96% من السعوديين يؤيدون قطع الدول العربية علاقاتها بإسرائيل

22 ديسمبر 2023
يرى السعوديون انتصاراً في غزة رغم الموت والدمار (عبد زقوت/الأناضول)
+ الخط -

أعرب 91 في المائة من السعوديين، في استطلاع رأي أجراه "معهد واشنطن" بين 14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، و6 ديسمبر/كانون الأول الحالي، عن تأييدهم اعتبار أحداث غزة الأخيرة، تمثل انتصاراً للفلسطينيين والعرب والمسلمين، رغم الدمار الهائل وخسارة الأرواح غير المسبوقة في غزة، نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وفيما رأى المركز تبدلاً في آراء السعوديين منذ الصيف الماضي، قال الاستطلاع الذي شمل عيّنة من ألف سعودي، إنه بينما تبقى حركة "حماس" بشكل عام تحظى بشعبية ضعيفة في المملكة، وتواصل غالبية من السعوديين اتخاذها موقفاً سلبياً منها، إلا أن الحرب بين "حماس" وإسرائيل قد زادت من شعبية الأولى، بحدود 30 نقطة، من 10 في المائة من أغسطس/آب الماضي، إلى 40 في المائة في استطلاع نوفمبر/ديسمبر.

وأوضح المركز أن الأجوبة من الاستطلاع الجديد، مع أجوبة استطلاعات سابقة أجريت في 2014 و2021 (وهما عامان شهدا حربين أيضاً بين إسرائيل والحركة)، تظهر أن شعبية "حماس" ترتفع بين السعوديين بالتزامن، خلال أو بعد مواجهة عسكرية بينها وبين جيش الاحتلال مباشرة. لكن ارتفاع شعبية الحركة خلال الحرب الحالية بين السعوديين لا تزال أقل من ارتفاعها لديهم، بعد حرب 2014.
وبالنسبة لدور العالم العربي، وجد الاستطلاع الجديد أن 96 في المائة من المستطلعة آراؤهم من السعوديين يوافقون على اقتراح أن تقوم الدول العربية فوراً بقطع كل علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية مع إسرائيل، وقطع أي نوع من الاتصالات الأخرى معها، احتجاجاً على عمليتها العسكرية في غزة.

40% من المستطلعة آراؤهم ينظرون بإيجابية إلى حركة "حماس"

وفي ما يتعلق بحركة "حماس"، خرج الاستطلاع بخلاصة أنه بينما تبقى الحركة غير شعبية في المملكة، مقارنة مع ارتفاع شعبيتها خلال الحرب في دول مثل لبنان والأردن ومصر، إلا أن 16 في المائة فقط من السعوديين اعتبروا أنه يجب على الحركة أن تتوقف عن المطالبة بزوال إسرائيل، وتقبل بدلاً من ذلك بحل الدولتين. كما أن 95 في المائة من المستطلعة آراؤهم أجابوا بأن "حماس" لم تقتل في الواقع مدنيين، وذلك لدى سؤالهم ما إذا كانوا يعتقدون أن قتل "حماس" للمدنيين هو منافٍ لتعاليم الإسلام.

من جهتها، لا شعبية كبيرة لإسرائيل لدى السعوديين، قبل الحرب، لتفقدها بعدها، بحسب نتائج الاستطلاع كما أورد المركز. كما أن 87 في المائة من المستطلعة آراؤهم يوافقون على أن "الأحداث الأخيرة تظهر أن إسرائيل ضعيفة ومنقسمة داخلياً لدرجة أنه يمكن هزمها يوماً ما". وبالنسبة لمعظمهم، فإن هذا الانطباع كان موجوداً قبل الحرب أيضاً، إذ يوافق 70 في المائة منهم على أن الاحتجاجات الحاشدة التي خرج بها الإسرائيليون ضد ما يسمى بـ"إصلاحات" رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو القضائية، عكست "دولة ضعيفة ومنقسمة".

يبقى الدعم كبيراً لدى السعوديين لمبادرات السلام العربية مع إسرائيل

وذكّر المركز بأنه عندما سَأل السعوديين في أغسطس/آب الماضي، إذا كانوا يوافقون على مبدأ أنه "يجب أن نظهر احتراماً أكبر لليهود حول العالم، وتحسين علاقتنا بهم"، أعرب 5 في المائة منهم فقط عن موافقتهم. كما أوضح المركز أن الموقف من بناء علاقات مع الإسرائيليين أو اليهود التي تتخطى البعد الاقتصادي لم يكن إيجابياً قبل الحرب. لكن الحرب الحالية أضعفت هذا الشعور، إذ بينما يبقى المعدل أعلى من المعدلات التي سبقت "اتفاقات أبراهام"، في إشارة إلى اتفاقات التطبيع بين عدد من الدول العربية ودولة الاحتلال، إلا أنه اليوم انخفض إلى 17 في المائة، ممن يرون أنه من الممكن إقامة علاقات اقتصادية فقط.

من جهة أخرى، يبقى الدعم كبيراً لدى السعوديين لمبادرات السلام العربية مع إسرائيل. وأعرب 75 في المائة منهم عن دعمهم لـ"انخراط عربي دبلوماسي لإيجاد حل للصراع العربي الفلسطيني، وتقديم محفزات للطرفين لاتخاذ مواقف أكثر اعتدالاً"، كما أن نسبة مماثلة تدعم تقديم مساعدات إنسانية للغزّيين. وأعرب 86 في المائة منهم عن تأييدهم أنّ "لا حل عسكرياً للصراع، ولذلك يجب أن تكون هناك مفاوضات سياسية للوصول إلى اتفاق في يوم ما". لكن نسبة 88 في المائة أيضاً من السعوديين ترى أنه لا يجب أن يكون هناك انخراط عسكري سعودي في الصراع، وأنه "في الوقت الحالي، فإن الإصلاحات الداخلية والاقتصادية في السعودية هي أهم بالنسبة إلى بلدنا من أي شأن سياسي خارجي، ولذلك يجب أن نبقى بعيدين عن الحروب الخارجية"، علماً أن النسبة ذاتها قالت الأمر نفسه، في 2021، بحسب المركز.

في المقابل، أبدى 90 في المائة من السعوديين نظرة سلبية تجاه "حزب الله" اللبناني، وقال 81 في المائة منهم إنهم يرون أن إيران وحزب الله والحوثيين في اليمن، ومليشيات أخرى حليفة، مترددون في مساعدة الفلسطينيين. وأبدى 10 في المائة فقط من المستطلعة آراؤهم موقفاً إيجابياً من السلطة الفلسطينية.

المساهمون