أذربيجان تكشف عن 10 مبادرات لتمويل المناخ وحفظ الطاقة قبل قمة "كوب 29"

17 سبتمبر 2024
أذربيجان تستعد لاستقبال قمة المناخ (كوب 29)، 23 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تتهم أذربيجان بتكثيف الضغط على الناشطين قبل قمة المناخ (كوب 29)، حيث اعتقلت المدافع عن حقوق الإنسان أنار مامادلي، مما أثار انتقادات حقوقية عالمية.
- تسعى أذربيجان خلال كوب 29 لتعهّدات طوعية تشمل مجالات متعددة رغم الخلافات المالية التي تعرقل جدول الأعمال الرئيسي للقمة.
- تشمل المبادرات الطوعية لأذربيجان وقف إطلاق النار، خفض الميثان، وتعزيز مخزونات الطاقة، وإنشاء صندوق لتمويل المناخ للبلدان النامية.

يتّهم حقوقيون أذربيجان بتكثيف الضغط على الناشطين قبل حوالي شهرين من انطلاق قمة المناخ (كوب 29) الدولي، إذ اعتقلت الشرطة المدافع الأذربيجاني عن حقوق الإنسان والمناخ أنار مامادلي خلال توجهه إلى اصطحاب طفله من الروضة، ضمن سلسلة عمليات توقيف يقول منتقدوها إنها تقوّض مصداقية الدولة الغنية بالنفط بوصفها بلداً مستضيفاً لمؤتمر كوب 29 لتغير المناخ الذي تنظّمه الأمم المتحدة.

وما زال مامادلي في السجن منذ 29 نيسان/إبريل، ويواجه احتمال البقاء لمدة تصل إلى ثماني سنوات خلف القضبان بتهم تهريب تقول مجموعات حقوقية إنها "زائفة". وكان قد شكّل مع الناشط بشير سليمانلي منظمة مجتمع مدني تدعى "مبادرة مناخ العدالة"، وسعت المنظمة لترويج العدالة البيئية في الدولة الخاضعة لسيطرة مُحكمة والمطلة على بحر قزوين. وقال سليمانلي إن المنظمة "أُجبرت على الإغلاق تحت ضغط الحكومة حتى قبل أن تبدأ التوعية حيال القضايا البيئية"، مضيفاً "لا نملك منصة يمكن أن نُسمع صوتنا من خلالها، فضلاً عن حقيقة أنه لن يكون بإمكاننا تنظيم احتجاجات خلال كوب 29".

ونددت مجموعات حقوقية حول العالم بما فيها منظمة العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش" بملاحقة مامادلي قضائياً بتهم "زائفة" وطالبت بالإفراج عنه. وتفيد منظمة العفو بأن ما حصل جزء من "الحملة الأمنية المتواصلة على ناشطي المجتمع المدني" قبل كوب 29.

"كوب 29": باكو تسعى لتعهدات طوعية لتخزين الطاقة

من جهة أخرى تسعى أذربيجان التي تستضيف مؤتمر قمة المناخ "كوب 29"، لتعهّدات طوعية مرتبطة بكل شيء من السياحة إلى السلام في العالم في وقت تعرقل الخلافات المرتبطة بالأمور المالية جدول الأعمال الرئيسي للقمة التي تنظّمها الأمم المتحدة.

ومن المقرر بأن تتفّق الدول خلال المؤتمر في نوفمبر/تشرين الثاني على المبالغ التي يتعيّن جمعها للبلدان النامية للتعامل مع تغير المناخ، لكن الخلافات خيّمت حتى الآن على المفاوضات الرسمية. وقبل المؤتمر، كشفت أذربيجان التي بقيت متفائلة رغم الطريق المسدود الذي وصلت إليه المحادثات، عن أكثر من عشر مبادرات على الهامش تأمل بأن تكون "مكمّلة" للمفاوضات الصعبة.

وتشمل هذه المبادرات الطلب من البلدان وقف إطلاق النار خلال فترة انعقاد القمة والالتزام بخفض الميثان من النفايات الحيوية والانبعاثات من قطاع السياحة والتعهّد بتعزيز مخزونات الطاقة العالمية إلى جانب أمور أخرى. وكتب رئيس "كوب 29" مختار بابايف لنحو 200 دولة مشاركة في القمة بأن "رئاسات كوب المتعاقبة استكملت برامجها المسموح بها مع أجندات تحرّك غير متفاوض عليها.. لتحقيق نتائج طموحة".

ويعد البرنامج الأهم إنشاء صندوق اقترحته أذربيجان يهدف إلى جمع الأموال للبلدان النامية عبر تبرّعات من الدول والشركات المنتجة للوقود الأحفوري. ويتوقع بأن تقوم أذربيجان الواقعة بين إيران وروسيا والتي تعتمد بشدّة على الوقود الأحفوري بأول مساهمة في "صندوق التحرك لتمويل المناخ". ويحتاج الصندوق إلى مليار دولار وعشر دول بوصفها جهات مساهمة لإطلاقه. وتحدّثت أذربيجان عن وجود اهتمام في الأمر، لكنها لم تقدّم تفاصيل.

وتعد المبادرات الطوعية خلال قمم كوب مثل التعهّدات غير الملزمة من أبرز ملامح هذه القمم، ولكنها مختلفة عن المفاوضات المطوّلة التي تثمر عن اتفاقات ملزمة يتم التوصل إليها بالتوافق بدعم من الأمم المتحدة. ومن المفترض أن يتم الاتفاق في قمة هذا العام في باكو على المبلغ الذي تحتاج إليه البلدان النامية للتكيف مع الاحترار العالمي والجهات التي يتعيّن عليها تقديم هذه الأموال. وسيحل هذا الهدف مكان مبلغ قدره 100 مليار دولار وافقت الدول الثرية على دفعه مساعداتٍ مرتبطةً بالمناخ كل عام اعتباراً من 2020. ولم يُتوصَّل إلى هذا المبلغ أول مرة إلا في العام 2022، ولطالما واجه انتقادات على اعتباره غير كاف إطلاقاً. واتّسمت الفترة التي سبقت كوب 29 بالبطء وقبل شهرين على المباحثات النهائية، لا تبدو البلدان أقرب إلى التوصل إلى اتفاق بشأن ما ينبغي أن يكون عليه المبلغ الجديد والجهة التي يتعيّن عليها دفعه. وسبق أن نشرت الأمم المتحدة مسودة وثيقة في أواخر أغسطس/آب تحدد سبعة خيارات لاتفاق تمويل، كشفت عن المواقف المتعارضة بين الدول.

(فرانس برس)

المساهمون