحدة من الشوارع لأنها "لا تتصرف بشكل صحيح".

وقالت الشابة التي تضع وشاحاً أسود يندمج مع شعرها الداكن: "لا أفهم لم يواجه الشرطيون الناس عندما (...) تكون جميع النساء يرتدين الحجاب والفساتين المحتشمة. إذا أرادت الشرطة الذهاب أبعد من ذلك، فهذا يصبح تدخلاً".

وتبدو العدائية تجاه شرطة الأخلاق التي تتعقب أي خطأ صغير في طريقة اللبس واضحاً، خصوصاً منذ وفاة مهسا.

وقالت ريحانة، وهي طالبة تبلغ 25 عاماً في شمال طهران: "مع هذا الحادث الجديد، لم يعد الناس يطلقون على هذه الوحدة اسم Gasht-e Ershad (دوريات التوجيه)، بل Ghatl-e Ershad (التوجه نحو القتل)".

وأضافت الشابة التي تضع وشاحاً لونه بيج يبرز شعرها: "وضع الحجاب يجب ألا يحكم بالقانون".

وإذا كان ارتداء التشادور والملابس الداكنة سائداً في جنوب العاصمة المحافظ والأكثر فقراً، ففي شمالها الأكثر ثراءً، هناك تساهل أكبر من هذه الناحية.

وبعد أيام من الاحتجاجات، عادت الحياة الأربعاء إلى طبيعتها في طهران. في الأحياء الشمالية، استمرت الفتيات في وضع الوشاح بطريقة تكشف الشعر من دون أن يتلقين أي ملاحظة من أحد.

وأكدت ريحانة أن موت مهسا أميني "جعلنا حزانى. ما حدث أغضب المجتمع بأسره"، مشيرة إلى أن شرطة الأخلاق "يجب أن تتصرف بمزيد من التساهل وأن تكون أقل عدوانية. إن وضع الحجاب مسألة شخصية ومن حق المرأة أن تلبس كما تشاء".

(فرانس برس)

المساهمون