أعلن مكتب الأمم المتحدة في الأردن، اليوم الاثنين، أن 15 ألف امرأة وفتاة فلسطينية في قطاع غزة سوف يتلقين مساعدات منقذة للحياة من قبل هيئة الأمم المتحدة للمرأة والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وذلك في طائرة مساعدات تتوجّه إلى العريش في محافظة شمال سيناء المصرية بالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية.
وتأتي هذه الخطوة في ظلّ اشتداد حاجة النساء الفلسطينيات في قطاع غزة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، وسط الحصار المطبق على القطاع والحرب المتواصلة التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي عليه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
انطلاقاً من الشراكة بين هيئة الأمم المتحدة للمرأة و@_jhco ستتلقى 15,000 امرأة وفتاة في قطاع غزة مساعدات منقذة للحياة، حيث غادرت الأردن اليوم وبدعم من القوات المسلحة الأردنية أول طائرة مساعدات متوجهة إلى العريش، ومن المتوقع وصول المزيد خلال الأيام المقبلة.https://t.co/pr31GB6Zcl pic.twitter.com/BT8SgZfZqh
— UN Women Jordan (@unwomenjordan) February 26, 2024
في هذا الإطار، قال ممثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن نيكولاس بيرنيات، في بيان صادر اليوم "في ضوء إطلاق نداء الأمم المتحدة الإنساني العاجل للأراضي الفلسطينية المحتلة، تعمل هيئة الأمم المتحدة للمرأة مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية لدعم النساء والفتيات في قطاع غزة، بالتنسيق مع مكاتبنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
ولفت بيرنيات إلى أنّ أكثر من 1.9 مليون شخص، أي نحو 85 في المائة من إجمالي عدد الفلسطينيين في قطاع غزة، هُجّروا بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة، من بينهم مليون امرأة وفتاة يواجهنَ معاناة لا تطاق، بالإضافة إلى خطر المجاعة والأمراض. أضاف أنّ نصف الفلسطينيات في غزة لجأنَ إلى رفح، في أقصى جنوبي القطاع عند الحدود مع مصر، علماً أنّ أماكن أخرى يقصدنَها.
وبيّن ممثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن أنّ "الأرقام الأخيرة تشير إلى أنّ 70 في المائة من الفلسطينيين الذين قُتلوا حتى الآن في الحرب (الإسرائيلية) على قطاع غزة كانوا من النساء والأطفال، وأنّ اثنتَين من الأمهات تُقتَلان في غزة في كلّ ساعة".
وقد أشاد بيرنيات، في بيانه، بالحكومة الأردنية على خلفية الجهود التي تبذلها مع المجتمع الدولي لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلى جانب سعيها لتعزيز وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وخصوصاً "لدعمها النساء والفتيات".
من جهته، قال أمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية حسين الشبلي، بحسب ما جاء في البيان نفسه، إنّ "الشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة تعكس التزامنا المشترك بدعم المجتمعات الضعيفة وتقديم المساعدة في أوقات الأزمات، ونحن نعمل معاً لضمان حصول النساء والأطفال في قطاع غزة على الدعم الذي يحتاجون إليه بصورة عاجلة".
وتسعى هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي، للوصول إلى 75 ألف امرأة وأسرهنّ في قطاع غزة، من خلال سلال غذائية ومساعدات نقدية غير مشروطة. وقد عمدت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر، بالشراكة مع جمعية الهلال الأحمر المصري، بإيصال مواد عاجلة إلى سبعة الآف امرأة وطفل في غزة.
كذلك تعمل هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بالشراكة مع منظمات تقودها نساء، إلى تقديم "خدمات متعددة مستجيبة للنوع الاجتماعي" وإلى "التصدّي للتحديات المختلفة التي تواجه النساء والفتيات في قطاع غزة، بما في ذلك تلك المتصلة بالحماية والرعاية".
وتواصل هيئة الأمم المتحدة للمرأة دعوتَها إلى "وقف إنساني فوري لإطلاق النار، وبذل كلّ جهد ممكن لضمان حماية النساء والفتيات وتمكينهنّ من الحصول على مساعدات إنسانية تستجيب لاحتياجاتهنّ بصورة عاجلة وآمنة ومن دون أيّ عوائق".
مساعدات لأهالي غزة في 4 إنزالات جوية أردنية
في سياق منفصل، أعلنت القوات المسلحة الأردنية أنّها نفّذت أربعة إنزالات جوية تضمّ مساعدات إنسانية لأهالي قطاع غزة، اليوم الاثنين. وقد استهدفت هذه الإنزالات أهالي غزة مباشرة، للمرّة الأولى، وذلك على طول ساحل القطاع من الشمال إلى الجنوب، علماً أنّ الأردن سبق أن نفّذ 15 إنزالاً لمصلحة الفلسطينيين في القطاع.
وأوضحت القوات المسلحة الأردنية، في بيان، أنّ المساعدات تشمل "مواد إغاثية وغذائية، من ضمنها وجبات جاهزة" ذات قيمة غذائية عالية، وذلك "تخفيفاً عن معاناة أهالي القطاع من جرّاء ما يتعرّضون له من أوضاع صعبة نتيجة الحرب" المتواصلة منذ أكثر من أربعة أشهر.
وأشارت القوات المسلحة إلى أنّ الأردن عمد إلى تكثيف عمليات الإنزال الجوي على خلفية ما آلت إليه أوضاع الفلسطينيين الإنسانية في قطاع غزة، وسط استمرار العدوان الذي ينذر بحدوث مجاعة في القطاع.
وبيّنت القوات المسلحة الأردنية أنّ طائرة فرنسية شاركت في الإنزالات الجوية اليوم، لافتةً إلى أنّ تلك المشاركة تأتي "تأكيداً على دعم الجهود الأردنية الإنسانية" لمساندة قطاع غزة و"عمق العلاقات الثنائية بين البلدَين الصديقَين (الأردن وفرنسا)".