ألمانيا تحت الضغط وسط تدفق مزيد من اللاجئين

29 سبتمبر 2023
في مركز استقبال آيزنهوتنشتات عند الحدود الألمانية-البولندية (أود أندرسن/ فرانس برس)
+ الخط -

عند الحدود الألمانية-البولندية، يقع مركز آيزنهوتنشتات لاستقبال المهاجرين، الذي يصل إليه من بينهم نحو 100 شخص يومياً، وفق مديره الذي يتوقع أن "يرتفع هذا العدد إلى 120".

ويشكل المركز أولى وجهات اللاجئين الذين أجبر تدفقهم حكومة المستشار أولاف شولتز على اتخاذ تدابير للحدّ من دخولهم إلى ألمانيا. ويثير هؤلاء جدالاً حيوياً في البلاد يساهم في صعود اليمين المتطرّف المناهض للهجرة في استطلاعات الرأي.

ويمكن أن يحوي المكان الذي كان في السابق ثكنة تابعة لألمانيا الشرقية الشيوعية 1550 شخصاً في مبانٍ خرسانية، بعد تحويله إلى مركز استقبال للمهاجرين طالبي اللجوء.

الصورة
مركز استقبال آيزنهوتنشتات للمهاجرين في ألمانيا 2 (أود أندرسن/ فرانس برس)
يومياً يصل نحو 100 مهاجر إلى مركز استقبال آيزنهوتنشتات (أود أندرسن/ فرانس برس)

يقول أولاف جانسن، الذي يتولى إدارة المركز منذ خمسة أعوام، إنّ الوضع حالياً يشبه ما كانت عليه الحال في صيف عام 2015، عندما فتحت أنجيلا ميركل أبواب بلادها على مصراعيها أمام أكثر من مليون طالب لجوء، من بينهم عدد كبير من السوريين. ويشرح لوكالة "فرانس برس": "إذا أضفنا طالبي اللجوء اليوم إلى الأوكرانيين المعفيّين من تقديم الطلبات في ألمانيا، يكون الوضع مماثلاً".

وفي مطلع الأسبوع الجاري، تحدّث وزير الداخلية في ولاية براندنبورغ (حيث يقع مركز آيزنهوتنشتات) مايكل شتوبغن عن "انفجار في عدد العابرين بطريقة غير شرعية الحدود الألمانية-البولندية"، مشيراً إلى أنّه "لم يبلغ هذا الحدّ حتى في فترة 2015-2016".

وثمّة طريقان رئيسيان للهجرة يؤديان حالياً إلى بولندا ثمّ إلى ألمانيا. وأوضح شتوبغن أنّ "النصف الأول من المهاجرين في آيزنهوتنشتات مرّ عبر موسكو وبيلاروسيا، فيما سلك النصف الآخر طريق البلقان الذي يمرّ عبر المجر وسلوفاكيا".

الصورة
مركز استقبال آيزنهوتنشتات للمهاجرين في ألمانيا 4 (أود أندرسن/ فرانس برس)
أولاف جانسن: كلّ مراقبة إضافية تُمكّن من توقيف مزيد من المهرّبين (أود أندرسن/ فرانس برس)

عبد الحميد أزرق (34 عاماً) وصل إلى ألمانيا آتياً من حلب في سورية. هو سافر على متن قارب من تركيا إلى اليونان، وواصل رحلته سيراً على الأقدام وأحياناً بالسيارة عبر مقدونيا وصربيا والمجر وسلوفاكيا وبولندا. يخبر وكالة "فرانس برس" أنّ "من تركيا إلى اليونان، دفعتُ 500 دولار أميركي، ومن اليونان إلى صربيا 1000 دولار، ودفعتُ مرّة أخرى المبلغ نفسه للوصول إلى ألمانيا".

ويرى جانسن أنّ ما تكلفه هذا المهاجر قليل مقارنة بـ"الأسعار التي يطلبها المهرّبون، والتي تتراوح ما بين 3 آلاف و15 ألف دولار، بحسب درجة الراحة المقدّمة".

