تشهد عدة جامعات تونسية احتجاجات غاضبة للطلاب بسبب قرارات اتخذتها وزارة التعليم العالي للتعامل مع الأزمة الصحية لفيروس كورونا، تقضي بفرض الدراسة عن بعد، وإجراء الامتحانات بعد أسبوعين.
وأعرب الاتحاد العام لطلبة تونس، الإثنين، عن رفضه آلية التدريس عن بعد التي أعلنت عنها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وذلك لعدم توفر مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلبة، وحمّل في بيان، الحكومة مسؤولية ما آل إليه الوضع الصحي في البلاد، معربا عن إدانته لما اعتبرها "الخيارات غير الشعبية" التي تخدم مصالح الأثرياء على حساب الطبقات المهمشة.
وقال منسق اتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين "إجابة"، زياد بن عمر، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع الحالي تتحمل مسؤوليته وزارة التعليم العالي. سبق أن طالبنا باتخاذ تدابير خاصة للتعليم عن بعد في ظل انتشار فيروس كورونا، والنقائص المسجلة فيما يتعلق بالمنصة الافتراضية للتعليم، مثل ضعف الإنترنت، رغم أن هناك خبرات وطاقات بشرية لتسهيل التعليم عن بعد من الأساتذة الجامعيين والمهندسين، وعلى سلطة الإشراف توفير الإمكانيات المادية، وتجهيز الجامعات، وعقد شراكات لتمكين الطلبة من استعمال الإنترنت مجانا".
وبين بن عمر أنه "رغم المطالب المتكررة، لم يتم الاستجابة، لا من قبل الوزارة السابقة، ولا الحالية، وهناك غياب تام لأي استعدادات رغم توقع الموجة الثالثة من كورونا، وفي ظل وضع وبائي خطير، والاكتظاظ الحاصل في وسائل نقل الطلبة والمبيتات الجامعية والمطاعم، كان لا بد من احتياطات أكبر لقطع حلقة انتشار الوباء، وخيار الدراسة عن بعد كان يجب الاستعداد له، فضلا عن غياب البرتوكول الصحي في المؤسسات الجامعية، وغياب إحصائيات دقيقة عن حقيقة الوضع الوبائي داخلها".
وأكد الطالب أشرف التليلي، لـ"العربي الجديد"، أن "هناك رفضا من الطلبة للتعليم عن بعد، ورفضا لإجراء الإمتحانات خلال هذه الفترة، والاحتجاجات مستمرة في جامعات سيدي بوزيد، وجربة، وسوسة، وهناك جامعات قبلت تأجيل الامتحانات، وأخرى رفضت، وهناك طلبة مضطرون للبقاء في المبيتات للمراجعة، وبعضهم اضطروا للعودة إلى منازلهم".
وأوضح التليلي أن "القرارات كانت مفاجئة، وفي فترة حساسة، ولم تراع ظروف الطلبة، وهناك شكاوى من تقلص عدد المطاعم، وجمع من تبقى من الطلبة في مطعم واحد، فضلا عن إشكاليات التنقل، والقرارات غير المدروسة تسببت في غضب الطلبة، وفي وقفات احتجاجية".