خسر اليمين الإسرائيلي، وتحديدًا الاستيطاني المتطرف، البيت الأبيض، وهذا ليس من قبيل المبالغة، إذ إن أفراد الطاقم المحيط والمؤثر بدونالد ترامب بالإمكان اعتبارهم "كاثوليكيين أكثر من البابا" أو "صهاينة أكثر من هرتسل".
على مدار العقد الأول، للهبّة، كان الخطاب الفلسطيني في الداخل أكثر صلابة في سياق التركيز على الهوية الفلسطينية والاعتراف بالفلسطينيين أقلية قومية، بموازاة محاولات لبناء مجتمع مدني فلسطيني يقوم على مؤسسات عربية للأحزاب العامة.
كان فلسطينيو الداخل "مرتبكين، معزولين، منقسمين ومذعورين"، في ظروف اجتماعية وسياسيّة سيّئة، فقراء جداً، معظمهم من الفلاحين الذين فقدوا أراضيهم فأضحوا بلا معيل ولا عمل.
من مراجعة تجربة القائمة المشتركة في السنوات الأخيرة، يظهر لنا بشكل واضح أنها لم ترتق بالعمل السياسي والوطني، لكنها أخمدت نيران المناكفات والصراعات الحزبية البينية.
عملية تجفيف المؤسسات والمجتمع المديني والمشهد الثقافي في فلسطين وطرد الطبقات العليا والمتوسطة والبرجوازية الناشئة، ضرب عناصر النهضة في المجتمع الفلسطيني، وهي العناصر التي بكونها مرتبطة عضويا وفكريا وأخلاقيا بتقدم المرأة.
تنتهج إسرائيل وسائل متعددة تحت غطاء الحفاظ على أمنها القومي في السياق الديموغرافي، ومنها سنّ قوانين وأنظمة لضمان طابعها اليهودي، في مقدمها "قانون العودة" و"قانون القومية".