ارتفاع عدد قتلى قارب المهاجرين قرب سواحل طرطوس السورية إلى 77 شخصاً

23 سبتمبر 2022
عمليات الإنقاذ وانتشال الغرقى مستمرة (صالح سليمان/رويترز)
+ الخط -

ارتفع عدد قتلى غرق قارب المهاجرين الذي أبحر من لبنان متجهاً نحو أوروبا هذا الأسبوع، قبالة جزيرة أرواد التابعة لمحافظة طرطوس غربي سورية، إلى 77 شخصاً، في حصيلة تُعدّ الأعلى منذ بدء ظاهرة الهجرة السرية انطلاقاً من لبنان الغارق في أزماته، بالوقت الذي لا تزال فيه عمليات البحث وانتشال الجثث مستمرة.

وأعلن وزير الصحة في حكومة النظام السوري، حسن الغباش، في تصريحات للصحافيين نقلها التلفزيون السوري، أن الحصيلة ارتفعت إلى 77 حالة وفاة، فيما يتلقى 20 شخصاً، بينهم ثمانية في العناية الفائقة، العلاج في مستشفى الباسل في طرطوس، وفقا لما نقلته عنه "فرانس برس".

وترتفع حصيلة الضحايا تباعاً منذ الإعلان عن غرق الزورق عصر الخميس.

وكان على متن المركب، وفق التلفزيون السوري الرسمي، ما لا يقلّ عن 150 شخصاً، ما يعني أن العشرات ما زالوا في عداد المفقودين.

ولا تزال عمليات البحث عن مفقودين مستمرة، وقد شارك فيها عناصر من البحرية الروسية إلى جانب البحرية السورية، وفق الغباش.

وقال المسؤول في وزارة النقل بحكومة النظام سليمان خليل، لوكالة فرانس برس: "نتعامل مع إحدى أكبر عمليات الإنقاذ، على مساحة تمتد على كامل الساحل السوري"، مشيراً إلى أن عمليات البحث مستمرة، لكنها "تصبح أصعب مع مرور الوقت بسبب ارتفاع الأمواج".

وفي تصريحات سابقة، قال وزير النقل اللبناني علي حمية، اليوم الجمعة، إنه تم التعرف على جثث 9 لبنانيين، و20 ناجياً منهم 5 لبنانيين، و12 سورياً و3 فلسطينيين.

ونقلت إذاعة "شام إف إم" الموالية للنظام عن محافظ طرطوس، عبد الحليم خليل، قوله، إن سبب ارتفاع الحصيلة بشكل مستمر يعود لانتشال جثامين جديدة من شواطئ متفرقة خصوصا أن المركب فقد قبل يومين.

وبدأت السلطات السورية في العثور على جثث في البحر قبالة ساحل طرطوس بعد ظهر أمس الخميس. ولم توضح السلطات بعد ماذا حدث للقارب.

وقال مدير عام الموانئ البحرية في حكومة النظام السوري، سامر قبرصلي، لـ"رويترز"، إنّ عمليات الإنقاذ وانتشال الغرقى استأنفت بعدما توقفت بسبب الأحوال الجوية وقوة الأمواج العالية، موضحاً في تصريح سابق أنّ المخافر المنتشرة على طول الساحل تراقب الوضع، وهي "في حالة استنفار وترصد لأي طارئ".

ولفت المتحدث إلى أنّ غالبية الضحايا والناجين عُثر عليهم قرب جزيرة أرواد، ومنهم من وُجِد عند عمريت والمنطار، وغيرها من المواقع القريبة.

وبحسب بعض الناجين، فإن الزورق غادر من شاطئ المنية في لبنان، يوم الثلاثاء.

صفحات محلية سورية نشرت أسماء بعض الغرقى الذين انتشلت جثثهم قبالة سواحل طرطوس، منهم 12 شاباً من محافظة اللاذقية.