ويمثّل السوريون، من بينهم عبد الحميد أزرق، أكبر مجموعة في آيزنهوتنشتات، بنسبة تتراوح ما بين 15 و20 في المائة من مجموع المهاجرين طالبي اللجوء. ويأتي بعدهم الأفغان (بين 12 و15 في المائة)، ثمّ الأكراد ومعظمهم من تركيا (8 في المائة)، ويليهم الجورجيون والروس والباكستانيون، علماً أنّ ثمّة أفارقة، من الكاميرون وكينيا بصورة رئيسية.

ويشير جانسن إلى أنّ الإعلان عن تعزيز الشرطة الألمانية المتنقلة على الحدود مع بولندا وجمهورية التشيك عمليات التفتيش، أوّل من أمس الأربعاء، يُعَدّ أمراً "جيداً جداً". بالنسبة إليه، فإنّ "أيّ مراقبة إضافية تُمكّن من توقيف مزيد من المهرّبين. ومهرّب واحد أقلّ يعني أنّ بضع مئات من الأشخاص لن يتمكّنوا من عبور الحدود بطريقة غير قانونية".

ويتابع جانسن أنّ بيلاروسيا تواصل تسهيل مرور المهاجرين من الشرق الأوسط إلى بولندا، مثل ما فعلت في عام 2021: "فقد استقبلنا وافدين كثيرين من هذا البلد في خلال الأشهر الـ12 الماضية".

يُذكر أنّ مهاجرين أفادوا بأنّهم زُوّدوا في بيلاروسيا بـ"سلالم وكمّاشات كبيرة لإحداث ثقوب في السياج المُفترض أن يمنع الدخول إلى بولندا".

واقتاد عناصر الشرطة الألمانية نحو 80 في المائة من المهاجرين في آيزنهوتنشتات إلى هذا المركز، بعدما رصدوهم على الحدود. ووصل نحو 20 في المائة منهم إلى هناك بمفردهم.

ويبقى المهاجرون في هذا المركز مدّة تتراوح ما بين ثلاثة أشهر وأربعة في العادة، ويمكنهم تقديم طلبات اللجوء الأولى فيه قبل توزيعهم على أماكن أخرى في البلاد.

ويلفت جانسن إلى أنّ لدى نحو 50 في المائة من المهاجرين من آيزنهوتنشتات فرصة لقبول طلبات لجوئهم.

الصورة
مركز استقبال آيزنهوتنشتات للمهاجرين في ألمانيا 3 (أود أندرسن/ فرانس برس)
يبقى المهاجرون في مركز استقبال آيزنهوتنشتات ما بين ثلاثة أشهر وأربعة في العادة (أود أندرسن/ فرانس برس)

زعيم المعارضة الألمانية يواجه انتقادات بعد تعليقات حول المهاجرين

وأثار زعيم المعارضة المحافظ في ألمانيا انتقادات شديدة من قبل الحكومة لتلميحه إلى أنّ المهاجرين يحصلون على علاج أسنان باهظ الثمن على حساب السكان والمقيمين.

وكان زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرتس قد انتقد نهج الحكومة تجاه الهجرة، خلال ظهور له على قناة "فيلت" التلفزيونية.

وقال ميرتس إنّ الناس "يُصابون بالجنون" عندما يرون طالبي اللجوء كثيرين غير ناجحين يقيمون ويحصلون على "المزايا الكاملة". أضاف: "هم يجلسون عند الطبيب ويعيدون تقويم أسنانهم، ولا يستطيع المواطنون الألمان جيرانهم الحصول على مواعيد".

واتّهمه المسؤولون الحكوميون بالشعبوية، ورفضوا تصريحاته.

من جهته، ردّ رئيس نقابة أطباء الأسنان الألمان على تصريحات ميرتس، اليوم الجمعة، وقال إنّ "أطباء الأسنان لا يواجهون تكدّس" المرضى.

(فرانس برس، أسوشييتد برس)

المساهمون