ارتفاع حالات تسمم الطالبات الإيرانيات والأسر تحتجّ أمام مؤسسات التعليم

04 مارس 2023
أثارت حوادث التسمم الرأي العام في إيران (فاطمة بهرامي/الأناضول)
+ الخط -

تعرّضت طالبات مدن إيرانية عدة، بما فيها طهران، اليوم السبت، لعملية تسمم نُقلن على إثرها إلى المستشفيات لتلقي العلاج الضروري، فيما نظمت أسر الطالبات تجمعات أمام مؤسسات التعليم والتربية في بعض المدن، احتجاجاً على تكرار حوادث التسمم، والغموض الذي يلفها، من دون الكشف عن أسبابها الحقيقية، والجهات التي تقف وراءها.

وأمس، اتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي "أعداء البلاد" بالوقوف وراء هذه الحوادث. فيما طالبت الأمم المتحدة بتحقيق شفاف لكشف ملابسات حالات تسمم الطالبات المتواصلة في عدد من المدارس بإيران.

ووصل مسلسل التسمم إلى محافظات أذربيجان الغربية وهمدان وزنجان غربي إيران، وفقاً لما أفادت وكالات الأنباء الإيرانية، وأعلنت جامعة العلوم الطبية في محافظة همدان، أن الطالبات في مدرستين في مدينتي همدان وكبودر آهنغ تعرضن للتسمم اليوم السبت.  

وأشارت الجامعة الطبية، وفق ما أورده نادي "المراسلين الشباب" التابع لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الحكومية، إلى أن الوضع الصحي العام لهؤلاء الطالبات "مستقر".  

كذلك، تحدثت وسائل إعلام إيرانية عن نقل 30 طالبة في مدرسة "نور الزهراء" للبنات في مدينة أورومية مركز محافظة أذربيجان الغربية إلى المستشفى، اليوم السبت، بعد تعرضهن للتسمم.  

وأعلنت السلطات المحلية في مدينة باكدشت، غربي طهران، عن تسمم 60 طالبة في إحدى مدارس المدينة، وأضافت أنهن نقلن إلى المستشفى، بحسب وكالة "تسنيم".

إلى ذلك، تُدُوولت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي الإيرانية بشأن تسمم الطالبات بعد استنشاق الغاز في مدارس عدة بطهران وأريافها، بما فيها مدرسة بمدينة شهريار جنوب غربي العاصمة طهران، ونقلهن إلى المستشفى.  

وأفادت جامعة العلوم الطبية في محافظة زنجان، بدخول 29 طالبة في المستشفى بسبب التسمم، وفق وكالة "إيسنا" الإيرانية.  

كما انتشرت أنباء عن حالات تسمم أخرى في مدارس في رشت شمالي إيران وكرج غربي طهران.  

وتداولت شبكات التواصل الاجتماعي الإيرانية، فيديوهات عن تجمعات احتجاجية في طهران ومدن إيرانية أخرى أمام مؤسسات التعليم والتربية، احتجاجاً على تكرار حوادث التسمم، والغموض الذي يلفها، من دون الكشف عن أسبابها الحقيقية والجهات التي تقف وراءها. وتظهر بعض هذه الفيديوهات احتكاك المحتجين بقوات الشرطة، وهتافات الأسر المحتجة ضد السلطات.  

وأثار تكرار حوادث التسمم في مدارس البنات الإيرانية، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، الرأي العام الإيراني، بعد تصاعد هذه الحالات خلال الأسبوعين الأخيرين، وسط حالة غموض بشأن أسباب هذا التسمم، والجهة المحتملة التي تقف خلفه، بعد حديث برلمانيين وتلميحات مسؤولين إلى وجود قصد وتعمّد في عملية التسميم. 

ويتهم نشطاء على شبكات التواصل ووسائل إعلام إيرانية، جماعات دينية متطرفة بالوقوف وراء هذه الحوادث لمنع دراسة الطالبات، فيما تربطها المعارضة الإيرانية بالاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها إيران بعد وفاة الشابة مهسا أميني، بعد أيام من احتجازها لدى شرطة الأخلاق بتهمة عدم الالتزام بقواعد الحجاب، متهمة السلطات بالانتقام من الطالبات التي شاركن في الاحتجاجات. 

وفيما اتخذ تسمم الطالبات الإيرانيات، أبعاداً وانتقادات دولية، وجّه الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أمس الجمعة، أصابع الاتهام إلى "أعداء" إيران، متهماً إياهم بالسعي لبث الإحباط في الشارع الإيراني "بغية إثارة الفوضى". 

وأضاف الرئيس الإيراني، أنه كلف وزيري الأمن والداخلية بمتابعة حوادث التسمم بأسرع وقت، وإطلاع الشعب على حيثيات الموضوع.  

في الأثناء، دعت الأمم المتحدة، أمس الجمعة، إلى إجراء "تحقيق شفاف" بشأن جميع حوادث تسمم الطالبات في إيران. ووصفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في تغريدة على "تويتر"، هذه الحوادث بأنها "صادمة"، داعية إلى "تسليط الضوء على جميع الحالات". 

وردّ المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في تغريدة باللغة الألمانية على بيربوك، قائلاً إن "هذا العمل التخريبي والمعادي للأمن قيد التحقيق"، مؤكداً أن بلاده "جادة في الوصول إلى المجرمين واجتثاث هذه المؤامرة". وأضاف أن السلطات الإيرانية لن تسمح بضرب الأمن للبنات الإيرانيات بـ"دوافع سياسية". 

كما وصف وزير الخارجية الإيراني، المواقف الغربية بشأن تسمم الطالبات الإيرانية بأنها "ردود فعل تدخلية" على "مسألة التسمم المشكوك فيها".  

وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا، رافينا شامداساني، للصحافيين في جنيف أمس: "نشعر بقلق بالغ إزاء ما نُشر عن استهداف فتيات عمدا في ظروف غامضة". 

 

المساهمون