وزير الخارجية القطري: هذه مشكلتنا مع السعودية

الدوحة
أنور الخطيب
أنور الخطيب
صحافي أردني. مراسل "العربي الجديد" في قطر.
15 أكتوبر 2019
B6BCB9F4-F4AA-41E3-ACB4-5328C2F51D84
+ الخط -
حدّد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مشكلة قطر مع السعودية، مستعرضاً خلال حديثه في افتتاح منتدى الأمن العالمي بالدوحة اليوم الثلاثاء، عدداً من الملفات حول العلاقة مع الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل، والموقف من العملية التركية في شمال سورية، و"صفقة القرن".

وقال وزير الخارجية القطري، إن "المشكلة مع السعودية والخلافات معها أنها تنظر إلينا على أننا بلد صغير يجب أن نطيع أوامرها، ونحن لا يمكننا قبول هذه الوضعية"، مضيفاً "نحن نحترم السعودية كبلد كبير، وعليهم أن يحترمونا كبلد ويحترموا رأينا، وهذه طريقتنا في التعامل مع جميع الدول الأخرى".

وحول علاقة بلاده مع إيران، قال الوزير القطري إن إيران جارة لنا. وأضاف "نحن نختلف مع إيران حول مسائل عديدة في المنطقة، لا نريد بعض أنشطتهم ولا يريدون بعض أنشطتنا، لكنْ هناك تفاهم على أننا جيران وينبغي علينا أن نتعايش، وقد حافظنا على هذه العلاقة القائمة على الاحترام المتبادل بين البلدين".

كما لفت آل ثاني إلى وقوف إيران إلى جانب الشعب القطري في مواجهة الحصار، "حيث قدمت جميع التسهيلات وأصبحت شريكا وعنصرا مهما لقطر، ولكن لا نريد أن تنعكس حاجتنا إلى إيران أو تؤثر في علاقتنا مع غيرها".




وبشأن العلاقات القطرية الأميركية، أكد نائب رئيس الوزراء على "التحالف الاستراتيجي القديم والكبير والمتين مع الولايات المتحدة في مجالات الدفاع والأمن والاقتصاد والتعليم وغيرها من المجالات".

وقال في هذا السياق إن "هناك ثقة متبادلة دائما بيننا ونحن مستمرون في هذا المسار، ودورنا أن نهدئ الخلافات بين حلفائنا وأصدقائنا، لأنه إذا تأثرت مصالح حلفائنا فإننا أيضا سنتأثر ودورنا يجب أن يكون قائما على نزع فتيل هذا النزاع أو الخلاف"، لكنه نفى في المقابل أن تكون بلاده تقوم بدور الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران وقال "لكننا نسعى للحفاظ على أمننا، وهذا هو واجبنا وعملنا".

العملية العسكرية التركية

وبشأن العملية العسكرية التي تقوم بها تركيا في الأراضي السورية، لفت الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى "بواعث القلق التركية، ومحاولة الحكومة لأكثر من عام مع الولايات المتحدة لخلق منطقة آمنة ولإنهاء التهديدات على حدودها، التي تأتي عبر مجموعات محددة، مثل وحدة حماية الشعب الكردية وجهات تابعة لحزب العمال الكردستاني وهي جهات مدانة وإرهابية من قبل الجميع، وقد حاول الأتراك العمل مع أميركا ولم يصلوا إلى حل ولا يمكنهم الانتظار حتى تنتقل التهديدات إلى داخل أراضيهم".

وأشار وزير الخارجية القطري إلى مشاركة المعارضة السورية في العمليات العسكرية التركية، "والهدف واحد، القضاء على التهديد من تلك المنطقة ومن ثم إعادة اللاجئين السوريين ثم ستغادر تركيا المنطقة، فهي لا تريد الاستحواذ على الأراضي السورية".

وفي الوقت نفسه، لفت الوزير القطري إلى أن قطر "ليست ضد الأكراد"، وقال إن مطالبهم "يجب أن تتم بالطرق الشرعية".

 معاناة غزة والعلاقة مع إسرائيل

من جانب آخر، عرض نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الوضع المأساوي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني في غزة وقال "إنهم محاصرون ولا يجدون أيا من الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمدارس، ولو أن دولة قطر أو دول أخرى لم تمد لهم يد المساعدة فإن الوضع سينفجر هناك، وهذا ما لا نريده أن يحدث، بل نريدها أن تكون منطقة مزدهرة في فلسطين والتوصل إلى حل".

وأضاف "نحن ندعم غزة بطرق شفافة، ولا ينبغي إيقاف دعمنا لغزة، ولو أوقفنا الدعم فإن أهل غزة سيموتون جوعا، وموقف قطر واضح بهذا الشأن فهي لم تمدهم بالسلاح، وما تقوم به هناك، مشاريع بنية تحتية من طرق ومستشفيات وكهرباء، وما نقوم به في غزة هو أننا نقدم الدعم للأسر مباشرة بإشراف الأمم المتحدة ومكتبها هناك".

