قال نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الأحد، "إن الأسير عايد خليل (55 عامًا) من بلدة قفين في طولكرم، شمالي الضفة الغربية، يواجه وضعًا صحيًا خطيرًا، بعد أن تبين أنه يعاني من انسداد في أحد الشرايين الرئيسية في القلب، ومن المفترض اليوم أن يخضع لعملية قلب مفتوح في مستشفى سوروكا الإسرائيلي، حيث جرى تأجيلها نهاية الأسبوع الماضي لأسباب صحية".
وأوضح نادي الأسير، في بيان له، أن الأسير خليل يعاني من مشاكل صحية أخرى، نتجت جرّاء سنوات الاعتقال الطويلة وما رافقها من ظروف قاسية، وتفاقمت مؤخراً، إلى أن تم تشخيص وضعه الصحي بعد إجراء عملية قسطرة له نهاية الأسبوع الماضي.
وذكر نادي الأسير أن عايد خليل اعتقل عام 1989م وحكم عليه الاحتلال بالسّجن المؤبد، واستمر اعتقاله حتى عام 2011م، حيث جرى الإفراج عنه ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، وأعاد الاحتلال اعتقاله عام 2014م، إلى جانب العشرات من رفاقه المحررين في الصفقة، كما أعاد الحكم المؤبد بحقه.
يُشار إلى أن الأسير خليل أب لثلاثة أطفال وهم (سلمان، وجنان، وأفنان)، أكبرهم يبلغ من العمر تسع سنوات، وأصغرهم أفنان التي أبصرت النور ووالدها رهن الاعتقال، علماً أن زوجته لم تتمكن من زيارته منذ فبراير/ شهر شباط الماضي.
وحمّل نادي الأسير إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير وحياة الأسير خليل، وجدد مطالبته لكافة جهات الاختصاص بالضغط على الاحتلال من أجل الإفراج عن الأسرى المرضى على وجه الخصوص، في ظل ما يواجهونه من إهمال طبي (متعمد) وظروف اعتقالية قاسية، تسببت في تفاقم الوضع الصحي للعشرات من الأسرى، وما زاد من احتمالية المخاطر على حياتهم، استمرار انتشار فيروس كورونا.
من جهة ثانية، أفاد نادي الأسير الفلسطيني في بيان صحافي، بأن الأسير معتصم رداد من طولكرم، والقابع في سجن "عيادة الرملة" منذ سنوات، يواجه أوضاعاً صحية خطرة وصعبة، تتفاقم مع مرور الوقت.
ويُعاني الأسير رداد منذ عام 2008م، من مرض مزمن بالأمعاء، يتسبب بنزيف دائم له، كما يعاني من ارتفاع في ضغط الدم ودقات القلب، وصعوبة التنفس، ومشاكل في الأعصاب والعظام، وضعف في النظر، وأوجاع دائمة تحرمه من النوم.
وأوضح نادي الأسير، أن الأسير رداد المعتقل منذ عام 2006م، والمحكوم بالسّجن لمدة (20) عامًا، تعرض خلال عملية اعتقاله لإصابات بعشرات الشظايا، ولاحقاً واجه ظروفاً اعتقالية قاسية وصعبة ساهمت في تفاقم وضعه الصحي، عدا عن استمرار إدارة سجون الاحتلال في احتجازه داخل ما يسمى سجن "عيادة الرملة"، والذي يشكل بالنسبة للأسرى قبراً، أو كما يطلق عليه الأسرى "المسلخ"، إذ يفتقر لأدنى الظروف الصحية اللازمة للأسير المريض.
ومنذ سنوات ونتيجة لاستمرار معاناته من النزيف أصبح يعاني من فقر في الدم، إذ تصل نسبة دمه إلى ما بين (7-9)، وهو بحاجة إلى علاج مكثف ومستمر، وغذاء صحي خاص.
وخلال عام 2018، أُصيب الأسير رداد بفيروس في يديه وقدميه نتيجة ضعف المناعة لديه، مما تسبب له بانتشار حبوب وآلام حادة في جسده، وزاد ذلك من حدة معاناته المستمرة.
وولد الأسير رداد في تاريخ 11/11/1982م، اعتُقل لأول مرة عام 2002م، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن لمدة (20) شهراً، وبعد الإفراج عنه بدأ بدراسة الرياضة، ثم التحق قبل اعتقاله بدراسة التربية الإسلامية، ومنعه الاحتلال من استكمالها بعد أن بدأ بمطاردته التي استمرت لمدة عام، حتى اعتقل عام 2006م، وحكم عليه بالسّجن لمدة (20) عامًا، علمًا أنه فقدَ والده بعد مرور عامين على اعتقاله.
يُشار إلى أن 16 أسيراً يقبعون في سجن "الرملة"، بينهم سبعة أسرى يقبعون بشكلٍ دائم منذ سنوات منهم (منصور موقدة، وخالد الشاويش، ومعتصم رداد، وناهض الأقرع، وصالح صالح)، وستة أسرى مرضى بشكلٍ مؤقت، إضافة إلى ثلاثة أسرى يقومون بمساعدتهم ومتابعتهم.
ومن الجدير ذكره أن إدارة سجون الاحتلال تستخدم حاجة الأسرى إلى العلاج، كأداة تنكيل، عبر جملة من السياسات الممنهجة، أهمها سياسة الإهمال الطبي المتعمد، والتي تسببت وتحديداً خلال الأعوام القليلة الماضية في استشهاد أسرى مكثوا آخر سنوات اعتقالهم في سجن "الرملة"، وكان آخرهم الشهيد كمال أبو وعر.
يذكر أن عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال قرابة 700 أسير منهم 300 يعانون من أمراض مزمنة، بينهم عشرة أسرى يعانون من السرطان بدرجات متفاوتة.