مع انتصاف ساعات النهار ينشغل النازح السوري سعيد زهران برفع حواف خيمته لتسمح بدخول الهواء، إضافة لرش ظهرها بالمياه أملا في تخفيف درجات الحرارة عن أطفاله.
يقول زهران لـ"العربي الجديد" إنه يقيم في مخيمات كفريحمول شمال إدلب منذ سنتين، وفي كل صيف تتكرر معاناتهم مع ارتفاع درجات الحرارة خاصة داخل الخيمة، الأمر الذي يجبره على البحث عن حلول تخفف معاناة أطفاله خوفاً من تعرضهم لضربة شمس.
يضيف زهران: "غياب الكهرباء عن المخيم يجبرنا على الاعتماد على ألواح الطاقة الشمسية لكن قدرة الألواح ضعيفة ولا يمكن تشغيل مروحة وبراد في وقت واحد، فنتخلى عن المروحة في سبيل الحفاظ على تشغيل البراد الذي يعتبر أكثر أولوية".
خيام دير حسان.. "فرن حقيقي"
أما في مخيمات دير حسان فلم يكن الوضع أفضل حالاً ضمن الخيام الاسمنتية، فضيق الغرف واقتراب المنازل من بعضها يساهمان بشكل كبير بمنع تيارات الهواء من الوصول للمنازل.
يقول مصطفى السيد أحمد لـ"العربي الجديد": "كنت أظن أن انتقالي لخيمة اسمنتية سيغير حياة عائلتي لكن المعاناة ما تزال مستمرة، فالكتل قريبة من بعضها بشكل كبير ولا يمكن لنسمات الهواء من دخول المنزل، ما يعني أن الحرارة ستحتبس داخل المنزل ويتحول لفرن حقيقي".
يضيف مصطفى: "الأسقف المنخفضة والمصممة من التوتياء تنقل أشعة الشمس بشكل مباشر لرؤوسنا، الأمر الذي يجبرنا للبحث عن أي ظل في الخارج ممكن أن نستظل به في فترة الظهيرة".
من الخيمة إلى ظل الزيتون
حال مخيم حي الجامعة قرب إدلب لم يكن أفضل حالاً، إذ يمكن لأي عابر في المنطقة مشاهدة الناس منتشرة تحت أشجار الزيتون بحثاً عن الظل وهرباً من درجات الحرارة المرتفعة ضمن الخيام المهترئة.
يقول طه البلعاس المقيم في ذات المخيم لـ"العربي الجديد" إن الخيام المهترئة لم تعد قادرة على منع أشعة الشمس ودرجات الحرارة المرتفعة عن الأهالي المقيمين في المخيم، ما يجبرهم على هجرها في فترة الظهيرة لاسيماً خلال اليومين الماضيين إذ بدأت المنطقة بالتأثر بمرتفع جوي ويحذر خبراء الطقس من ارتفاع درجات الحرارة بشكل أكبر خلال الأيام القادمة.
يضيف طه أن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي لنشوب الحرائق في الأعشاب اليابسة المنتشرة حول الخيام الأمر الذي يدفع الأهالي للقلق من احتراق خيامهم نتيجة خطأ من أحد الأطفال، وما باليد حيلة إلا الترقب والحذر وتحمل درجات الحرارة المرتفعة وسط غياب أي حلول.
وتتكرر معاناة سكان المخيمات في كل عام مع ارتفاع درجات الحرارة، ما يدفع بعض المنظمات لتقديم حلول مؤقته على أمل تخفيف معاناة الأهالي عبر رش الخيام بالمياه إلا أن تلك الحلول لا تشمل كامل المخيمات وتبقى دون الأمل المطلوب.