ارتفاع عدد مرضى السكري في مناطق النظام السوري إلى 200 ألف مصاب

02 مارس 2024
ارتفاع عدد مرضى السكري في سورية (عز الدين قاسم/ الأناضول)
+ الخط -

ارتفع عدد مرضى السكري في مناطق سيطرة النظام السوري ليتجاوز 200 ألف مريض، بزيادة كبيرة عن العامين الماضيين، ويعاني مرضى السكري من مصاعب كثيرة، منها توفير العلاج والتحاليل الدورية، خاصة المرضى الذين يحتاجون الأنسولين بشكل دوري.

عضو الجمعية السورية لداء السكري، الدكتور محمد سمير بركات، كشف في تصريح لموقع "أثر برس" المقرب من النظام أن عدد المصابين بمرض السكري تجاوز 200 ألف، بمن فيهم النوعان الأول والثاني، مع وجود ما يقارب 5 آلاف مريض يحاولون إخفاء الأعراض. وكان لدى الجمعية نحو 200 عيادة في كافة المحافظات، إلا أن عدد العيادات انخفض للنصف.

مرضى السكري وتوافر الأدوية

ومن أصعب المشاكل في الوقت الحالي التي يعانيها مرضى السكري في مناطق سيطرة النظام السوري توفير الأدوية وإجراء التحاليل الطبية بشكل مستمر، وفق ما أوضح المخبري فهد منصور المقيم في دمشق لـ"العربي الجديد"، قائلاً إن أجور التحاليل المخبرية تبدأ من 8 آلاف ليرة سورية للسكر العادي، وهذا تحليل دوري يحتاجه المريض أو المشتبه بمرضه بشكل متكرر وشبه يومي، ويعتبر مقدمة لكشف المرض لدى البعض، ويكون ضمن تحاليل الدم في الغالب.

ولفت الخضر إلى أن معظم الأمراض الباطنية تحتاج تحاليل الكرياتين بحوالي 12 ألف ليرة والكولسترول أيضاً والشحوم الثلاثية، ويذكر أن أي وصفة تحاليل بسيطة يطلبها الطبيب من مريضه أصبحت تتجاوز قيمة إجراءها مبلغ 50 ألف ليرة سورية، وغالبا ما يبدأ الطبيب بطلب تحاليل مزرعة بول أو تحليل براز وخاصة للأطفال وهذا يكلف في حده الأدنى 60 ألف ليرة لكل اختبار. مضيفاً "عدا هذه التحاليل فالأدوية المخصصة لمرضى السكري شبه مفقودة في الصيدليات، وهناك من يشتريها من خارج سورية، عدا عن الأدوية التي تصل عن طرق التهريب وهي تحل أزمة لكن بتكاليف باهظة على المرضى".

بدوره يوضح ماهر العلي المقيم في في ريف السويداء لـ"العربي الجديد" أنه يعاني من مرض السكري من النوع الأول، وهو بحاجة نوع واحد فقط من الأدوية يستخدمه شهرياً، مبيناً أن إجراء التحاليل والرقابة الدورية في المشافي العامة صعب للغاية، نتيجة الازدحام والوساطات. مضيفاً: "بعض المرضى ممن أعرفهم شبه متعاقدين مع الصيدليات للحصول على الأدوية، دائما يجب أن يكون لدى مريض السكر مخزون أدوية للأيام القادمة، كون الأدوية شبه مفقودة في الصيدليات، يحصلون عليها من خارج سورية، أنا بحالة مستقرة، والمشكلة الأصعب بالنسبة لي هي توفير شرائح جهاز قياس سكر الدم، وهذا أمر أيضا صعب ويحتاج بحث وعناء كبير".

وتابع العلي "المشكلة أيضاً التي نواجهها كمرضى سكري، هي عدم وجود أطباء مختصين والاعتماد في الوقت الحالي على أطباء الغدد الصماء، الأطباء المحترفين ممن نعرفهم غادروا سورية".

وبلغ عدد مرضى السكري في سورية عام 2021 نحو 170 ألفا وفق إحصائيات وزارة صحة النظام، وتبرر وزارة صحة النظام التقصير في توفير الأدوية والعلاج المجاني للمرضى بأن سببه العقوبات المفروضة على سورية، علما أن العقوبات تستثني الأدوية والمعدات الطبية. حيث ادعى مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة الدكتور زهير السهوي في تقرير لوكالة "سانا" أن العقوبات لا تستثني الأنسولين والخافضات الفموية.

المساهمون