علي، قريب أحد الضحايا، أوضح لـ"العربي الجديد" أن والدته اتجهت صباحا من حمص حيث تقيم إلى مدينة اللاذقية، إذ أبلغت يوم أمس بإخراج قيد في حقيبة يحمل اسم ابنها الغارق وأوراق ثبوتية تعود له، دون العثور عليه حتى الوقت الحالي.

وذكر علي، أن قريبه في الثلاثين من العمر، وكان يعمل في منطقة جونيه شمال بيروت، وأبلغ أهله قبل مدة بنية مغادرة لبنان للهجرة إلى أوروبا، وكان يخطط مسبقا لذلك برفقة مجموعة من أصدقائه، موضحا أن الاتصال به فقد قبل 3 أيام.

بدوره، أكد الناشط الإعلامي حسام الجبلاوي لـ"العربي الجديد"، أن عمليات البحث والإنقاذ لا تزال مستمرة، وعثر صباح اليوم على جثث لأشخاص على شواطئ طرطوس، والأحوال الجوية لا تزال سيئة تعيق عمليات البحث وارتفاع الموج أدى إلى جرف بعض الجثث إلى شواطئ طرطوس، لافتا إلى أن الصيادين في المنطقة يساهمون أيضا في عمليات البحث وانتشال الجثث.

 

من جهته، تابع الرئيس اللبناني ميشال عون التفاصيل التي وردت إليه حول حادثة غرق الزورق اللبناني قبالة جزيرة أرواد، والذي كان على متنه عدد من المهاجرين، لبنانيين ومن جنسيات أخرى، وأدى إلى غرق عدد كبير منهم.

واطلع الرئيس عون على آخر المعطيات حول عمليات الإنقاذ وتأمين العلاج للناجين منهم في طرطوس، وانتشال عدد من جثث الضحايا. وطلب الرئيس اللبناني من الأجهزة المختصة توفير كافة التسهيلات أمام عائلات الضحايا والناجين نتيجة هذا الحادث الأليم.

بدوره، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا بوزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، وكلفه بالتنسيق مع السلطات السورية في موضوع الضحايا اللبنانيين الذين كانوا على متن الزورق، واتخاذ الإجراءات المناسبة، كما كلف الهيئة العليا للإغاثة التواصل مع أهالي الضحايا لإعادة جثامينهم إلى لبنان.

كما تواصل الرئيس ميقاتي مع قائد الجيش العماد جوزف عون، طالبا التشدد في مراقبة الشواطئ اللبنانية لمكافحة موضوع رحلات الهجرة السرية عبر الشواطئ اللبنانية، وتوقيف الضالعين في تنظيمها.

ووفق صحيفة "الوطن" التابعة للنظام السوري، جرت اتصالات مكثفة لبنانية مع حكومة النظام السوري لمتابعة حادثة الغرق، حيث إن المكتب الإعلامي لوزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، تواصل مباشرة مع وزير النقل في حكومة النظام السوري زهير خزيم لمتابعة حادثة الغرق.

وقالت الصحيفة، إن خزيم لفت إلى أن "هناك 24 زورقاً للبحث تعمل منذ الساعة الأولى لورود المعلومات عنه، كما أوضح أن هناك فرقاً تنتشر على الشاطئ للغاية نفسها، وستعمل هذه الليلة وغداً صباحاً لاستكمال عمليات البحث عن ناجين وانتشال الضحايا".

ووفق مكتب خزيم "أجرى اتصالاً أيضاً مع مدير عام الموانئ السورية العميد سامر قبرصلي، الذي أكد أن الكوادر السورية تعمل بكل جهودها على ما يمكن إنقاذه، وذلك في موقع مقابل منطقة المنطار وأرواد وعدة مواقع على شاطئ طرطوس".

وشهد لبنان ارتفاعاً في محاولات الهجرة بسبب الانهيار المالي الكبير الذي دفع قطاعات واسعة من السكان إلى براثن الفقر خلال السنوات الثلاث الماضية.

المساهمون