أفادت وسائل إعلامية ومواقع افتراضية إيرانية بأن نزاعاً بين إيرانيين وآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، على خلفية الحجاب في منطقة سياحية جنوب شرقي إيران، انتهى بوفاة مواطنة إيرانية في المستشفى إثر إصابتها بنوبة قلبية.
وذكر موقع "رويداد 24" الإيراني أن النزاع نشب، أمس الأحد، بعدما اعترض أشخاص على خلع سائحات حجاباتهن، فسارع الناس إلى مساعدتهن والاشتباك بالأيدي والأحجار مع هؤلاء الأشخاص. أضاف الموقع أن النزاع أدى إلى وفاة مواطنة بالغة من العمر 59 عاماً في المستشفى بعد إصابتها بنوبة قلبية.
إلى ذلك، لم تؤكد السلطات المحلية الإيرانية ولم تنف بعد ما إذا كان النزاع قد اندلع بسبب الحجاب. إلا أن حاكم مدينة كرمان علي بابايي قال لوكالة "إيسنا" الإيرانية إن النزاع نشب بين مجموعة من المسافرين السياح أدى إلى إصابة عدد منهم ووفاة إيرانية. أضاف أن الشرطة اعتقلت المتورطين المخالفين في النزاع، والسلطات الصحية تبحث بشأن سبب وفاة المواطنة، مشيراً إلى أن المشاركين في النزاع كانوا سياحاً ولم يتم استخدام السلاح.
ملاحقة مروجي خلع الحجاب
إلى ذلك، قال رئيس الشرطة الإلكترونية الإيرانية "فتا" العميد وحيد مجيد إن الشرطة رصدت خلال الفترة الأخيرة أكثر من سبعة آلاف و600 إشاعة للفحشاء في العالم الافتراضي. أضاف أن الشرطة الإلكترونية تمكنت من الوصول إلى أصحاب 1927 صفحة روجت للفساد ونفذت 500 إجراء قضائياً ضدهم، شملت الاستدعاء وحذف المحتويات وإغلاق الحسابات.
وتابع أن من مظاهر الجريمة الإلكترونية التي تلاحقها الشرطة هي "الإشاعة والترويج للفساد في الفضاء الافتراضي مثل تشجيع خلع الحجاب والتعري والعرض المفسد وبرامج غير أخلاقية ونحت الجسم".
حظر زيارة المتاحف
وفي إطار التدابير لمواجهة خلع الحجاب في إيران، انضمت المتاحف الإيرانية إلى المؤسسات التي تمتنع عن تقديم الخدمات لغير المحجبات. وعمم المدير العام للمتاحف الإيرانية مرتضى أديب زادة على هذه المتاحف حظر استقبال غير الملتزمات بالحجاب الإسلامي.
ودعا أديب في تعميمه، وفق وكالة "مهر" الإيرانية، إلى تطبيق هذه التعليمات "مع مراعاة الكرامة الإنسانية والاحترام الكامل للمواطنين".
وإلى جانب تلك الإجراءات التي تتخذها المؤسسات الإيرانية، بدأت الشرطة الإيرانية، اعتباراً من الخامس عشر من الشهر الجاري، تنفيذ خطتها الجديدة لمراقبة وضع الحجاب في الشوارع الإيرانية عبر كاميرات المراقبة.
وتهدف الخطة الجديدة للشرطة الإيرانية إلى التصدّي لمظاهر خلع الحجاب وفرض رقابة إلكترونية على ذلك للحد من الظاهرة. وعلى ما يبدو، فإنّ الخطة تأتي بدلاً من تسيير دوريات لشرطة الآداب والإرشاد في الشوارع، والتي أثارت جدلاً واسعاً على مدى أكثر من عقد.
وبحسب الخطة الجديدة، فإنّه بعد التعرف إلى الإيرانيات المخالفات لقانون الحجاب، ترسل لهن رسالة نصية للمرة الأولى، ثم في المرة الثانية في حال تكرر الأمر تجرى إحالتهن إلى المحاكم. وفي إطار تنفيذ هذه الخطة، أغلقت الشرطة حتى الآن عشرات المطاعم والمحال التجارية لاستقبالها غير المحجبات أو لوجود عاملات غير محجبات فيها.
وبعدما عاد الحجاب إلى واجهة السياسة الداخلية الإيرانية منذ شهرين تقريباً مع تصاعد انتقادات المحافظين، بدأت الحكومة تتخذ أساليب جديدة للحد من ظاهرة خلع الحجاب في المجتمع، والتي انطلقت مع الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها إيران بعد وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من احتجازها لدى شرطة الآداب في طهران على خلفية الحجاب. وجاءت تلك الإجراءات بدلاً من تسيير دوريات شرطة الآداب في الشوارع والتي كانت محل جدل كبير خلال السنوات الأخيرة.