ارتفاع حالات الانتحار شمال غربي سورية: تدابير وقائية لـ"إحياء الأمل"

12 سبتمبر 2022
الظروف الاقتصادية الصعبة وآثار النزوح والتهجير من أسباب انتحار السوريين (Getty)
+ الخط -

رصد فريق منسقو استجابة سورية ارتفاع حالات الانتحار في مناطق شمال غربي سورية منذ بداية العام الحالي، حيث شهدت تلك المناطق 64 حالة انتحار، منها 21 حالة فاشلة.

وأوضح الفريق، في بيان صدر عنه أمس الأحد، بمناسبة اليوم العالمي لمنع الانتحار (10 سبتمبر/ أيلول من كل عام)، أن 78 بالمئة من حالات الانتحار هي لأشخاص من ذوي التعليم المتوسط والابتدائي، في حين تشكل النساء نسبة 37% من حالات الانتحار و42% من الحالات الفاشلة، أما الأطفال فيشكلون نسبة 32% من الحالات.

78 بالمئة من حالات الانتحار هي لأشخاص من ذوي التعليم المتوسط والابتدائي

وتبين الإحصاءات أن حالة انتحار لكل 100 ألف نسمة في شمال غربي سورية سجلت خلال الفترة الأخيرة، ما يعني ارتفاعا في عدد الحالات، بحسب البيان.

ولفت الفريق إلى أن تحديات الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية هي من أبرز الأسباب والعوامل التي تساهم في تفشي ظاهرة الانتحار بالمنطقة، كونها تتعلق بالفرد ذاته الذي يصل إلى طرق مسدودة ومجهولة المستقبل، ما يدفعه إلى وضع حد لحياته.

وأشار إلى أن أبرز المواد المستخدمة في عمليات الانتحار هي الجرعات الزائدة من المواد الطبية واستخدام حبوب الغاز التي تشكل نسبة 52% من حالات الانتحار والتي من المفترض أن تطبق قوانين صارمة لبيع وشراء تلك المادة.

ووسط ارتفاع أرقام الانتحار في سورية، قال غسان إسماعيل، وهو داعم نفسي اجتماعي في منظمة إحياء الأمل التي تعمل في مناطق شمال غرب سورية، لـ"العربي الجديد"، إن المنظمة عملت من خلال سلسلة تدريبات بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية على تدريب كوادرها للتعامل مع الحالات التي لديها مخاطر أو محاولات انتحار من خلال تدابير وقائية مبنية على أسس علمية للتعامل مع هذه الحالات، مضيفا أن فرق الدعم النفسي الاجتماعي المنتشرة بمعظم المناطق بدأت بجولات توعية حول موضوع الوقاية من الانتحار.

وأوضح أن الهدف الأساسي من هذه الأنشطة توعية المجتمع الأكثر ضعفا للوقاية من الانتحار وتقديم استشارات حول الخطوات التي يجب اتباعها للحد من هذه الظاهرة.

وشدد إسماعيل على أهمية التكافل الاجتماعي لمنع تزايد حالات الانتحار والتي تسببت في فقدان الكثير من الأرواح في شمال غربي سورية، نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة وآثار النزوح والتهجير وآلة الحرب التي استمرت لسنوات طوال.

من جهتها، تشهد مناطق سيطرة النظام السوري أيضاً ارتفاعاً في عدد حالات الانتحار. وقال رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي التابعة لحكومة النظام زاهر حجو في وقت سابق لوكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، إنّه منذ بداية عام 2022 وحتى 20 يوليو/ تموز الماضي، سجّلت الهيئة 101 حالة انتحار، 77 بين الذكور و24 بين الإناث.

المساهمون