اتفاق الجوائح مؤجّل رغم المخاطر التي تهدّد صحة البشرية جمعاء

13 مايو 2024
من المشاهد التي انتشرت في خلال جائحة كورونا، نيبال، أغسطس 2021 (أسوشييتد برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- ظهور فيروس كورونا (سارس-كوف-2) في أواخر 2019 أثار آمالاً بتعلم العالم من الأخطاء، لكن فشل المفاوضات لاتفاق وقائي من الجوائح المستقبلية أظهر خلافات بين الدول.
- منظمة الصحة العالمية تمدد المفاوضات بعد فشل اجتماع جنيف في تحقيق إجماع، مع استمرار الجهود للتوصل إلى اتفاق "تاريخي" لتجنيب البشرية أوبئة مستقبلية.
- الاتفاق المقترح يسعى لتحسين استجابة الدول للجوائح وتقاسم الموارد بعدالة، لكن عدم وجود عواقب لعدم الامتثال يهدد تنفيذه، مع توقعات بتقييم الوضع في اجتماع الجمعية العالمية للصحة.

تبدّدت الآمال باتّعاظ قادة العالم من الأخطاء المرتكبة في مكافحة جائحة كورونا وممّا خلّفته من خسائر على الصعد كافة، وذلك منذ ظهور فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) في أواخر عام 2019. فقد انتهت مهلة المفاوضات الخاصة بشأن اتفاق يهدف إلى توفير وقاية للعالم من الجوائح المستقبلية المحتملة ومكافحتها من دون تفاهم، يوم الجمعة في التاسع من مايو/ أيار الجاري، بسبب الخلافات القائمة. وبالتالي أُرجئ البتّ في اتفاق الجوائح الذي صار يمثّل مطلباً ملحّاً بعد أزمة كورونا الوبائية.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنّ دولها الأعضاء، البالغ عددها 194 دولة، مدّدت مفاوضاتها تلك لعدم تحقيق إجماع في اجتماع جنيف الأخير. وصرّح الرئيس المشارك في إدارة المفاوضات رولان درييس أمام الصحافيين، مساء الجمعة، بأنّ مفاوضي حكومات الدول الأعضاء "عملوا بجدّ للوصول إلى أبعد ما يمكن وإيجاد أرضية مشتركة بينهم، لكنّنا لم نصل إلى هناك بعد". وتابع درييس: "لذلك سوف نواصل عملنا". يُذكر أنّ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خصوصاً، يدفع في اتجاه التوصّل إلى اتفاق الجوائح الذي يصفه بأنّه "تاريخي" إذ من شأنه تجنيب البشرية أوبئة مستجدّة.

تجدر الإشارة إلى أنّ اتفاق الجوائح يقضي بوضع مبادئ توجيهية لكيفية عمل الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية لوضع حدّ للجوائح في المستقبل، وكذلك تقاسم الموارد الشحيحة بطريقة فضلى تفادياً للأزمات التي تخلّلت جائحة كورونا، ولا سيّما في ما يتعلّق باللقاحات المضادة لكوفيد-19 وعدالة توزيعها واستفادة الدول الفقيرة منها. وفي هذا السياق، يحذّر خبراء من عدم توفّر أيّ عواقب تقريباً تُفرَض على الدول التي لا تمتثل لما يُتَّفق عليه، هذا في حال تمّ التفاهم وسط الخلافات القائمة.

وفي حين أشاد غيبريسوس بـ"العزم الذي عبّرت عنه الدول كلّها على مواصلة عملها والوفاء بالمهمّة التي بدأتها"، من المتوقّع أن تنعقد الجمعية العالمية للصحة التي تُعَدّ أعلى هيئة لاتخاذ القرار في منظمة الصحة العالمية، في 27 مايو الجاري في جنيف، من أجل تقييم الوضع بعد جولة المفاوضات الأخيرة التي انتهت من دون أيّ مخرجات يوم الجمعة الماضي، علماً أنّه كان من المقرّر أن تُختتَم في نهاية مارس/ آذار الماضي.

وأفاد بيان نُشر، عند انتهاء المهلة المحدّدة، بأنّ المفاوضين، الذين كانوا يخوضون المناقشات بصورة متواصلة في مقرّ منظمة الصحة العالمية منذ 29 إبريل/ نيسان الماضي، اتّفقوا على استئنافها "في الأسابيع المقبلة من أجل تعزيز العمل بشأن القضايا الحاسمة". وسوف تشمل المناقشات المرتقبة، خصوصاً، نظاماً عالمياً جديداً مقترحاً للتوصّل إلى مسبّبات الأمراض وتقاسم الفوائد من دراستها، بما في ذلك اللقاحات المضادة لها والعلاجات ووسائل التشخيص وغير ذلك.

كذلك، سوف يناقش المفاوضون العلاقة ما بين الوقاية من الجوائح وفلسفة "الصحة الواحدة" التي تأخذ في عين الاعتبار البشر كما الحيوانات والبيئة. أمّا النقطة الأخرى التي تُعَدّ حاسمةً وشائكةً فتتمحور حول أيّ من الدول تدفع كمّ من المال من أجل تعزيز قدرات البلدان على الاستعداد للجوائح والاستجابة لها. لكن في ظلّ ما تؤول إليه مفاوضات اتفاق الجوائح في الوقت الراهن، يبدو أنّ مستقبل أيّ اتفاق يهدف إلى مكافحة جوائح محتملة يبدو مبهماً.

(العربي الجديد، فرانس برس)

المساهمون