بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بثّت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كلمة مسجّلة لمفوّضها العام فيليب لازاريني، اليوم الأربعاء، أقرّ فيها بأنّ ما يعيشه الفلسطينيون المشتّتون يُعَدّ أزمة اللجوء الأطول في العالم.
وقال لازاريني في كلمته "في هذا اليوم، يعبّر الناس حول العالم عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني"، مضيفاً أنّه "يوم نؤكّد فيه دعمنا لحقوق الفلسطينيين الكاملة ولطموحاتهم الوطنية".
وفي هذا العام، تحلّ هذه المناسبة المدرجة على رزنامة الأمم المتحدة في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، في اليوم الرابع والخمسين من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، علماً أنّ الهدنة الإنسانية مستمرّة لليوم السادس، في حين تهدّد سلطات الاحتلال باستئناف ضرباتها العسكرية بمجرّد انتهاء الهدنة المؤقتة.
وتابع المسؤول الأممي: "بالنسبة إلى أونروا، هذا يوم نوضح فيه أنّ محنة اللاجئين الفلسطينيين ما زالت أطول أزمة لجوء في العالم لم تحلّ بعد".
"It is a day to affirm our support for the full rights and national aspirations of Palestinians".
— UNRWA (@UNRWA) November 29, 2023
Remarks by @UNLazzarini on occasion of the International Day of Solidarity with the Palestinian People.
Full message ⬇️https://t.co/TCGgxOlc6m pic.twitter.com/lw8I6dtTuk
وأكد لازاريني أنّ الفلسطينيين يواجهون تحديات هائلة اليوم، في المنطقة ككلّ، ولعلّ الأبرز هي "المأساة الإنسانية التي نشهد عليها اليوم في قطاع غزة". وأشار إلى أنّ ما يتعرّض له الفلسطينيون اليوم يعيد التذكير بالصدمة الجماعية التي اختبرها الجيل السابق منهم في عام 1948، أي في خلال النكبة.
وتناول المفوض العام لوكالة أونروا "التصاعد المفزع للعنف في الضفة الغربية (المحتلة) كذلك"، إلى جانب ما يشهده اللاجئون وسط أزمات مختلفة في لبنان وسورية والأردن.
تجدر الإشارة إلى أنّ وكالة لأونروا تقدّم خدماتها، بما في ذلك المساعدة والحماية، للاجئين الفلسطينيين في خمسة أقاليم هي الأردن ولبنان وسورية وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، بحسب ما توضح الأمم المتحدة.
وأكد لازاريني أنّ اليوم، كما الحال منذ 75 عاماً، أي منذ النكبة وقيام دولة إسرائيل، "ما زالت وكالة أونروا تعمل لحماية حقوق الفلسطينيين في التعليم وفي الرعاية الصحية الأولية، وكذلك الحماية الاجتماعية، بما في ذلك في حالات الطوارئ.
وفي ما يشبه الردّ على ادّعاءات تشير إلى تخلّي الوكالة الأممية عن دورها في قطاع غزة، شدّد لازاريني على أنّه "نحن مصرّون ليس فقط على البقاء في غزة، إنّما كذلك على تعزيز عملياتنا بهدف تلبية الحاجات الهائلة للمجتمع الغزي".
أمّا في خارج قطاع غزة، فتعهّد لازاريني بأنّ وكالته سوف تستمرّ في بذل كلّ ما في وسعها، في الضفة الغربية المحتلة ولبنان وسورية والأردن، لحماية عملياتها والحرص على توفيرها لمستحقيها طالما الحاجة إليها قائمة. وهو أمر "يؤمّن استقراراً ضرورياً جداً في المنطقة"، بحسب المسؤول الأممي.
وتفيد البيانات الأخيرة لوكالة أونروا بأنّ العدوان الإسرائيلي الأخير تسبّب في نزوح 1.8 مليون فلسطيني في قطاع غزة، وهو ما يعادل نحو 80 في المائة من أهالي القطاع. تضيف البيانات نفسها أنّ نحو 1.1 مليون فلسطيني لجأوا إلى 156 مركز إيواء تابعة للوكالة، توصَف بأنّها مكتظة بدرجة فائقة، في حين أنّ الظروف الصحية فيها مريعة.
في سياق متصل، طاولت 104 عمليات استهداف عسكرية منشآت خاصة بالوكالة الأممية في قطاع غزة، في حين أنّ 109 من عاملي وكالة أونروا استشهدوا، وسط الحرب التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.