الأفاعي والعقارب تهدد نازحي إدلب... نصائح لتجنب الخطر خلال الصيف

26 مايو 2021
أطفال سوريين يلعبون بمخيم النزوح (عبد العزيز كيتاز/فرانس برس)
+ الخط -

يعاني آلاف النازحين السوريين من تكرار تسلل أنواع من الأفاعي والثعابين والعقارب إلى خيامهم ومساكنهم، إذ يقع عدد كبير من المخيمات في مناطق جبلية وعرة تعتبر بيئة طبيعية لانتشار مختلف أنواع الزواحف، إضافة إلى قرب بعض المخيمات من مكبات النفايات، أو الأراضي الزراعية. كما تفتقر غالبية المخيمات إلى وسائل الحماية من انتشار الزواحف والحشرات، وكذلك الأمصال المضادة للدغاتها.
يوضح مدير مخيم أهل التح القريب من بلدة باتنتة في ريف إدلب، عبد السلام يوسف، أنهم يسجلون في كل عام حالات من لدغ العقارب والثعابين للنازحين، ومن بينهم أطفال. يقول: "ليس لدى الأهالي أية وسائل لمواجهة هذه المشكلة، وهم يتصرفون عادة وفق المتاح لهم، إذ يستخدمون مادة القطران للوقاية من الأفاعي والعقارب، ويقومون برش المبيدات للتخلص من انتشار الحشرات، لكن ذلك لا يجدي أحياناً، كون الأمر يتطلب قيام الجميع بذلك، وليس بشكل فردي، فتوفير الحماية لخيمة لا قيمة له في حماية المخيم".
يضيف يوسف: "كمدير مخيم، أوجه في بداية فصل الصيف نداء للمنظمات الإنسانية لمواجهة هذا الخطر. ليست هناك استجابة بعد، ونعاني من انتشار الليشمانيا (مرض جلدي ويعرف بحبة السنة)، ونطالب بتوفير العلاج، إضافة إلى تأمين القطران للتخلص من مخاطر الآفات".
في مخيمات كفر لوسين، ومنها مخيم البشير الذي يضم قرابة 800 عائلة، يواجه النازحون الأفاعي والعقارب والروائح الكريهة، وكذلك انتشار أنواع عدة من الحشرات. يوجه الطبيب البيطري، فايز خضر، نصائح للنازحين تشمل وسائل تساعدهم على طرد الأفاعي والعقارب من محيط خيامهم. يقول خضر لـ"العربي الجديد": "في السنوات العشرة الأخيرة، وبسبب الحرب الدائرة، تم تهجير كثير من السوريين إلى مناطق الشّمال، ليسكنوا بمخيمات في أراض زراعية، أو أراض وعرة تنتشر فيها الكثير من الزّواحف والحشرات الضّارة، وخصوصاً في فصل الصّيف، فالآفات من ذوات الدم البارد تنتشر مع ارتفاع درجات الحرارة. سجّلت كثير من حالات تعرض سكّان المخيّمات للدغات العقارب والأفاعي، وأهم طرق الوقاية تتمثل في التخلص من مصادر غذائها، وهي الفئران والحشرات والضفادع، والتّخلص أيضاً من الأماكن التي يمكن أن تتخذ منها مخابئ أو جحوراً مثل الشقوق والحفر، والتخلص من الأعشاب الطويلة، والأشياء القديمة حول الخيام".

وينصح خضر باستخدام بعض المركبات السامة مثل القطران الأسود، ورشها حول الخيمة، أو وضع الثّوم في زوايا الخيمة، أو وضع كميات من الزيوت، مثل زيت الشيح، وهي طاردة للعقارب والثعابين. ويمكن أيضاً نشر حبوب النفتالين (حمض الفينيك) حول الخيمة لطرد الثعابين، والقطران من أكثر المواد الفعّالة بسبب توفره، وسهولة استخدامه. ويضيف: "هناك أنواع عديدة من الأفاعي والعقارب السامة التي تسببت بموت نسبة ممن تعرضوا للدغاتها، ممن لم يحصلوا على المصل المضاد الّذي لا يتوافر في مشافي الشمال السوري. بالنسبة للأطفال، هم الأكثر عرضة لهذه الحوادث بسبب حركتهم المستمرة، لذلك يفضّل الحدّ من حركة الأطفال في الأماكن الخطرة. أما الأشخاص البالغون، فإن خطورة التعرض للدغات الأفاعي والعقارب أقل بالنسبة لهم، كونهم على دراية ووعي أكثر بأماكن وجودها، ويستطيعون التعامل مع تهديدها، على عكس الأطفال الذين لا يدركون مخاطرها، وأماكن انتشارها".
من جهتها، تتخوف المهجرة من ريف حمص الشمالي والمقيمة بمخيم للنازحين قرب بلدة دير حسان في شمالي إدلب، أمينة أم أحمد، على أطفالها كلما خرجوا، خاصة طفلها الأصغر يوسف البالغ من العمر 6 سنوات. تقول لـ"العربي الجديد": "دائماً ما يغادر من دون علمي للعب مع بقية الأطفال في المخيم. عند وجوده بالقرب مني لا أشعر بالخوف، لكنه في بعض الأحيان يغادر المخيم الواقع في منطقة جبلية وعرة، وعند إدراكنا لغيابه، أو وجوده خارج حدود المخيم، يسارع والده للبحث عنه، وإعادته قبل أن يتعرض لأية مخاطر". تقول إنها تخشى أن يتعرض للدغة أفعى أو عقرب، هو أو أحد الأطفال الذين يلعب معهم، عندما يكونون في منطقة بعيدة عن المخيم، مما يمكن أن يمثل خطورة شديدة على سلامتهم، فقد يمضي الوقت من دون علم أحد بما حدث. وهذا ما يدفعها لمراقبته على الدوام خشية حصول مكروه له.

في السياق، يخبر حمزة علي (32 سنة)، "العربي الجديد"، عن تفاصيل حادث سابق للدغة أفعى كان قد تعرّض له. يقول:  "كنت في الخامسة عشرة، وفي فصل الصيف اعتدنا أن نسبح في بئر ماء بمنطقة الحولة شمالي حمص. فجأة شعرت بوخزة في ظهري، ولم أكن أدرك ما هي. عندما عدت إلى المنزل، بدأت أشعر بتشنجات شديدة في البطن، وكأن أمعائي تتقطع، ثم تعرقت بشدة، وتزامن ذلك مع صداع حاد، فنقلني والدي حينها إلى المشفى، واستفسر الطبيب مني عما جرى، وحينها تأكد أنني تعرضت للدغة أفعى". يتابع علي: "منذ ذلك اليوم، أصبحت شديد الحرص فقد كان درساً صعباً،  وكان ألمه قاسياً. اليوم، أقيم في ريف إدلب، وأحاول على الدوام تحذير أطفالي، وأكبرهم لم يتجاوز الخامسة، وأبقيهم تحت ناظري خشية أن يتعرض أحدهم للدغة عقرب أو أفعى".

المساهمون