أعلنت وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم الاثنين، دخول قرار تعليق كلّ خدماتها في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوبيّ لبنان، حيّز التنفيذ، وذلك مؤقتاً بسبب الأوضاع الأمنية المتوتّرة فيه منذ يوم أمس الأحد.
وكانت الوكالة التابعة للأمم المتحدة قد أصدرت بياناً، أمس الأحد، كشفت فيه عن قرارها الذي اتّخذته على خلفية الاشتباكات المتواصلة في المخيّم بين مسلّحين فلسطينيين، على أن يبدأ تنفيذه اليوم.
وفي السياق نفسه، جدد فرحان حق، المسؤول الأممي دعوة الأونروا لجميع الأطراف وبشكل عاجل إلى العودة للهدوء واتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان سلامة المدنيين بمن فيهم الأطفال. وحثّ الجميع على الحفاظ على سلامة واحترام "حرمة جميع مباني ومرافق الأونروا وفقاً للقانون الدولي".
وفي بيان صادر اليوم، أفادت مديرة شؤون "أونروا" في لبنان دوروثي كلاوس، بأنّ "العنف المسلّح مستمرّ في مخيّم عين الحلوة منذ أكثر من يومَين"، الأمر الذي "يؤثّر في المدنيين بمن فيهم الأطفال، ويسبّب فرار العائلات بحثاً عن الأمان".
وأجبرت الأحداث الجارية أكثر من 2000 شخص على الفرار من المخيّم، بحثاً عن الأمان في أماكن أخرى.
UNRWA supported by volunteers opens school as shelter for desperate populations with nowhere to go fleeing from Ein El Hilweh camp. Displacement due to violence is a recurrent experience of #PalestineRefugees in 🇱🇧 across every generation. pic.twitter.com/3IkXImOu0O
— Dorothee Klaus (@DUALEBField) July 30, 2023
وأضافت كلاوس أنّه استجابةً للحاجة الماسة للمأوى والمساعدات الإنسانية، فتحت "أونروا" مدارسها لإيواء العائلات النازحة، بمساعدة متطوّعين، وهي جاهزة لتقديم المساعدة لهم، بما في ذلك الفرش والغذاء والمياه ومستلزمات النظافة والدعم النفسي والاجتماعي والرعاية الصحية.
لكنّها أعلنت في الوقت نفسه "تعليق كلّ خدمات أونروا في المخيّم بشكل مؤقّت". يُذكر هنا أنّ الوكالة الأممية تقدّم خدماتها لنحو 50 ألف لاجئ فلسطيني مسجّلين لديها في مخيّم عين الحلوة، أكبر مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وقد دعت "أونروا" كلّ الأطراف إلى العودة بصورة عاجلة إلى الهدوء، واتّخاذ كلّ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المدنيين، ولا سيّما الأطفال. كذلك حثّت الأطراف المسلّحة كافة على احترام حرمة مباني "أونروا" ومرافقها، وفقاً للقانون الدولي.
تجدر الإشارة إلى أنّ 11 شخصاً قُتلوا في الاشتباكات، بحسب أرقام "أونروا" الأخيرة، فيما أُصيب 40 آخرون من بينهم أحد موظّفي الوكالة. كذلك تعرّضت مدرستان تابعتان لـ"أونروا" لأضرار من جرّاء الاشتباكات الدائرة، علماً أنّهما تستقبلان نحو 2000 تلميذ.
وفي نيويورك، جدد فرحان حق، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الدعوة إلى "الهدوء واتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان سلامة المدنيين بمن فيهم الأطفال"، وحثّ جميع الأطراف على "الحفاظ على سلامة واحترام حرمة جميع مباني ومرافق الأونروا وفقاً للقانون الدولي".
وبدأت "أونروا" في عام 1952 تقديم خدماتها داخل المخيم الذي يعاني من "ارتفاع معدلات التسرب من المدارس ومساكن صغيرة وظروف إسكانية سيئة"، حسب الوكالة.
وأغلب سكان المخيم من اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجّروا من ديارهم خلال النكبة عام 1948، ولم يسمح الاحتلال الإسرائيلي بعودتهم حتى اليوم، على الرغم من "حق العودة" الذي تنص عليها قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
ونزح أغلب سكان المخيم من قرى الجليل القريبة من لبنان، كصفورية وشاب وتايتابا والمنشية والسميرة والنهر والصفصاف وحطين وراس الأحمر والطيرة وترشيحا في شمال فلسطين المحتلة.
ولجأ إلى المخيم مع الوقت العديد من اللاجئين الفلسطينيين من مخيمات أخرى في لبنان، خلال الحرب الأهلية اللبنانية والاجتياح الإسرائيلي.
وشهد المخيم أعمال عنف في أكثر من مناسبة، بحسب أونروا، من بينها تلك التي وقعت في 1982 و1991.