استمع إلى الملخص
- التفشي يُعزى إلى متحوّر "كلاد 1 بي" وتم تسجيل إصابات في 12 بلداً أفريقياً وأخرى في أوروبا وآسيا، مع جهود منظمة الصحة العالمية لتسريع توزيع اللقاحات.
- توصي منظمة الصحة العالمية باستخدام لقاحين من شركتي "بافاريان نورديك" و"كيه إم بيولوجيكس"، مع وضع قائمة استخدامات الطوارئ لتسريع إتاحة اللقاحات.
عبّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن ثقته بإمكانية وضع حدّ لتفشّي جدري "إم بوكس" الراهن في أفريقيا، وذلك في الأشهر الستّة المقبلة. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده غيبريسوس بمقرّ المنظمة في جنيف، وتناول فيه أبرز قضايا الصحة، ولا سيّما تفشّي جدري "إم بوكس" في مناطق من القارة الأفريقية. وهذا التفشّي الذي يُسجّل خصوصاً في جمهورية الكونغو الديمقراطية و12 بلداً آخر، من بينها بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا، أُعلن حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً عالمياً في 14 أغسطس/ آب الجاري.
وفي المؤتمر الصحافي نفسه، اليوم الجمعة، أفاد غيبريسوس بأنّ الشحنة الأولى من اللقاح المضاد لجدري "إم بوكس" سوف تصل "في الأيام المقبلة"، بحسب "ما نأمله"، إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية. وفي هذا الإطار، أوضح المسؤول في منظمة الصحة العالمية تيم انغويين أنّ نحو 230 ألف جرعة من اللقاح الذي تنتجه شركة التكنولوجيا الحيوية الدنماركية "بافاريان نورديك" جاهزة الآن للإرسال إلى وجهتها المحدّدة.
LIVE: Media briefing on global health issues with @DrTedros https://t.co/ZtcVWhSnKz
— World Health Organization (WHO) (@WHO) August 30, 2024
لقاح جدري "إم بوكس": الأولوية للكونغو الديمقراطية
وأوضح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أنّ "غالبية" جرعات اللقاح المتوفّرة تُخصَّص لجمهورية الكونغو الديمقراطية، إذ هي الدولة الأفريقية الأكثر تضرّراً في التفشّي الراهن. وبيّن أنّ نحو 18 ألف حالة يُشتبه في إصابتها بجدري "إم بوكس" رُصدت هناك منذ بداية عام 2024، فيما سُجّلت 629 وفاة.
يُذكر أنّ متحوّراً مستجدّاً من الفرع الحيوي 1 من فيروس جدري "إم بوكس" الذي يُطلَق عليه اصطلاحاً "كلاد 1 بي" هو المسؤول عن التفشّي الأخير في أفريقيا. وهذا النوع من الجدري كان يُعرَف باسم "جدري القرود"، قبل أن يتقرّر استبداله في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2022، وذلك خلال أزمة 2022-2023 التي سُجّل خلالها تفشّي جدري "إم بوكس" على الصعيد العالمي، ولا سيّما في أوروبا والأميركيّتَين.
أمّا خارج جمهورية الكونغو الديمقراطية، فقد أُثبتت إصابة 258 شخصاً بـ"كلاد 1 بي" من جدري "إم بوكس" في بوروندي، وأربع إصابات في رواندا، وأربع أخرى في أوغندا، إلى جانب إصابة واحدة في أوروبا (السويد) وأخرى في جنوب شرق آسيا (تايلاند)، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية الأخيرة.
وقد شدّد غيبريسوس على أنّ منظمته "تعمل من أجل تسريع إيصال جرعات اللقاح وتوزيعها"، مضيفاً: "نعتقد أنّ في إمكاننا وضع حدّ لهذا الوباء في الأشهر الستّة المقبلة"، وذلك "بفضل قيادة الحكومات والتعاون الوثيق بين الشركاء". ويوصي "فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي لمنظمة الصحة العالمية المعني بالتحصين" (سايدج) باستخدام لقاحَين لمكافحة جدري "إم بوكس"، الأوّل من إنتاج "بافاريان نورديك" الدنماركية والثاني من إنتاج شركة "كيه إم بيولوجيكس" اليابانية. لكنّ هاتَين الشركتَين لم تحصلا بعد على الترخيص المسبق الكامل من قبل المنظمة.
ومن أجل معالجة مثل هذه المسائل، وضعت منظمة الصحة العالمية قائمة استخدامات الطوارئ المصمّمة لتسريع إتاحة المنتجات الطبية غير المرّخص لها، من قبيل اللقاحات اللازمة في حالات الطوارئ المتعلّقة بالصحة العامة. وبالتالي من الممكن شراء المنتجات المدرجة في هذه القائمة واستخدامها من قبل وكالات مثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
#Mpox is a solvable problem -- I fully agree with @GordonBrown, @WHO's Goodwill Ambassador for Global Health Financing. While leadership by affected governments and communities is key, international support and solidarity is absolutely needed to end the crisis. https://t.co/dHR3Fm6Lt6
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) August 30, 2024
تجدر الإشارة إلى أنّ "بافاريان نورديك" و"كيه إم بيولوجيكس" أنهتا تقديم طلبَيهما إلى منظمة الصحة العالمية في 23 أغسطس الجاري، ويُصار إلى مراجعة ملفَّيهما. لكنّ غيبريسوس رفض الانتظار، وقال: "الأسبوع الماضي، أعطيت غافي (التحالف العالمي للقاحات والتحصين) ويونيسف الضوء الأخضر للمضيّ قدماً في شراء اللقاحات، في موازاة التسجيل في قائمة الطوارئ".
إلى جانب ذلك، تعمل منظمة الصحة العالمية مع شركاء مختلفين لوضع آلية تنسيق من أجل توزيع جرعات اللقاح، علماً أنّها تعمل كذلك لوضع خطط من أجل حصر عمليات التطعيم، فيكون استخدام اللقاحات محدَّد الهدف. وقد لفت غيبريسوس إلى أنّ جمهورية الكونغو الديمقراطية وافقت على كلا اللقاحَين في يونيو/ حزيران الماضي، موضحاً أنّ الحكومة طلبت مباشرة من الدول التي تملك احتياطات كبيرة من اللقاح منحها جرعات.
(فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)