الأمن التونسي يخلي ساحة عامة من المهاجرين في مدينة صفاقس

17 سبتمبر 2023
إحدى الساحات العامة التي افترشها مهاجرون في صفاقس التونسية سابقاً (ياسين قايدي/ الأناضول)
+ الخط -

 

أخلت السلطات التونسية، اليوم الأحد، ساحة عامة كان يتّخذها مئات من المهاجرين غير النظاميين مكاناً للإقامة في وسط مدينة صفاقس، وسط شرقي تونس، بعدما طُردوا من مساكنهم قبل أكثر من شهرَين، بحسب ما أفادت منظمة حقوقية، فيما نُفّذت حملة أمنية واسعة استهدفتهم.

وقال المتحدث الرسمي باسم "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" رمضان بن عمر لوكالة فرانس برس إنّ "قوات الأمن أخلت، صباح اليوم (الأحد)، ساحة كبيرة فيها نحو 500 مهاجر، وسط مدينة صفاقس".

أضاف أنّهم "دُفعوا إلى التفرّق على شكل مجموعات صغيرة تنقّلت في اتجاه مناطق ريفية وفي اتجاه مدن أخرى".

وكان هؤلاء المهاجرون، معظمهم من دول أفريقيا جنوب الصحراء، قد استقرّوا في ساحة "باب الجبلي" وسط مدينة صفاقس، عقب حملة اعتقالات وطرد من قبل قوات الأمن والأهالي.

يُذكر أنّ في مطلع يوليو/ تموز الماضي، طُرد مئات من المهاجرين الذين يحملون جنسيات دول أفريقيا جنوب الصحراء من صفاقس، بعد اشتباكات مع السكان. وفي الأيام التالية، نقلت الشرطة التونسية نحو ألفَي مهاجر على الأقلّ، بحسب بيانات منظمات، إلى الحدود مع ليبيا والجزائر، وتُركوا في الصحراء والمناطق المعزولة.

وأتى ذلك، اليوم، بالتزامن مع شنّ السلطات الأمنية في محافظة صفاقس حملة واسعة على المهاجرين والمهرّبين، أمس السبت واليوم الأحد، أسفرت عن "ضبط نحو 200 مهاجر من جنسيات أفريقيا جنوب الصحراء يستعدّون لتنظيم عملية اجتياز، كما تمّ حجز ستّة قوارب"، وفقاً لتصريحات إعلامية أدلى بها المتحدث الرسمي باسم الحرس الوطني حسام الدين الجبابلي.

وأوضح الجبابلي أنّ "الهدف هو ضرب الوسطاء الذين يتاجرون بأرواح الناس".

وأكدت "وكالة تونس أفريقيا للأنباء" الرسمية، اليوم الأحد، أنّ "وحدات من وزارة الداخلية أخلت ساحة رباط المدينة بمنطقة باب الجبلي وسط صفاقس من المهاجرين غير النظاميين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، الذين يتجمعون بالمكان منذ ما يزيد عن شهرين كاملين". لكنّها لم توضح مصير هؤلاء المهاجرين غير النظاميين أو المكان الذي تم توجيههم إليه.

وأشارت الوكالة إلى أنّ "المواطنين بصفاقس أطلقوا نداءات متكررة للسلطات العمومية وعبر وسائل الإعلام للمطالبة بوضع حد للتدفّق الكبير للمهاجرين بشكل عشوائي، وإيجاد حلول للمظاهر السلبية التي رافقته على المستوى البيئي والصحي والاجتماعي والإنساني الصعب".

وكانت وتيرة أزمة المهاجرين في تونس قد تسارعت بعد خطاب ألقاه الرئيس قيس سعيّد في 21 فبراير/ شباط الماضي، ندّد فيه بوصول "جحافل من المهاجرين" في إطار "مخطط إجرامي" يهدف إلى "تغيير التركيبة الديموغرافية" في تونس.

وتُعَدّ صفاقس نقطة الانطلاق الأولى للمهاجرين سواء من جنسيات أفريقيا جنوب الصحراء أو من التونسيين، في عمليات هجرة غير نظامية في اتجاه السواحل الأوروبية.

وقد قدّر وزير الداخلية التونسي كمال الفقي، في وقت سابق، عدد المهاجرين غير النظاميين في صفاقس بنحو 17 ألف مهاجر أفريقي، من إجمالي 80 ألف مهاجر في كامل البلاد.

(فرانس برس، الأناضول)