تعهدت أكثر من 12 دولة، من بينها الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء، بتكثيف حماية مياهها الإقليمية، لكن نشطاء قالوا إنّ التعهّد يفتقر إلى الطموح اللازم لتغيير الوضع الراهن المتمثل في التدمير المستمر للمحيطات.
ويأتي هذا التعهد ضمن سلسلة من الالتزامات التي تم التعهد بها في مؤتمر المناخ التابع للأمم المتحدة في غلاسكو، حيث اجتمع القادة والمفاوضون للحفاظ على هدف يشهد تراجعاً، ويتمثل في وضع حد أقصى لارتفاع درجات حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات عصر ما قبل الصناعة.
ومن بين الاتفاقات التي تم التوصل إليها حتى الآن، تعهد بإنهاء إزالة الغابات بحلول عام 2030، وخفض انبعاثات غاز الميثان بنسبة 30% بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات 2020.
ودعا العلماء والنشطاء، كافة الدول إلى الاعتراف أيضاً بالصلة بين المحيطات وتغير المناخ، قائلين إنّ الإدارة المستدامة للبحار يمكن أن تساعد في تنظيم مناخ الأرض على نحو أفضل.
أعلن المبعوث الأميركي لشؤون المناخ جون كيري، أنّ الولايات المتحدة ستصبح الدولة الـ15 التي توقع على التعهد الخاص بالمحيطات، الذي صادقت عليه الاقتصادات الأخرى المعتمدة على المحيطات ومنها إندونيسيا واليابان وكينيا وتشيلي والنرويج. ويدعو التعهد إلى زيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة القائمة على المحيطات، وإنهاء استخدام الكربون في الصناعات وإجراء المزيد من البحث العلمي.
لكن البيان لم يشِر إلى إنهاء الدعم الحكومي السنوي الهائل الذي يُقدم لأنشطة مثل الصيد الصناعي، وهو محرك رئيسي للاستغلال المفرط للبحار.
ووصفت منظمة "السلام الأخضر" (غرينبيس)، وهي منظمة بيئية غير حكومية، الإعلان بأنه "هزيل".
وقالت لويزا كاسون الناشطة في مجال المحيطات في منظمة "السلام الأخضر" ببريطانيا: "نحتاج لرؤية إجراءات لإنشاء شبكة من محميات المحيطات تغطي ما لا يقل عن 30% من محيطاتنا بحلول عام 2030.
وأضافت: "نحن بحاجة إلى مناطق لا توجد فيها أنشطة تجارية، حتى يمكن للطبيعة ومجموعات الأسماك التي تعتمد عليها مصايد الأسماك أن تتعافى وتزدهر".
🔊 Sound on 🔊
— Greenpeace UK (@GreenpeaceUK) November 2, 2021
We took to the banks of Loch Lomond with a simple message to world leaders at #COP26 in Glasgow.
Stop failing.
After 25 years of talk and not enough action, the climate crisis has only gotten worse.#StopFailing pic.twitter.com/9B1zzsgnwH
وثلثا كوكب الأرض مغطيان بالمياه، وتمتص المحيطات الحرارة وثاني أكسيد الكربون وتعيد توزيعهما عبر الكوكب. ولكن مع ارتفاع تركيزات الغازات المسببة للاحتباس الحراري إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق وارتفاع درجات الحرارة بمعدل ينذر بالخطر، فإنّ النظم البيئية البحرية تكافح من أجل مواكبة ذلك.
وقال داون رايت، كبير العلماء وعالم المحيطات في شركة "إي إس آر إي" الأميركية المختصة ببيانات رسم الخرائط، لـ"رويترز"، في مقابلة عبر الإنترنت، إنّ فهم العلاقة بين المحيطات وتغير المناخ "أمر بالغ الأهمية للوفود المشاركة في مؤتمر المناخ بغلاسكو، حتى تتمكن من وضع خطة لإدارة المحيطات بشكل مستدام".
وأضاف: "نخفض في الوقت الحالي وبشدة انبعاثات الكربون الناتجة عن الأنشطة البشرية في المحيط. أشياء مثل الصيد بشباك الجر بواسطة أساطيل الصيد، والأنشطة التي تزعج قاع البحر".
ورأى أنه "يجب أن ندرج المحيطات في كيفية حساب الانبعاثات والتلوث، وآمل أن يدرك مؤتمر الأمم المتحدة هذه المشكلة".
(رويترز)