أصدر القضاء الجزائري أحكامه في قضية قتل وحرق الشاب جمال بن إسماعيل من قبل جموع من الغاضبين وسط مدينة الأربعاء ناث إيراثن بولاية تيزي وزو، شرقي الجزائر، خلال حرائق صيف عام 2021.
وأدانت محكمة جنايات الدار البيضاء في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية 38 متهما بحكم بالإعدام، بينهم مدانون أقروا بانتمائهم إلى حركة ماك الانفصالية، بصفتهم المتورطين الأساسيين في طعن الشاب جمال وقتله، واعترفوا بمسؤوليتهم عن الحادثة، لكنهم حاولوا تبرير ذلك بكونهم كانوا تحت تأثير السكر أو المخدرات .
و جرت في نفس السياق إدانة ستة متهمين في القضية بالسجن 20 عاما حبسا نافذا، ومتهم واحد بالسجن عشر سنوات نافذة ، كما حُكم على ثمانية متهمين بالسجن خمس سنوات، وثلاث سنوات سجنا لـ14 متهما، ممن أثبتت التحقيقات وصور الفيديو تورطهم في الحادث أو شاركوا علمية القتل أو التحريض عليها.
والشاب جمال بن إسماعيل فنان غادر مدينته مليانة غربي الجزائر، في أغسطس 2021، إلى منطقة القبائل للمساعدة متطوعاً في عمليات الإغاثة والإنقاذ لصالح السكان، لكنه تعرض لاتهامات من قبل شباب في منطقة الأربعاء ناث إيراثن باحتمال الوقوف وراء إشعال الحرائق، ما دفعهم إلى توقيفه، وبرغم تسلم الشرطة له ونقله إلى مركز للأمن، إلا أن الجموع الغاضبة هاجمت سيارة الشرطة وطعنت بن إسماعيل وأخرجته من سيارة الشرطة وحرقته وسط المدينة.
وبررت السلطات الأمنية، خلال عرض نتائج التحقيقات، عدم استخدام الشرطة السلاح لتفريق الجموع الغاضبة بتجنب ما كان يمكن أن يؤدي إلى مزيد من إزهاق الأرواح وإلى ما لا تحمد عقباه، وقامت في أعقاب ذلك بحملة اعتقالات لتوقيف المتورطين الذين كان عدد منهم قد حاول الهروب إلى الخارج عبر قوارب الهجرة السرية، أو تغيير الهيئة ومكان الإقامة.
واستفاد 27 متهما في قضية اغتيال الشاب جمال بن إسماعيل بأحكام البراءة، بعد أكثر من عامين من التوقيف على ذمة القضية التي شغلت الرأي العام الجزائري منذ صيف عام 2021، خاصة بسبب البشاعة والظروف المشحونة التي حدثت فيها.
وخلال المحاكمة، أقر عدد من المتهمين بالمسؤولية عن الحادث، على الرغم من محاولتهم ربط ذلك بوجودهم تحت تأثير الخمر والمخدرات والغضب بسبب الحرائق المهولة، التي خلفت حينها عددا كبيرا من الضحايا وتدمير المنازل والمحاصيل الزراعية، كما عبر عدد من المتهمين عن ندمهم عن الحادثة وطلبوا الاعتذار من عائلة الفقيد، التي كانت تلقت بعد الحادثة دية مالية من قبل وفد من سكان المدينة التي شهدت الحادث، ولتجاوز إثارة نعرات عرقية بين العرب والأمازيغ.