لا يبدو الوضع مبشراً في المناطق المحرّرة من محافظة إدلب السورية في موضوع الحدّ من انتشار فيروس كورونا، مع تسجيل المزيد من الإصابات في مدن المنطقة ومخيمات النازحين المنتشرة فيها، رغم تطبيق إجراءات الإغلاق التي دعت لها حكومة الإنقاذ في بيان صدر عنها في السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
وعلى الرغم من ارتفاع أعداد المصابين في المنطقة، إلاّ أنّ حالة الاستهتار لا تزال سائدة بين السكّان والنازحين على حد سواء، كما يقول المخبري عباس أبو أسامة لـ"العربي الجديد". ويضيف: "هناك قلة قليلة من الأهالي يلتزمون بالإجراءات الوقائية كارتداء الكمامة، على الرغم من حملات التوعية الكثيرة من طرف المنظمات والجهات الإنسانية أو الملصقات والبروشورات. ومن جانب آخر هناك بعض الجهات التي التزمت بإجراءات الوقاية، ففي مدرسة أطفالي مثلاً، يلتزم الطلاب فيها بإجراءات الوقاية، كارتداء الكمامة في باص المدرسة، وتعقيم الأيدي قبل الدخول إلى الصف، وطبعاً الأمر عائد لوعي المسؤولين".
وأضاف أبو أسامة: "حيث أقيم في مدينة سرمدا، هناك الكثير من المحلات التي وضعت ملصقات على أبوابها تطالب الداخلين إليها بارتداء الكمامة. لكن الكثيرين يتجاهلونها، وحجّتهم دائماً أنهم مصابون بإنفلونزا موسمية، وليسوا مصابين بفيروس كورونا. الوضع سيئ وخطير، بشكل عام، كون مراكز العزل لم تعد تتّسع لمصابين جدد، والمصابين الجدد يبقون في المنزل وتوصف لهم خافضات حرارة، مع توجيهات بضرورة الإكثار من السوائل، وهذا الشيء الوحيد الممكن القيام به بالنسبة لهؤلاء".
ويضيف أبو أسامة: "في الوقت الحالي، المدارس والمعاهد والجامعات مغلقة في عموم المنطقة. أمّا بالنسبة إلى البازارات، فهناك عدد قليل من البسطات في بازار السبت بمدينة سرمدا هذا الأسبوع، إذ إنّ هؤلاء الباعة يعتمدون على الدخل اليومي، فإذا لم يعملوا لا يمكنهم توفير قوت يومهم".
ومن وجهة نظر أبو أسامة، فإنّ الإغلاق قد يقلّل من الزيادة المطّردة بعدد الإصابات. "كان هناك الكثير من المستهترين، يسخرون ممّن يضعون الكمامة، ولا يتابعون ما حدث في دول متقدّمة وقعت بحالة عجز خلال محاولاتها التصدي للفيروس. وطبعاً ساهم في تفشي الفيروس غياب السلطة نوعاً ما في إدلب، التي كان بإمكانها أن تلزم الناس بطرق الوقاية".
وتسود حالة الاستهتار أيضاً في مدينتي إدلب وبنش، كما أوضح المدرّس مصطفى الرجب، لـ"العربي الجديد"، مشيراً إلى أنّ تعامل الأهالي مع الأمر على حاله منذ بداية تفشي فيروس كورونا حتى اليوم، وهذا رفع من عدد المصابين بشكل كبير منذ تسجيل أول إصابة في المنطقة.
وكان الطبيب سالم عبدان، مدير صحة إدلب، ناقش، يوم أمس الأحد، مع مدراء المستشفيات المخصّصة لمتابعة المصابين بفيروس كورونا، القدرة الاستيعابية لهذه المستشفيات وخطط توسعتها والصعوبات التي تواجه عملها ومقترحات تجاوزها. لا سيما أنّ المديرية دعت في بيانها، الصادر في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني، الأهالي للتعامل بجدية أكبر مع تفشي الفيروس في إدلب، مطالبة المنظمات والجهات الدولية بضرورة تحمّل مسؤوليتها تجاه أهالي المنطقة والنازحين المقيمين فيها.
وسُجّلت 131 إصابة بفيروس كورونا في عموم المناطق المحرّرة من محافظة إدلب، ليبلغ عدد المصابين 5015، وتمّ تسجيل 4 وفيات جديدة لمصابين بكوفيد-19، بينما تعافى 20 شخصاً ليرتفع عدد المتعافين من الفيروس إلى 1582. وسجّلت مناطق ريف حلب الشمالي 118 إصابة جديدة، ليرتفع بذلك عدد الإصابات المسجّلة فيها إلى 249 إصابة، ليبلغ عدد الإصابات الكلي في مناطق شمال سورية 8388 مصاباً.