في وقت تواجه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الوضع المقلق لاتخاذ دول عدة من بينها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا قرار تعليق تمويل برامجها مؤقتاً، واحتمال أن تضطر إلى وقف خدماتها بنهاية فبراير/ شباط الجاري، يعيش ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين يوجدون في مخيمات بالمنطقة في يأس من أوضاعهم المستقبلية، خصوصاً أن مساعدات "أونروا" تمثل شريان حياة لهم منذ سنوات طويلة.
واستند التعليق المؤقت لتمويل "أونروا" إلى زعم إسرائيل أنّ 12 من موظفي الوكالة الأممية شاركوا في عملية "طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، علماً أن عدد موظفي الوكالة يبلغ نحو 30 ألفاً، وعدد من تخدمهم الوكالة أكثر من 6 ملايين فلسطيني.
ويلتحق بمدارس "الأونروا" التي تأسست عام 1949، أكثر من نصف مليون طفل، وتستقبل عياداتها أكثر من 7 ملايين زيارة سنوياً.
وقالت جولييت توما مديرة التواصل في "الأونروا": "الدور الذي لعبته الوكالة في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين أساسي"، لكن إسرائيل تريد وقف عمل الوكالة.
وتأمل "أونروا" أن يراجع المانحون قرار تعليق التمويل بمجرد ردها على مزاعم إسرائيل في تقرير ستصدره قريباً، أما اللاجئون الفلسطينيون فيؤكدون أهمية الوكالة بالنسبة إليهم ليس فقط للحصول على الخدمات الحيوية، بل لأن وجودها يرتبط بالحفاظ على حقوقهم كلاجئين، وخصوصاً أملهم في العودة إلى ديارهم التي فروا أو طردوا منها هم أنفسهم أو أسلافهم في نكبة عام 1948.
في مخيم برج البراجنة على مشارف العاصمة اللبنانية بيروت، قالت رغدة العربجي (44 عاماً) التي تعتمد على "أونروا" في تعليم اثنين من أطفالها، وتغطية الفواتير الطبية لطفل ثالث يعاني من مشكلة في العين: "لا أدفع تكاليف الكتب والقرطاسية ورسوم تسجيل وأقساط اثنين من أولادي في المدرسة، كما أستفيد من الأونروا في الطبابة. وإذا لم تتوفر هذه المساعدات لن أستطيع فعل أي شيء لتعويض هذه الخسائر، علماً أن الوكالة كانت دفعت أيضاً تكاليف علاج السرطان لزوجي الذي توفي قبل خمسة أشهر".
أضافت: "يتألف مخيم برج البراجنة من مبانٍ في حالة يُرثى لها وشوارع ضيّقة، ويعتمد سكانه على الأونروا بطرق مختلفة تشمل أيضاً الإفادة من برامج تقدم 20 دولاراً يومياً للعمال، وهو دخل مهم للاجئين الممنوعين من وظائف عدة في لبنان".
ووصفت الوضع الصعب للفلسطينيين في لبنان بالقول: "نحن ميتون أحياء، وإذا أوقف المانحون تمويل الأونروا فسيقتلون الأمل لدينا".
من جهته، أبدى لاجئ آخر في مخيم برج البراجنة يدعى موسى إبراهيم ديراوي خوفه على الأطفال الفلسطينيين، وقال: "إذا أغلقت مدارس الأونروا أبوابها، فسيساهم ذلك في تجهيل جيل كامل".
وتقدر "الأونروا" عدد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان بنحو 250 ألفاً. وقال هيكتور حجار، وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، إن "قرارات تعليق المساعدات غير عادلة وذات دوافع سياسية، وستكون تداعياتها كارثية على الفلسطينيين".
أضاف: "أوضاع المخيمات مزرية، ويعني قطع المساعدات عن الفلسطينيين أنهم قد يذهبون إلى الموت أو التطرف، لذا قد يزعزع القرار استقرار اللبنانيين، وأيضاً الفلسطينيين واللاجئين الذين فروا من الحرب في سورية".
وفي الثاني من فبراير/ شباط الجداري، رفع محتجون فلسطينيون في العاصمة الأردنية عمان شعار "تدمير الأونروا لن يمر.. نعم لحق العودة".
وقال حلمي عقل، وهو لاجئ وُلد في مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين شمالي عمان: "تثبت بطاقتي التموينية لدى الأونروا أنني لاجئ مع أولادي وتحفظ حقنا في العودة".
ويستضيف الأردن نحو مليوني لاجئ فلسطيني مسجل يحمل معظمهم جنسية هذا البلد.
(رويترز)