وعن علاقة دولة قطر بإسرائيل قال وزير الخارجية القطري "علاقتنا بإسرائيل كانت ظاهرة، وكانت هناك شراكة اقتصادية ومكتب تجاري في الدوحة، وقمنا بهذه العلاقة أملا في السلام لكن عندما بدأت الحرب على غزة ورأينا الهجوم البشع عليها، قمنا بقطع كل خطوط الاتصال معها بسبب هذه الحرب حيث رأينا أن سلوكها ليس سلميا ويدفع باتجاه المزيد من الحرب والنزاع".

 وأكد أن قطر تقف مع الشعب الفلسطيني وستستمر بالوقوف معه، والدعم الذي قدمته وتقدمه قطر إلى غزة، كان يحتاج إلى خطوط اتصال فقط مع إسرائيل، وقال "نحن نتحدث معهم فقط بغرض المساعدة لغزة وبقاء استقرار غزة، ولا نود أن نرى شيئا يدمر ما قمنا به وبنيناه هناك".

"صفقة القرن"

وبشأن "صفقة القرن"، قال وزير الخارجية القطري إن أية خطة سلام "لا يكون فيها اعتراف بحل الدولتين وبالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين ومصير واضح للاجئين وحق العودة لن تكون خطة سلام شامل".

وأضاف "نحن نريد أن ينتهي الاحتلال، وإذا أردنا سلاما حقيقيا مستداما وحلا عادلا للجميع يجب أن ينتهي الاحتلال، وإذا كانت هناك خطة سلام صممت لخدمة إسرائيل فقط فلن تكون حلا عمليا ولن يكون لها مستقبل، وإذا كان تصميمها للفلسطينيين من دون وضع الاعتبار لبواعث قلق الإسرائيليين فلن تكون شاملة".

وأضاف "نحن لا نعرف ما هي صفقة القرن، وكل المعلومات التي لدينا تأتي من جهات غير مسؤولة ولا يمكننا أن نطلق حكما من دون معرفة التفاصيل". مضيفا "كنا واضحين جدا في موقفنا، وقلنا للولايات المتحدة بأن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن نرى فيها عملية سلام هي أن ننطلق من أرض مشتركة، وخطة السلام العربية كانت ممتازة وعملا رائعا عندما تم الإعلان عنها من قبل، وتعد نقطة بداية جيدة للبدء، أما إذا أرادوا أن يتجاهلوا هذه الخطة والبدء من الصفر، فسيكون ذلك عملا غير مقبول وإطالة في عمر الأزمة".

منتدى الأمن العالمي 

ويناقش منتدى الأمن العالمي الذي يستمر يومين، ويعقد تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية القطري الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، التحديات الأمنية التي يفرضها تداول المعلومات المضللة في الوقت الحاضر، والتداعيات الخطيرة لهذا التوجه وأثره على عالم تتطور فيه وسائل الاتصال بشكل متزايد.

ويوفر المنتدى منصة حيوية لجميع الجهات المعنية لبدء حوار بنّاء ومبتكر، واقتراح الحلول الممكنة في ظل التداعيات العالمية للمعلومات المضللة، خاصة وأن الحملات المنظمة التي تقدم المعلومات المغلوطة للأفراد أو الجماعات قد أصبحت تمثل تهديدًا أمنيًا شائعًا ومستمرًا.  

يذكر أن المنتدى، الذي ينظمه مركز صوفان بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة وعدد من الشركاء الاستراتيجيين، يشارك فيه عدد من المسؤولين المحليين والإقليميين والدوليين والمنظمات العالمية، والخبراء في هذا المجال، وقد تناول المنتدى في نسخته الأولى عام 2018، موضوع عودة المقاتلين الأجانب إلى بلادهم. 

 

 

ذات صلة

الصورة
الهجوم الإسرائيلي على إيران 26/10/2024 (صورة متداولة)

سياسة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، أنه شنّ ضربات دقيقة على أهداف عسكرية في إيران، لكن الأخيرة نفت نجاح إسرائيل في الهجوم.
الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
مبنى تعرض للقصف الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت، 26 سبتمبر 2024 (Getty)

سياسة

أطلق الاحتلال الإسرائيلي اسم "ترتيب جديد" بعد إعلانه اغتيال حسن نصر الله ملوحاً بالتصعيد أكثر في لبنان وموجهاً رسائل لإيران وحركة حماس
الصورة
متظاهرون أمام الفندق يحملون لافتات تقول "فلسطين ليست للبيع" (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر ناشطون أمام فندق "هيلتون دبل تري" في مدينة بايكسفيل بولاية ماريلاند الأميركية الذي استضاف مزاداً لبيع مساكن أقيمت على الأراضي الفلسطينية المسروقة
المساهمون