إجراءات محدودة لتعقيم المياه شرق سورية للحد من الكوليرا

17 سبتمبر 2022
امرأة مصابة بالكوليرا تتلقى العلاج بمستشفى في حلب (فرانس برس)
+ الخط -

توفي 5 أشخاص في مناطق دير الزور الغربي الخاضعة لسيطرة "الإدارة الذاتية" شمال شرق سورية، بسبب الكوليرا، بينما تجاوزت أعداد الإصابات بالمرض 300، مع تزايد رقعة انتشاره في المنطقة، واحتمالية وصوله لمنطقة تل أبيض الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.  

وتتخذ "الإدارة الذاتية" إجراءات للحدّ من المرض، منها تعقيم محطات ضخ المياه بالكلور، لكن دون تطبيق رقابة على صهاريج نقل المياه، وفق ما بيّن نورس العرفي، المسؤول الإعلامي في "شبكة عين الفرات" المحلية لـ"العربي الجديد" لافتاً إلى أن المرض امتد إلى المخيمات الواقعة في مناطق سيطرة "قسد"، بسبب سوء المياه وعدم تعقيمها. 

وأضاف العرفي "أعداد الإصابات بالكوليرا تجاوزت 300 حالة، أما أعداد الوفيات الموثقة فهي 5 حتى الآن، لكن ليست لدينا إحصائيات دقيقة عن أعداد المرضى، هناك خطوات قام بها مسؤولون في مناطق سيطرة "قسد" منها زيادة الكلور بمحطات ضخ المياه، حتى إن الأهالي بدأوا يشعرون بطعمه. أما مياه الشرب بالصنابير فلا تصل لكل المناطق ما يضطر الأهالي لشراء المياه عن طريق الصهاريج غير المعقمة، والتي تُملأ من النهر بشكل مباشر".

وأوضح أن محطات المياه الموجودة في الريف الغربي لا تغذي جميع المناطق، وهناك قرى مثل حوايج بومصعة والجلامدة والشهابات وحاوي الحصان، لا تصلها المياه، الأمر الذي يسبب خسائر للأهالي، ويعرّضهم للأمراض كون المياه من مصادر غير موثوقة.

وبدأت الكوليرا في الانتشار من مناطق سيطرة النظام السوري في حلب، والرقة، والريف الغربي لدير الزور، وفق العرفي الذي أكد أنه: "على قسد اتخاذ خطوات سريعة للسيطرة على المرض". 

مصطفى فرحان من الرئاسة المشتركة لهيئة التربية التابعة للإدارة الذاتية، تحدث عن خطوات منها التنسيق بين الهيئة والهلال الأحمر الكردي لمواجهة المرض.

وقال لـ"العربي الجديد": لا شك أن المرض خطير للغاية، والبنية التحتية للمدارس ضعيفة، حمامات المياه قليلة، المياه في المدارس ضعيفة، لنستطيع الحد من انتشاره علينا تأمين مستلزمات النظافة في المدارس من حمامات ومعقمات. مرض الكوليرا أصبح منتشراً في مناطق شمال وشمال شرق سورية، ونحن في هيئة التربية والتعليم لدينا بعض الإجراءات الاحترازية والتعاقد مع الهلال الأحمر الكردي لفحص الطلاب وإعطاء التوجيهات الاحترازية".  

وتابع فرحان "أما بخصوص تأمين البيئة الصالحة للحد من انتشار المرض، فهناك ضعف في البنية التحتية في المدارس والحمامات وإيصال المياه، لذلك نناشد منظمة الصحة العالمية الدعم من أجل منع انتشار هذا المرض بسبب تدني إمكانيات المدارس". 

الدكتور عبد الله العثمان الذي يعمل في منطقة رأس العين، أكد لـ"العربي الجديد"، أنه حتى الوقت الحالي لم تسجل إصابات بالمرض في المنطقة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، لافتاً إلى حالة استنفار في المراكز الطبية كافة.

وقال: "نتوقع وصول المرض خصوصاً أنه مرتبط بحركة الناس في المنطقة التي يصلها وافدون من الخارج بشكل يومي. الكوليرا علاجها بسيط وليس معقداً لكن المشكلة الأساسية في مياه الشرب وشبكات الصرف الصحي وخدمات البلدية". وأردف الطبيب أن المجلس المحلي في منطقة رأس العين بدأ بالعمل على شبكة صرف صحي، وكلورة للمياه المتوفرة. 

والكوليرا عدوى حادة تسبب الإسهال، وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة. ولا تزال تشكل تهديداً عالمياً للصحة العامة، ومؤشراً على انعدام المساواة وانعدام التنمية الاجتماعية.  

وتوصي منظمة الصحة العالمية بإعطاء اللقاحات الفموية المضادة للكوليرا بالاقتران مع إدخال تحسينات على خدمات إمدادات المياه ومرافق الصرف الصحي لمكافحة فاشيات الكوليرا والوقاية منها في المناطق الشديدة التعرض للمخاطر.

 
المساهمون