أفريقيا: جدري القرود حالة طوارئ صحية

13 اغسطس 2024
مريض مصاب بجدري القردة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، 27 سبتمبر 2022 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أعلنت الهيئة الصحية للاتحاد الأفريقي حالة طوارئ صحية عامة بسبب تفشي جدري القرود، مع تسجيل 38465 إصابة و1456 وفاة في 16 دولة أفريقية منذ يناير 2022.
- رئيس المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض دعا إلى التحرك الاستباقي لاحتواء التهديد، مشيراً إلى تأثير الفيروس على آلاف الأشخاص في القارة.
- سلالة جديدة من الفيروس رُصِدَت في جمهورية الكونغو الديمقراطية تثير مخاوف من انتشار أوسع، مع معدل وفيات يزيد عن 3%، والأطفال دون 15 عاماً هم الأكثر عرضة.

أعلنت الهيئة الصحية التابعة للاتحاد الأفريقي، اليوم الثلاثاء، حالة طوارئ صحية عامة وهي أعلى مستوى من التأهب، بسبب تفشي مرض جدري القرود في القارة، داعية إلى "التحرك" للحد من انتشاره.

وبحسب بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها حتى 4 أغسطس/ آب الجاري، سُجّلت 38465 إصابة بجدري القرود في 16 دولة أفريقية و1456 وفاة في أفريقيا منذ يناير/ كانون الثاني عام 2022، مع زيادة بنسبة 160% في الإصابات لعام 2024 مقارنة بالعام السابق. وقال رئيس المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها جان كاسيا، في مؤتمر صحافي: "أعلن بقلب مثقل ولكن بالتزام لا يتزعزع تجاه شعوبنا ومواطنينا الأفارقة، أن جدري القرود حالة طوارئ صحية عامة تهدد الأمن على مستوى القارة". وأضاف: "الآن، عبَر جدري القرود الحدود، وذلك أثر في الآلاف في كل أنحاء قارتنا. تمزقت عائلات، ولامس الألم والمعاناة كل ركن من أركان قارتنا".

وأضاف كاسيا: "هذا الإعلان ليس مجرد إجراء شكلي، بل هو دعوة واضحة إلى التحرك. إنه اعتراف بأنه لم يعد بوسعنا أن نتصرف على أساس ردة الفعل، يجب أن نكون استباقيين في جهودنا لاحتواء هذا التهديد والقضاء عليه". ويأتي هذا الإعلان الذي سيتيح بشكل خاص طلب تمويل للحصول على لقاحات واستجابة على مستوى القارة، عشية اجتماع لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية لتقييم ما إذا كان سيجري إعلان أعلى مستوى من التأهب لمواجهة الوباء.

وتثير سلالة جديدة من الفيروس، أكثر فتكاً وأكثر انتشاراً من السلالات السابقة، رُصِدَت في جمهورية الكونغو الديمقراطية في سبتمبر/ أيلول 2023، مخاوف من انتشار هذا الفيروس. وأبلغ عنها في بلدان أفريقية مختلفة (المغرب ومصر والسودان وساحل العاج وليبيريا ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا وكينيا وموزمبيق وجنوب أفريقيا...).

وبحسب المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن معدل الوفيات بسبب الفيروس يزيد عن 3%، والأكثر عرضة هم الأطفال دون 15 عاماً الذين يمثلون 60% على الأقل من عدد الاصابات.

ويُعدّ إمبوكس (وكان يُعرف باسم مونكي بوكس سابقاً) مرضاً معدياً يسببه فيروس ينتقل إلى الإنسان عن طريق حيوانات مصابة، ويمكن أن ينتقل أيضاً من إنسان إلى آخر عبر اتصال جسدي وثيق. ويسبب المرض حمى وأوجاعاً عضلية والتهابات جلدية تشبه الدمامل. اكتُشف الفيروس للمرة الأولى لدى البشر عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مع المتحور الفرعي "كلاد1" الذي اقتصر حينها على بلدان في غرب ووسط أفريقيا حيث انتقل المرض عبر الحيوانات المصابة.

وفي عام 2022، انتشر وباء عالمي يحمله المتحور "كلاد2" في نحو مائة دولة لم يكن المرض متوطناً فيها، وأثّر بشكل رئيسي على الرجال المثليين والرجال الذين مارسوا الجنس مع أكثر من شريك. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أعلى مستوى من التأهب في 23 يوليو/ تموز 2022 في محاولة لاحتواء تفشي جدري القرود، ثم رفعته بعد أقل من عام، أي في مايو/ أيار 2023. وتسبب الوباء حينها بوفاة 140 شخصاً من بين نحو 90 ألف إصابة.

(فرانس برس)

المساهمون