- ترافق العملية الأمنية حملة خدمية لتحسين البنية التحتية والخدمات في البتاوين، تهدف إلى إعادة الحياة للمنطقة وتحويلها إلى واجهة حضارية، مما لاقى ارتياحًا كبيرًا من السكان.
- العمليات الأمنية تأتي ضمن استراتيجية أوسع للقضاء على شبكات الجريمة المنظمة في العراق، مع تحول في العمل الأمني من الردع إلى استهداف مباشر، في محاولة لتحسين الأمن والاستقرار.
تتواصل الجهود الأمنية لتطبيق استراتيجية مكافحة شبكات الجريمة المنظمة في العراق وتطهير كل المناطق منها، بعد إعلان السلطات القبض على أكثر من 600 متورط في قضايا المخدرات والاتجار بالبشر وغيرها في عملية منطقة البتاوين بالعاصمة بغداد التي تنفذ منذ نحو 10 أيام.
وتنفذ قوات كبيرة من وزارة الداخلية العراقية حملة تطهير منطقة البتاوين منذ الـ25 من إبريل/نيسان الماضي، وهي العملية الأولى من نوعها منذ عدّة سنوات، وشملت عمليات الدهم والتفتيش شققاً سكنية ومحال تجارية في المنطقة كلها. وتُعَدّ البتاوين من المناطق المشبوهة في العاصمة العراقية، إذ تؤوي عشرات من عصابات الجريمة المنظمة، كذلك هي مركز خطر لتعاطي المخدرات وترويجها في العراق.
تجفيف منابع الجريمة المنظمة في العراق
وفي السياق، أكد المتحدث باسم الداخلية وخلية الإعلام الأمني العميد مقداد ميري أن "العملية الأمنية الجارية في منطقة البتاوين شهدت القبض على 618 متهماً في أحدث حصيلة لفرض الأمن وتطبيق القانون فيها"، مؤكدا في تصريح صحافي مساء الجمعة أن "هذه العملية ترافقها حملة خدمية واسعة، تتضمن فتح عدد من الشوارع، لإعادة الحياة إلى هذه المنطقة".
من جهته، قال مدير دائرة العلاقات والإعلام بالوزارة اللواء خالد محنا: إنه "تماشيا مع استراتيجيات عالمية، أصبحت الشرطة تمارس دورا وقائيا في ردّ فعل على ما يحصل من جرائم، وهو مبدأ تعوّل عليه كثير من أجهزة الشرطة بخفض مناسيب الجريمة"، مبينا في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، مساء أمس الجمعة، أن "عملية البتاوين ليست أمنية فحسب وإنما أمنية خدمية، الغرض منها تعزيز الأمن وتقديم الخدمات وإعادة إحياء هذه المنطقة، التي من المؤمل أن تكون واجهة حضارية ومنطقة مشرقة في بغداد".
وأضاف أن "العمل الخدمي يحصل بالتوازي مع الجهد الأمني"، مشيرا إلى أنه "يتضمن تنظيفها وإزالة التجاوزات والأعمال غير النظامية فضلاً عن العمل الأمني الذي يستهدف تطهيرها من بؤر الفساد والجريمة". وذكر أن "العملية شهدت القبض على مئات المطلوبين بتهم مختلفة ما بين حيازة أسلحة ومواد مخدرة وأعمال الجريمة المنظمة، فضلاً عن مقيمين أجانب بطريقة غير قانونية"، مشيرا إلى أن "هناك ارتياحا كبيرا لدى أهالي المنطقة وعموم المجتمع العراقي للعملية التي حققت أهدافها المرسومة بتطهيرها من بؤر الفساد والجريمة وإزالة المظاهر غير الحضارية وتقديم الخدمات".
من جهته، أكد ضابط أمن في الوزارة أن "الاستراتيجية التي وُضعت تتضمن استهداف المناطق التي تكثر فيها شبكات الجريمة المنظمة في العراق، وبخاصة العاصمة بغداد، وهي مناطق محددة مسبقا"، مبينا لـ"العربي الجديد"، مشترطا عدم ذكر اسمه، أن "وزير الداخلية سيشرف بشكل ميداني على العمليات كما يحصل في عملية البتاوين، وأن الاستراتيجية سيبدأ تنفيذها في غضون أيام".
وأشار إلى أن "الوزارة كانت تعمل سابقا في رد فعل فقط على الجريمة، اليوم انتقلت إلى عمليات استهداف مباشر للمناطق لإنهاء شبكات الجريمة المنظمة، أي أن الاستراتيجية تستهدف تلك الشبكات وخططها الإجرامية، وهذا يعني أن هذه الأخيرة لن تستطيع الاستقرار بمناطق معينة، وأنها ستلاحق في كل مكان، وبالتالي ستفقد القدرة على تنفيذ خططها الإجرامية".
ونشطت بالسنوات الأخيرة شبكات الجريمة المنظمة في العراق، بسبب عوامل كثيرة منها ارتفاع نسب الفقر والبطالة والفساد وغير ذلك، ما انعكس سلباً على المجتمع العراقي بشكل عام، وتعرضت السلطات الحكومية والأمنية الى انتقادات واسعة بسبب عدم وضع الخطط الكفيلة بتحجيم نشاط شبكات الجرائم والقضاء عليها.