أزمة أدوية بريف دير الزور شرقي سورية

20 اغسطس 2024
مستشفى في دير الزور، 17 سبتمبر 2022 (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- يعاني سكان ريف دير الزور الشرقي من أزمة نقص الأدوية بسبب ممارسات قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية، التي تصادر الأدوية وتفرض إتاوات على الحواجز.
- تقرير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" يكشف أن الفرقة الرابعة تفرض إتاوات على المواطنين والسيارات، وتصادر شحنات الأدوية بحجج مختلفة، مما يزيد من معاناة المرضى.
- الصيدليات تعاني من نقص الأدوية، والمرضى يضطرون لدفع مبالغ إضافية للحصول على الأدوية الضرورية، خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة.

يعيش السكان في مدن وبلدات ريف دير الزور الشرقيّ الخاضع لسيطرة قوات النظام السوري والمليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني، أزمة سببها نقص الأدوية، نتيجة ممارسات قوات النظام المنتشرة على الحواجز التي تتحكم بدخول الأدوية إلى تلك المناطق. وتزيد الممارسات التعسفية معاناة المرضى، من خلال مصادرة الأدوية وفرض الإتاوات، ما يجعل توفير الدواء مهمة شاقة عليهم.

وكشف "المرصد السوري لحقوق الإنسان" في تقرير صدر عنه، اليوم الثلاثاء، أن عناصر من الفرقة الرابعة التابعة لجيش النظام عند الحواجز المحيطة بمدينة دير الزور ومدن الريف الشرقي لها، بما فيها مدينتا البوكمال والميادين، يفرضون إتاوات مالية على المواطنين والسيارات القادمة إلى المنطقة والمغادرة منها. وأمس الاثنين، صادر حاجز "البلعوم" في مدينة الميادين، شحنة أدوية تعود لأحد المدنيين قادمة من مستودع للأدوية في مدينة دير الزور بحجة عدم توفر شهادة مصنع طبي.

عمليات مصادرة الأدوية من قبل حواجز النظام أو حواجز المليشيات المنتشرة في دير الزور ليست بالجديدة، كما يوضح الصيدلي حسام البوكمالي، في حديثه لـ"العربي الجديد". يضيف أن الأمر مستمر منذ سنوات عدة، لكن لا تصادر جميع الشحنات، موضحاً أن عمليات المصادرة تجري تحت أية ذريعة، وبعدها يجبر مالكوها على دفع مبالغ كبيرة لقاء السماح لهم بالحصول عليها من جديد، لتباع بأسعار مضاعفة بالاتفاق مع أشخاص تابعين لهم.

ومصادرة الأدوية بحد ذاتها مشكلة، كما يوضح البوكمالي. ويقول: "هناك أدوية يحتاجها المرضى باستمرار، وخصوصاً أصحاب الأمراض المزمنة كالسكري وضغط الدم وغيرها من الأمراض. هذا الأمر نشهده منذ أكثر من ثلاثة أعوام، ودائماً ما يكون هناك شح في الأدوية بسبب هذه الممارسات".

ويعمد عناصر الفرقة الرابعة في بعض الأوقات إلى منع دخول السيارات التي تحمل الأدوية إلى مدينة البوكمال، وفق البوكمالي. وتكرر ذلك خلال العامين الماضيين، ويحدث ذلك من دون توضيح الأسباب. كما يجري إدخال السيارات بعد دفع إتاوات.

ويقول الخمسيني سعيد الزبيدي من مدينة البوكمال، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إن الصيدليات في المدينة لا يتوفر فيها إلا قلة من الأدوية. ويضيف: "نوصي الصيادلة قبل مدة على الأدوية التي نريدها، أنا أحتاج بشكل مستمر لدواء منظم لسكر الدم، كما أحتاج أدوية قرحة المعدة، وأضطر إلى دفع مبالغ إضافية. من يستطيع الذهاب إلى دمشق قد يستطيع تأمين الدواء، لكن بكمية محدودة جداً. الحواجز لا ترحم. يحاولون سلبنا كل شيء".

بدوره، يوضح فيصل العقيدي من مدينة الميادين لـ"العربي الجديد"، أن "المرضى يلجؤون للتعامل مع مندوبي الأدوية والصيادلة للحصول على الأدوية ولو بأسعار مرتفعة". يضيف: "بالنسبة إلي، أحتاج أدوية للدم بشكل مستمر، وفقدانها يسبب أزمة لي، ولا نستطيع الحصول عليها دائماً من الصيدلية كونه من النادر أن تتوفر. هناك شح كبير فيها".

ومنعت قوات النظام السوري في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استيراد الأدوية في مدن البوكمال والميادين والعشارة في ريف دير الزور الشرقي بشكل مباشر من دمشق، وحصرت ذلك بمستودعات محددة في مدينة دير الزور. وبحسب "شبكة عين الفرات" المحلية، يفرض حاجز "البلعوم" في مدينة الميادين 35% إتاوة على قيمة الأدوية.

المساهمون