حادثة اقتحام فندق كورنثيا ومحاولة عزل "فجر ليبيا"

28 يناير 2015
زادت الحادثة من تظهير حالة الانقسام السياسي (فرانس برس)
+ الخط -

 تصاعدت المخاوف في ليبيا، بعد حادثة اقتحام فندق "كورنثيا" في العاصمة طرابلس، أمس الثلاثاء، واتهام تنظيم "داعش" بالوقوف وراءها، من محاولة الربط بين عملية "فجر ليبيا" كعملية عسكرية وطنية، وبين التنظيم المتطرف، لعزل الأولى والضغط عليها للقبول بكل الشروط المطروحة.

وقد زادت حادثة اقتحام فندق "كورنثيا" في العاصمة الليبية طرابلس، من تظهير حالة الانقسام بين أطراف الأزمة الليبية، حيث حاول كل طرف تفسير الواقعة بما يخدم توجهه السياسي.

ووضعت حكومة الإنقاذ الوطني عملية الاقتحام في سياق اغتيال رئيسها عمر الحاسي، موجهة الاتهام لمؤيدين للواء المتقاعد خليفة حفتر ومَن يقف وراءه من أطراف خارجية، في حين سارع مجلس النواب الليبي المنحل في طبرق إلى المطالبة بضم ليبيا إلى الجهود الدولية الرامية لمكافحة الإرهاب، مؤكداً أن تنظيم "الدولة الإسلامية" هو مَن يقف وراء الحادثة.

وتضاربت المعلومات حول هوية منفذي العملية ولأي جهة يتبعون، فبينما تصر رواية على مسؤولية تنظيم "داعش" عن العملية، تؤكد رواية أخرى أن العملية استخباراتية مع الاختلاف حول الجهة المستفيدة منها.

وأبدى محللون تخوفاً من محاولة الربط بين عملية "فجر ليبيا" كعملية عسكرية وطنية، وبين تنظيم "داعش" لعزل "فجر ليبيا" والضغط عليها للقبول بكل الشروط التي تُملى عليها، متهمين تحالفاً مصرياً خليجياً بالضلوع في العملية.

ويرى آخرون أن المستفيد من هذه العملية هو تيار النظام السابق الذي له وجود وقواعد شعبية بمناطق غرب ليبيا، وذلك لهز ثقة المجتمع الدولي بما حققته "فجر ليبيا" من تأمين نسبي للعاصمة الليبية طرابلس، بعد سيطرتها عليها.

وفتح غياب تصريحات أمنية مسؤولة، باب التكهنات، ففي الوقت الذي ظهرت فيه رواية بأن منفذي العملية فجروا أنفسهم، لكن الصور وأشرطة الفيديو أظهرت جثث القتلى كاملة غير مبتورة الأعضاء، وظهر تصريح لأحد أفراد قوة الردع الخاصة بأن جميع منفذي الهجوم على الفندق، قد قتلوا.

كما أن تنظيم "داعش" لم يصل نفوذه بعد للعاصمة طرابلس، وقواعد وجوده تتمركز في بنغازي ودرنة، شرق ليبيا، ويحاول أن يجد موطئاً بمدينة سرت، وسط ليبيا، بدون أن يستطيع إيجاد بيئة ملائمة ومُناخ مناسب لانتشاره في العاصمة طرابلس، وفقاً للمحللين.

المساهمون