حذرت دراسة بريطانية من أن الصحة العامة للأشخاص في منتصف العمر تشهد تدهوراً ملحوظاً، إذ يعاني واحد من كل ثلاثة بريطانيين في منتصف العمر من حالتين صحيتين مزمنتين على الأقل، بما في ذلك مشاكل الظهر المتكررة، وضعف الصحة العقلية، وارتفاع ضغط الدم، والسكري.
ووجدت الدراسة التي أجريت على من ولدوا في عام 1970 أن أولئك الذين نشأوا في أسر فقيرة كانوا أكثر عرضة للإصابة بظروف صحية طويلة الأمد وخطيرة بنسبة 43 في المائة، أكثر من أقرانهم من الأسر الأكثر ثراءً، وإن الذين كانوا يعانون من زيادة الوزن في طفولتهم، أو كان وزنهم أقل عند الولادة، أو عانوا من اعتلال الصحة العقلية في سن المراهقة، كانوا أيضاً أكثر عرضة للأمراض في منتصف العمر.
ويعتقد الباحث في علم الأوبئة والصحة العامة في جامعة كاليفورنيا، داويد جونديك، وهو مؤلف الدراسة، أن هذه النتائج تعطي أدلة جديدة حول أهمية الاهتمام بالصحة العامة عند منتصف العمر، إذ تظهر النتائج أن نسبة كبيرة من السكان يعانون بالفعل من عدة مشاكل جسدية وعقلية طويلة الأمد في أواخر الأربعينيات من العمر.
وحث جونديك وكالات الصحة العامة على ضرورة إيلاء اهتمام بصحة الأشخاص في منتصف العمر من خلال تقديم المشورة والنصائح حول كيفية الاعتناء بصحتهم، وقال "عند مقارنة الصحة العامة للجيل الحالي بالأجيال السابقة، يبدو أن صحة البريطانيين في منتصف العمر آخذة في التدهور".
وتستند الدراسة إلى بيانات لنحو 8000 بالغ بريطاني، وطلب من هؤلاء في عامي 2016 و2018، عندما بلغوا 46 إلى 48 سنة، الإبلاغ عما إذا كانوا يعانون من حالات صحية بدنية أو عقلية مزمنة.
واستخدم فريق البحث بيانات المشاركين لاستقصاء الروابط بين الخلفية الأسرية، والنمو المعرفي، والصحة في مرحلة الطفولة والمراهقة، والصحة البدنية والعقلية في منتصف العمر، كما تم ربط انخفاض الوزن عند الولادة، وارتفاع مؤشر كتلة الجسم، وانخفاض القدرة الإدراكية في سن العاشرة، إضافة إلى قياس القضايا العاطفية والسلوكية بزيادة خطر الإصابة بمشكلات صحية مزمنة متعددة في منتصف العمر.
وكشفت الدراسة أن نحو ثلث البالغين الذين شملتهم يعانون من مشاكل صحية مزمنة متعددة بنسبة وصلت إلى 34 في المائة، وتبين أن 26 في المائة منهم انخرطوا في شرب الكحول بمستويات عالية، فيما أبلغ نحو 21 في المائة عن مشاكل في الظهر، و19 في المائة يعانون من مشاكل عقلية، كما يعاني واحد من كل ستة منهم من ارتفاع ضغط الدم، و12 في المائة يعانون من الربو أو التهاب الشعب الهوائية، و8 في المائة يعانون من التهاب المفاصل، و5 في المائة يعانون من السكري.
وعلق البروفيسور جورج بلوبيديس، من مركز الدراسات في كلية لندن، على نتائج الدراسة بالقول: "إذا كانت هذه الروابط تعكس آثاراً سببية، فإن السياسة والممارسة التي تستهدف هذه المجالات الأساسية في مرحلتي الطفولة والمراهقة قد تكون السبب في ذلك، ومن هنا، يجب الاهتمام بصحة الصغار والمراهقين لتحسين صحة الأجيال القادمة".