استمع إلى الملخص
- المركز الوطني لمراقبة الأعاصير يحذر من رياح مدمرة وأمطار طوفانية وعواصف خطرة تهدد الحياة في جنوب شرق تكساس، مع تفعيل تحذيرات الفيضانات.
- بيريل، أول إعصار كبير من الفئة الخامسة في موسم الأعاصير الأطلسية لعام 2024، تسبب في دمار وخسائر كبيرة في المناطق التي عبرها.
ضرب إعصار بيريل ولاية تكساس الواقعة جنوبي الولايات المتحدة الأميركية، اليوم الاثنين، وأودى بحياة شخصَين على الأقل، وتسبّب في انقطاع التيار الكهربائي عن ملايين الأشخاص، في حين أُصدرت أوامر إخلاء في مناطق ساحلية عدّة. وأفاد المركز الوطني لمراقبة الأعاصير بأنّ إعصار بيريل ضرب بلدة ماتاغوردا بقوّة إعصار من الفئة الأولى.
وكان إعصار بيريل قد بدأ ينشط فوق ولاية تكساس الأميركية، صباح اليوم الاثنين، بعدما كان شقّ طريقه عبر منطقة الكاريبي ثمّ المكسيك التي ضربها يوم الجمعة الماضي. وفي طريقه عبر المحيط الأطلسي إلى الولايات المتحدة الأميركية، تحوّل بيريل إلى عاصفة قوية قبل أن يعود إعصاراً مرّة أخرى في وقت وقت متأخّر من ليل أمس الأحد، مع اقترابه من هيوستن عند ساحل تكساس، بحسب ما أفاد المركز الوطني.
وفي مدينة هيوستن البالغ عدد سكانها نحو 2.3 مليون نسمة، حيث هطلت أمطار غزيرة وهبّت رياح قوية، حذّر المركز في أحدث نشراته من "عصف للرياح يهدّد الأرواح، ورياح مدمّرة وأمطار تسبّب فيضانات" في جنوب شرق تكساس. وقال رئيس بلدية هيوستن جون ويتماير، قبيل وصول الإعصار، "علينا أن نأخذ إعصار بيريل على محمل الجدّ. التهاون هو أسوأ عدوّ لنا". كذلك فإنّ التيار الكهربائي مقطوع عن نحو 2.6 مليون عائلة في تكساس، منذ صباح الاثنين، بحسب بيانات موقع "باور أوتدج" الإلكتروني للرصد.
Remember, historically almost half of all lives lost during a hurricane are AFTER it passes. Use caution and remain vigilant during the clean-up phase of #Beryl. More info on the storm: https://t.co/tW4KeGe9uJ pic.twitter.com/PpQfOfU61S
— National Hurricane Center (@NHC_Atlantic) July 8, 2024
وذكرت منصة الرصد "فلايت أوار" أنّ مطار جورج بوش ألغى أكثر من ألف رحلة، فيما حذّرت الأرصاد من خطر تشكّل زوابع، علماً أنّ تحذيرات من مخاطر الأعصاير والعواصف أُصدرت في مناطق ساحلية عدّة في تكساس في نهاية الأسبوع. وطلبت السلطات في مقاطعة نيوسيس من السياح مغادرة المدينة، في حين أصدرت مقاطعة ريفوجيو المجاورة التي لم تتعافَ كلياً بعد من إعصار هارفي الذي ضربها في عام 2017 أوامر إخلاء إلزامية.
وكانت سلطات مدينة غالفستون، الواقعة إلى جنوب شرق هيوستن، قد أصدرت أوامر بالإخلاء الطوعي في عدد من المناطق، وقد أظهرت لقطات فيديو جرى تداولها على شبكات للتواصل الاجتماعي طوابير من السيارات تغادر المدينة. تجدر الإشارة إلى أنّ مع اقتراب إعصار بيريل من الساحل، أمس الأحد، حذّر مسؤولون في تكساس من أنّه قد يتسبّب في انقطاع التيار الكهربائي وفي حدوث فيضانات، وقد عبّروا في الوقت نفسه عن قلقهم إزاء عدم استجابة عددٍ كافٍ من السكان والمصطافين على الشاطئ الواقع في مسار الإعصار، للتوصيات بالمغادرة.
وفي المكسيك، ضرب إعصار بيريل شبه جزيرة يوكاتان، يوم الجمعة الماضي، وقد صُنّف إعصاراً من الفئة الثانية، لكنّه ضعف ليصير عاصفة استوائية مع تحرّكه فوق الأرض. وكان المركز الوطني لمتابعة الأعاصير قد توقّع أن تستعيد العاصفة قوّة الإعصار بعد دخولها المياه الدافئة لخليج المكسيك في طريقها نحو جنوبي تكساس، علماً أنّ هذه منطقة كانت قد ضربتها العاصفة الاستوائية ألبرتو قبل أسبوعَين فقط.
ويُعَدّ إعصار بيريل باكورة أعاصير المحيط الأطلسي لهذا العام، علماً أنّ ظاهرة مناخية بهذا الحجم نادرة جداً في وقت مبكر من الموسم الذي يمتدّ من بداية يونيو/ حزيران حتى نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني في الولايات المتحدة الأميركية. كذلك هو أوّل إعصار كبير من الفئة الخامسة في موسم الأعاصير الأطلسية لعام 2024، علماً أنّه تشكّل في 28 يونيو المنصرم. ويأتي ذلك في حين يشير العلماء إلى أنّ الأعاصير صارت أكثر تواتراً فيما تتزايد شدّتها ومدّتها بسبب تأثير تغيّر المناخ الذي يزيد حرارة مياه المحيطات.
وقد نبّهت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية في نهاية مايو/ أيار الماضي إلى أنّ هذا الموسم سوف يكون استثنائياً، مع احتمال تسجيل أربعة أعاصير إلى سبعة من الدرجة الثالثة فما فوق. وأوضحت الإدارة أنّ هذه التوقّعات على ارتباط خصوصاً بالتطوّر المتوقّع لظاهرة لا نينيا المناخية، وكذلك بدرجات الحرارة المرتفعة جداً في المحيط الأطلسي حيث ترتفع درجات الحرارة في شماله باطّراد منذ أكثر من عام مسجّلة مستويات قياسية.
(فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)