استعدادات رسمية وشعبية مكثفة لبكالوريا الجزائر

27 مايو 2023
نظمت ثانويات دورات تأهيل معنوي لطلابها (العربي الجديد)
+ الخط -

قبل أقل من أسبوعين عن موعد امتحانات البكالوريا في الجزائر، يكثف طلاب المرحلة الثانوية تحضيراتهم لبدء الامتحان المقرر في الأسبوع الثاني من يونيو/ حزيران المقبل، فيما تجهّز السلطات كل الترتيبات التنظيمية.
وتكتظ دور الشباب في غالبية المدن والبلدات بالطلاب، سواء لإجراء حصص مراجعة، أو لاحتضان دورات للتأهيل النفسي، كما تكثف وسائل الإعلام بث البرامج التربوية، وتعرض آراء خبراء في علم النفس والتربية من أجل حث العائلات على مساعدة الأبناء، وتوفير الظروف المناسبة لمراجعة الدروس، وتفادي أي ضغوط قد تشوّش أفكارهم، أو تعيق نجاحهم.
ويهتم كثيرون بالتحضيرات النفسية للطلاب من أجل مساعدتهم في اجتياز الامتحانات من دون خوف أو قلق، وبادرت مجموعة من الجمعيات الأهلية ومراكز الشباب وإدارات الثانويات إلى تنظيم دورات للتأهيل المعنوي والدعم النفسي للطلاب. جمعت إدارة ثانوية "صاهد مبارك" ببلدة الحمادية في ولاية برج بوعريريج (شرق) طلابها في لقاء جماعي هدف إلى تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتدريبهم على الطرق الصحيحة لمراجعة مواد الامتحانات، ومنحهم نصائح في شأن كيفية تقسيم الوقت في الأيام الأخيرة قبل الامتحانات. 
ويقول الخبير التربوي، بلال بن سعيد شية، الذي يساهم في دورات للطلاب، لـ"العربي الجديد": "تستهدف المبادرات مساعدة الطلاب في التحضير النفسي، واطلاعهم على أساليب التعامل مع الامتحانات، والتركيز، ونحن نمدّهم بمجموعة نصائح لأننا نعلم أن المقدرة المعرفية لا تكفي وحدها لاجتياز الطلاب الامتحانات، وننصح الطلاب وعائلاتهم دائماً بتوزيع جهودهم، وبدء الاستعداد للامتحانات قبل فترة مناسبة، كما نقدم لهم أساليب ومهارات صناعة النجاح، وخرائط ذهنية، ونركز على أهمية التفكير الإيجابي والاستعداد الجيد".
تواصل الطالبة أسماء خليفة، من ولاية تيبازة قرب العاصمة، تحضيراتها لحصص المقرر الدراسي في تخصص العلوم. وتقول لـ"العربي الجديد": "أنهيت المراجعة العامة للدروس، وواثقة من أنني استفدت بالقدر الكافي من التحضيرات الأخيرة، والتي حاولت فيها التركيز على أهم الدروس التي يمكن أن تتناولها أسئلة الامتحانات، وأقدّر أنني أحظى بدعم عائلتي التي توفر لي أفضل الظروف للنجاح في نهاية المرحلة الدراسية".

يزداد قلق وارتباك الطلاب في الأيام الأخيرة للامتحانات (العربي الجديد)
يزداد قلق الطلاب في الأيام التي تسبق الامتحانات (العربي الجديد)

وتذكر الطالبة زهرة، والتي تجتاز الامتحان للعام الثاني على التوالي بعد فشلها في العام الماضي، أن طلاباً كثيرين يفضلون أسلوب التحضير الجماعي لامتحانات البكالوريا بهدف زيادة التركيز وتثبيت المعلومات من خلال التعاون بينهم. وتقول لـ"العربي الجديد": "التقيت مجموعة من الطالبات اللواتي يفضلن إجراء مراجعة جماعية في المكتبة العامة ببلدة حجوط، واستفدت من فرصة تبادل الآراء حول كيفية إجابة الأسئلة، علماً أن أهمية المراجعة الجماعية تتمثل في إمكان مساعدة طالب في مادة معينة زملاءه على فهم المقرر الدراسي، وتوضيح ما يلتبس عليهم".
وتجرى امتحانات البكالوريا هذا العام خلال الفترة من 11 إلى 15 يونيو/ حزيران المقبل، وتكشف بيانات وزارة التربية الوطنية أن أكثر من 790 ألف طالب، من بينهم 59 في المائة من الإناث، سيشاركون في هذه الامتحانات التي سيحتضنها 2674 مركزاً.
وفي الثامن من مايو/ أيار الجاري، بدأت عملية تحضير أسئلة امتحانات البكالوريا، ودخل الفريق المكلف بوضع وطبع الأسئلة الحجر الكامل، إذ يمنع خروجهم من مركز الإقامة المخصص لهم طوال 38 يوماً، في حين أعلنت جمعيات خيرية توفير وجبات، وأماكن إقامة.

وبدأت السلطات في كل الولايات الجزائرية الاستعدادات اللوجستية لامتحانات البكالوريا، ما يبرز الأهمية الخاصة لها على الصعيدين الشعبي والرسمي، إذ شكلت كل ولاية لجنة للإشراف على الامتحانات، وأمرت الحكومة حكام الولايات بالإشراف شخصياً على تلك اللجان، وشكلت كل الولايات لجان مهمتها تهيئة الظروف المناسبة لإجراء الامتحانات لضمان انضباط كل الجوانب التنظيمية والأمنية، وتوفير الأطقم البشرية والوسائل المادية، وتجهيز وسائل نقل للطلاب خلال أيام الامتحانات، خاصة في المناطق الداخلية، إضافة إلى تجهيز بطاقات التعريف الخاصة بالطلاب الممتحنين من أجل التأكد من هوياتهم خلال الامتحانات. 
وتتقاسم العائلات الجزائرية الحالات والأوضاع ذاتها خلال فترة الامتحانات المصيرية، حتى وإن اختلف الأمر بين بيت وآخر، أو تفاوتت درجاتها، فيسهر الوالدان على راحة الأبناء، ويشارك كل أفراد الأسرة في التخطيط للجدول الزمني لمراجعة الأبناء قبل الامتحانات، والتي قد تتأثر أيضاً بالمكانة والظروف الاجتماعية للعائلة على صعيد تحضيرهم نفسياً للامتحانات.

المساهمون