أكثر من 2000 حاج أصيبوا بإجهاد حراري منذ بداية الموسم

29 يونيو 2023
حجّاج كثر لجأوا إلى المظلات لحماية أنفسهم من ضربات شمس (حجاج حسين/ فرانس برس)
+ الخط -

أصيب أكثر من ألفَي حاج بإجهاد حراري منذ بداية موسم الحجّ الجاري، من بينهم 1,721 اليوم الخميس، بعدما وصلت درجات الحرارة إلى 48 درجة مئوية، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة السعودية.

وشهد موسم الحجّ هذا العام مشاركة أكثر من 1.8 مليون حاج، بعد إنهاء العمل بالتدابير الخاصة بأزمة كورونا الوبائية، من بينهم عدد كبير من كبار السنّ، مع إلغاء الحدّ الأقصى لسنّ الحجّاج بعد ثلاثة أعوام من اقتصاره على من هم دون الخامسة والستين.

وذكرت وزارة الصحة، في بيان نشرته قناة الإخبارية الحكومية، أنّ "أعداد الإصابات بالإجهاد الحراري منذ بداية اليوم (الخميس) بلغت 1721"، تُضاف إلى 287 حالة سبق أن أُعلنت أوّل من أمس الثلاثاء. لكنّ الأعداد قد تكون أكثر من تلك المسجّلة، إذ لا يتوجّه كلّ المصابين إلى المستشفيات والمراكز ولا يلجأون إلى الفرق الطبية التي نشرتها السعودية.

وفي حين لم تقدّم وزارة الصحة السعودية أيّ حصيلة لوفيات الحجاج ذات الصلة بارتفاع درجات الحرارة أو غير ذلك، فإنّ 239 وفاة على أقلّ تقدير سُجّلت هذا العام، حتى الآن، استناداً إلى أرقام أعلن عنها مسؤولون في دول عدّة من دون أن يقدّموا أسباباً مباشرة لتلك الوفيات أو يربطوها مباشرة بالحرّ الشديد.

وفي هذا الإطار، أعلنت إيران وفاة أكبر حاج من مواطنيها يبلغ من العمر 114 عاماً من جرّاء أزمة قلبية، بحسب ما أوردت وكالة فارس شبه الرسمية التي أبلغت عن 10 وفيات بين الحجّاج الإيرانيين.

كذلك توفي ثمانية جزائريين وأربعة مغاربة، بحسب ما أفاد مسؤولون في البلدَين. ووفقاً لموقع "القاهرة 24" المقرب من السلطات المصرية، فقد سُجّلت وفاة ثمانية حجّاج مصريين.

من جهته، أفاد القنصل العام لإندونيسيا لدى السعودية إيكو هارتونو بأنّ 209 حجّاج إندونيسيين توفوا في خلال موسم الحج هذا. وأوضح هارتونو، الذي تُعَدّ بلاده الأكبر في العالم لجهة عدد المسلمين، لوكالة فرانس برس أنّ المتوفين بمعظمهم قضوا من جرّاء "أمراض قلبية وسكتات دماغية والتهاب تنفسي حاد". وأشار إلى أنّ كثيرين من حجّاج بلاده فقدوا الوعي في مزدلفة ومنى، مع تجاوز الحرارة 45 درجة مئوية في الأيام الثلاثة الماضية.

الصورة
حجاج يحتمون من الشمس والحر في ظل شاحنات في السعودية (سجاد حسين/ فرانس برس)
يحاول هؤلاء الحجّاح الاحتماء من الحرّ في ظلّ شاحنة (سجاد حسين/ فرانس برس)

تجدر الإشارة إلى أنّ وزارة الصحة السعودية كانت قد حضّت الحجّاج على عدم "الوقوف الطويل تحت أشعة الشمس" وعلى "استخدام المظلة دوماً والإكثار من شرب المياه"، محذّرة مراراً من التعرّض لـ"ضربات الشمس".

وفي خلال هذا الأسبوع، شوهِد كثيرون في المسجد الحرام وهم يحمون أنفسهم بالمظلات وسجاجيد الصلاة والأوراق المقوّاة.

وفي أرجاء مناطق إقامة الشعائر الدينية، وقف متطوّعون ورجال أمن يرشّون رذاذ المياه على وجوه الحجّاج الذين يظهر عليهم الإعياء الشديد من جرّاء درجات الحرارة المرتفعة. وكانت السلطات السعودية قد استعدّت لذلك، فنشرت فرقاً طبية تضمّ 32 ألف مسعف و190 سيارة إسعاف في منطقة منى وحدها.

كذلك، شوهد حجّاج في أنحاء منطقة منى، خصوصاً من كبار السنّ، وهم يحاولون المكوث في الظلّ قدر الإمكان، حتى إنّ بعضاً منهم احتمى من الشمس تحت شاحنات متوقّفة.

وتمنع السعودية العمل في الهواء الطلق من الساعة 12 ظهراً وحتى الساعة الثالثة من بعد الظهر، ابتداءً من 15 يونيو ولمدّة ثلاثة أشهر. وحذّر خبراء من أنّ درجات الحرارة القصوى في الصيف التي تصل إلى 50 درجة مئوية قد تتحوّل إلى أمر متكرّر في سائر فترات العام في الخليج. وفي عام 2021، حذّرت لجنة تابعة للأمم المتحدة معنيّة بالتغيّر المناخي من أنّ الخليج قد يصير مكاناً غير ملائم للحياة بحلول نهاية القرن الحالي بسبب شدّة الحرارة.

(فرانس برس)

المساهمون