إيطاليا: فرض فحوص طبية على المهاجرين القصّر للتحقق من أعمارهم

28 سبتمبر 2023
مهاجرون قصّر في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية (فاليريا فيرارو/ الأناضول)
+ الخط -

قدّمت إيطاليا قانوناً جديداً للهجرة يركّز على القصّر الذين خاضوا رحلات هجرة غير نظامية، والذين يمكن الآن إيواؤهم مؤقتاً في مراكز للبالغين، وسوف يخضعون لفحوص طبية من أجل تحديد أعمارهم.

بموجب مشروع مرسوم وافق عليه مجلس الوزراء، مساء أمس الأربعاء، يجوز وضع القصّر غير المصحوبين ببالغين الذين تزيد أعمارهم عن 16 عاماً لمدّة أقصاها 90 يوماً في أماكن خاصة بمراكز استقبال المهاجرين البالغين. لكنّه ما زال يتعيّن على البرلمان الموافقة على هذا المشروع، علماً أنّ حكومة جورجيا ميلوني المحافظة تتمتّغ بالأغلبية المطلقة.

وقد رأى المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في إيطاليا، أندريا ياكوميني، اليوم الخميس، أنّ القرار "مقلق". وصرّح لوكالة "فرانس برس": "لا يمكننا وضعهم مع البالغين".

وفي العادة، يُصار إلى إيواء القصّر غير المصحوبين أو الأمهات مع أطفال أو الحوامل في مراكز استقبال مجهّزة بالخدمات الاجتماعية والصحية التي تركّز على الدمج، فيستطيعون الاستفادة من دورات في اللغة والتدريب المهني.

ودافعت ميلوني عن هذا "الإصلاح" بأنّه من الآن فصاعداً سوف يُصار إلى نقل النساء جميعاً، بمن فيهنّ غير الحوامل أو غير الأمهات، إلى هذه المراكز. لكنّ النص يستهدف أوّلاً المهاجرين الذين يزعمون أنّهم دون الثامنة عشرة، لتجنّب الإبعاد.

ويسمح المرسوم بإجراء "القياسات البشرية" والفحوص الطبية اللازمة، منها الصور الإشعاعية، لتحديد أعمار هؤلاء.

وحذّرت جورجيا ميلوني على صفحاتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي من أنّ "مع هذه القواعد الجديدة، لن يكون من الممكن بعد اليوم الكذب بشأن العمر الحقيقي".

يُذكر أنّه يُسمَح بإجراء مثل هذه الفحوصات منذ عام 2017، بالإضافة إلى أساليب أخرى غير طبية للتحقّق من العمر.

لكنّ المتحدث باسم "يونيسف" شدّد على أنّ "هذا لا يغيّر شيئاً"، مذكّراً بأنّ قصّراً كثيرين يأتون من بلدان حيث يستحيل تحديد السنّ على أساس وثائق الأحوال المدنية.

وحذّر وزير الداخلية الإيطالية ماتيو بيانتيدوسي، مساء أمس الأربعاء، بعد اجتماع مجلس الوزراء، من أنّه في حال توصّلت السلطات إلى أنّ المهاجر الذي يدّعي أنّه قاصر قد بلغ سنّ الرشد، فسوف يُصار إلى إبعاده.

وتقييم العمر من خلال الفحوصات الطبية أمر مثير للجدال، لا سيّما أنّه "لا يتوفّر حالياً أيّ إجراء لتقدير العمر بدقّة، ولكلّ الأساليب هامش كبير من الخطأ"، بحسب مجلس أوروبا. ويشدّد المجلس، في تقرير يعود إلى عام 2019، على أنّه "من غير المقبول تقييم عمر فرد بناءً على نتائج الفحوص الطبية فقط، ويجب تطبيق هامش الخطأ لمصلحة الشخص المعني".

وكانت جورجيا ميلوني قد وصلت إلى السلطة في عام 2022، عقب وعود بوقف الهجرة غير النظامية، لكنّ عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى الأراضي الإيطالية منذ بداية عام 2023 هو الأعلى منذ سبع سنوات. وقد أقرّت زعيمة اليمين المتطرّف، هذا الأسبوع، بأنّها كانت تأمل "تحقيق نتائج أفضل".

(فرانس برس)

المساهمون