شهدت العديد من دول العالم خلال العام الأخير كوارث مناخية مدمرة راح ضحيتها المئات، وشملت فيضانات عارمة، وحرائق غابات كبيرة، وهزات أرضية شديدة، وثوران عدد من البراكين، وخلّف ذلك أوضاعاً معيشية مأساوية في المجتمعات المحلية، وفاقم من سوء التغذية والبطالة والفقر.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، قادة العالم المجتمعين في مؤتمر كوب26 في غلاسكو، إلى "إنقاذ البشرية" وقال: "كفى قتلاً لأنفسنا بالكربون. كفى معاملةً للطبيعة كما لو أنها مرحاض. كفى حرقاً وحفراً واستخراجاً. نحن نحفر قبورنا بأيدينا".
تؤكد الدراسات أنه إذا تواصلت مستويات الاحتباس الحراري الحالية فإن مدنا ودولا قد تختفي، أو تغرق أجزاء كبيرة منها، فمدينة الضباب لندن ستغرق، كما ستختفي مدينة البندقية من خريطة إيطاليا، وستكون هولندا أولى الدول التي ستختفي بمجرد ارتفاع منسوب المياه، والوضع مماثل بالنسبة للدنمارك، وبلجيكا، وبنغلادش، وستواجه مدن كبيرة المصير ذاته، ومنها عربيا بغداد والبصرة في العراق، والقاهرة والإسكندرية في مصر، وجدة السعودية، ودبي، وبوينس آيرس في الأرجنتين، وريو دي جانيرو في البرازيل، وشنغهاي وتيانغين في الصين، ومومباي وكالكوتا في الهند، وجاكرتا في إندونيسيا، وطوكيو وأوساكا في اليابان، ولاغوس في نيجيريا، وكراتشي في باكستان، وبانكوك في تايلاند، ونيويورك ولوس أنجليس في الولايات المتحدة.
نرصد لكم بعضاً من أبرز الكوارث المناخية.
وبحسب إحصاءات موقع statista، فإن الصين تعد أكبر دولة تنتج ثاني أوكسيد الكربون المسبب لارتفاع مستويات التلوث والاحتباس الحراري، إذ تنتج سنوياً 28.21 في المائة من إجمالي ثاني أوكسيد الكربون عالميا، وتليها الولايات المتحدة بنحو 15.99 في المائة، ثم الهند بنحو 6.24 في المائة، وروسيا بنحو 4.53 في المائة، ثم اليابان بنحو 3.67 في المائة، وألمانيا بنحو 2.23 في المائة، فكوريا الجنوبية بنحو 1.75 في المائة، فإيران وكندا بنحو 1.71 في المائة لكل منهما.
ومع بدء الثورة الصناعية عام 1756، كانت معدلات ثاني أوكسيد الكربون لا تتعدى 11 ألف متر مكعب، وفي الأعوام بين 1900 إلى 1946، كانت المعدلات ترتفع تدريجياً بوتيرة بطيئة، لكنها زادت خلال المائة عام الماضية أكثر من 10 أضعاف ما كانت عليه في القرن الماضي، ثم بدأت ترتفع بشكل حاد بعد عام 1946. في عام 1986 وصلت إلى 20 مليون متر مكعب، وفي 1996 وصلت إلى 23 مليون متر مكعب، وفي 2006 وصلت إلى 30 مليون متر مكعب، وفي عام 2016 بلغت 36 مليون متر مكعب.