اختتام مؤتمر عودة اللاجئين في دمشق بلا نتائج

16 يونيو 2022
تهجر السوريون من مناطقهم هرباً من هجمات النظام وروسيا (عز الدين قاسم/الأناضول)
+ الخط -

عُقدت، اليوم الخميس، جلسة مشتركة لـ"الهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية" في قصر المؤتمرات بدمشق، وذلك في إطار أعمال الاجتماع الرابع لـ"المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجّرين السوريين"، الذي اختتم أعماله من دون أن يحمل جديداً يختلف عن المؤتمرات السابقة المشابهة.

ونقلت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري عن حسين مخلوف، رئيس الهيئة التنسيقية الوزارية السورية، ووزير الإدارة المحلية والبيئة، خلال الاجتماع، قوله إنّ "الهيئتين تسعيان لإعادة أكبر عدد من اللاجئين والمهجرين السوريين، وهذا الهدف يشكل أولوية لسورية". وزعم مخلوف أنّ عدد المهجرين العائدين من الخارج منذ تأسيس الهيئة المشتركة عام 2018 بلغ أكثر من مليونين ونصف مليون.

وأضاف أنه سيُعمل على "إعادة كل لاجئ ومهجر إلى أرض الوطن، وسنواصل عملية إعادة الإعمار".

من جهته، قال رئيس الهيئة التنسيقية الوزارية الروسية ورئيس مركز إدارة الدفاع الوطني الجنرال أول ميخائيل ميزينتسيف، في كلمة عبر الفيديو، إنّ روسيا ستواصل "تقديم الدعم الشامل لسورية من أجل استعادة الحياة الطبيعية ومكافحة الإرهاب ومواجهة العقوبات الغربية".

وتابع ميزينتسيف أنّ العقوبات الغربية "غير الشرعية المفروضة على سورية تعرقل عودة المهجرين واللاجئين وتفاقم معاناة الشعب السوري"، مضيفاً أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها يرفضون التنسيق مع النظام السوري لإيصال المساعدات الإنسانية. واعتبر أنّ مرسوم العفو الصادر أخيراً عن رئيس النظام والإجراءات الأخرى "تسهم في تسهيل عودة المهجرين واللاجئين السوريين وستؤدي إلى زيادة كبيرة في عدد العائدين".

من جهته، زعم وزير خارجية النظام فيصل المقداد، خلال الاجتماع، أنّ نظامه يواصل العمل على عودة جميع المهجرين واللاجئين إلى مدنهم وقراهم. مضيفاً أنّ الأموال التي قدّمها الغرب خلال مؤتمر بروكسل "تذهب للإرهابيين".

وبدأت، الثلاثاء، أعمال مؤتمر "إعادة اللاجئين" الذي ينظمه النظام السوري بالاشتراك مع روسيا في العاصمة دمشق، بحضور وفود أممية وممثلين للصليب الأحمر.

وبحسب وسائل إعلام موالية للنظام السوري، فإنّ أعمال الاجتماع، الذي استمر ثلاثة أيام، شملت "جلسة مشتركة للهيئتين الوزاريتين التنسيقيتين السورية والروسية، بحضور ممثلين عن منظمة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية الأخرى". وقالت إنّ الهدف من المؤتمر هو "الوصول إلى اتفاقيات تعاون في عدة مجالات وتوزيع مساعدات إنسانية في عدة مناطق".

وفي إطار هذا المؤتمر، بحث وزير النقل التابع للنظام زهير خزيم والنائب الأول للممثل الدائم لجمهورية القرم لدى روسيا الاتحادية سيرغي كودرين، إمكانات إنشاء شركة مشتركة للنقل البحري بين سورية والقرم.

كما ذكر مدير المديرية العامة للموانئ التابعة للنظام، سامر قبرصلي، أنّ المباحثات مع الجانب الروسي "تركّزت حول إمكانية التعاون في مجال البحث والإنقاذ وإصلاح التجهيزات المعطلة، أو إمكانية الحصول على تجهيزات جديدة من شأنها أن تسهم في الارتقاء بالعمل"، وفق ما نقلته وسائل إعلام النظام. 

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

وحول مغزى هذا المؤتمر، رأى الباحث السياسي شادي عبد الله، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ مثل هذه المؤتمرات "لها طابع دعائي بالدرجة الأولى، لتحسين سمعة النظام وإعطاء انطباع بوجود جهود روسية للمساعدة في عودة اللاجئين السوريين، الذين تسبب كل من النظام وروسيا في تهجيرهم".

وأوضح عبد الله أنّ كلاً من النظام السوري وروسيا "غير قادر على بذل أي جهود حقيقية تسهم في عودة اللاجئين والمهجرين السوريين"، مبيّناً أنّ "حتى ما سمي برسوم العفو الذي أصدره رئيس النظام مؤخراً، لم يشمل سوى بضع مئات من المعتقلين من أصل عشرات الآلاف".

وانتقد عبد الله "إنجرار بعض المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة التي تشارك بصفة مراقب، وراء هذا التضليل من جانب روسيا ونظام الأسد".

ويعتبر هذا المؤتمر الرابع من نوعه في دمشق، إذ عقد النظام السوري وروسيا، خلال أقل من سنة ونصف سنة، ثلاثة مؤتمرات حول عودة اللاجئين السوريين، لكن لم يكن لها تأثير يذكر في تشجيع اللاجئين على العودة، نظراً لغياب ثقتهم بكل من روسيا والنظام، وفق مراقبين.

المساهمون