الأمم المتحدة: كورونا أثر على ملايين الأطفال في المنطقة

20 نوفمبر 2020
تأثيرات سلبية لتداعيات جائحة كورونا على الأطفال (محمد عابد/ فرانس برس)
+ الخط -

أثرت جائحة كورونا والإغلاق الناتج عنها على الصحة النفسية والجسدية لملايين الأطفال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحسب استطلاع لمنظمة "يونيسف" شمل أكثر من سبعة آلاف أسرة في سبع دول، وغطى 13 ألف طفل، وأظهر أن أكثر من 90 في المائة من المستجيبين يعتقدون أن كورونا أثر على أطفالهم بالسلب.

وقال المدير الإقليمي ليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تيد شيبان، في تقرير، الجمعة، إن "القيود على الحركة وإغلاق المدارس كان لهم أثر بالغ على الروتين اليومي للأطفال وتفاعلاتهم الاجتماعية، وفي النهاية سلامتهم النفسية. كلما طالت الجائحة، كان الأثر على الأطفال أعمق. من الضروري تماماً أن نستمرّ في إيجاد حلول مبتكرة لمواجهة أثر كورونا، ودعم أطفالنا برعاية صحية ونفسية بالتعلم المختلط أو عن بعد، وبإجراءات حماية اجتماعية تتضمن تحويل الأموال".

 أظهر الاستطلاع أن أكثر من 50 في المائة من المستجيبين يعتقدون أن أطفالهم يعانون نفسياً وعاطفياً، وزادت نسب القلق والضغط بين الأسر المقيدة، ما زاد احتمال وقوع العنف الأسري الذي عادة ما يكون الأطفال والنساء أول ضحاياه.

وأمرت معظم الحكومات في المنطقة بإغلاق المدارس في مارس/ آذار الماضي، ومع تراجع منحنى الإصابات في الصيف، سمحت عدة دول للمدارس بإعادة فتح فصولها في الخريف، أو تبنت نظاماً مزدوجاً يجمع بين التعليم في الفصول وعن بعد. لكن مع اقتراب الشتاء هناك مخاوف من موجة ثانية للعدوى، قد ينتج عنها إغلاق جديد للمدارس.

وأعرب نحو 40 في المائة من الأهالي والأوصياء عن مخاوف بشأن تعليم أطفالهم، ورفض كثيرون التعليم عن بعد باعتباره "غير فعال"، وأشاروا إلى قلة الموارد، والاتصال المحدود بالإنترنت، وقلة الدعم من البالغين، وقلة التواصل المباشر مع المعلمين.

 

وأبرزت المنظمة الأممية الأثر الاقتصادي لإغلاق الفيروس على الأطفال، وحذرت من أن عدد الأطفال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذين يعانون ممن الفقر قد يتجاوز ستين مليوناً بحلول نهاية 2020، مقارنة بنحو 50.4 مليوناً قبل الجائحة.

وقال واحد من بين كل خمسة مستجيبين إن الأوضاع الاقتصادية المتأزمة أجبرتهم على إنفاق مال أقل على الطعام، بينما قال نحو 30 في المائة من الأهالي إن أطفالهم لم يتمكنوا من الحصول على غذاء صحي خلال شهور الإغلاق المشدد.

وأجري استطلاع يونيسف في الجزائر ومصر والأردن والمغرب وقطر وسورية وتونس، بين إبريل/ نيسان ويوليو/ تموز، وفي أغسطس/ آب، حذر الأمين العام للأمم المتحدة من "كارثة تعليمية"، وأشار إلى تقديرات منظمة التعليم في الأمم المتحدة بأن 24 مليون متعلم يواجهون خطر التوقف عن التعليم بسبب العرقلة البالغة التي سببتها الجائحة.


وأثار تقرير يونيسف القلق بشأن المخاطر التي تشكلها الجائحة على الصحة الجسدية للأطفال في المنطقة، وقال إن تسعة ملايين طفل فوتوا جرعات تطعيمهم ضد الأمراض المعدية، ومنها شلل الأطفال والحصبة، بسبب القيود على النقل والخوف من العدوى وإغلاق العيادات القريبة.

حتى الآن، سجلت منطقة الشرق الأوسط أكثر من أربعة ملايين إصابة، منها أكثر من مائة ألف وفاة، وإلى جانب الجائحة، تعاني عدة دول في المنطقة من صراعات عسكرية وحروب أهلية تقوض جهود وقف تفشي الفيروس.

(أسوشيتد برس)

المساهمون