شهداء جدد يودعون غزة وتودعهم، على وقع تصاعد العدوان الإسرائيلي البري والبحري والجوي، الذي يستهدف المدنيين، بعدما فشل الإسرائيليون في عمليتهم الهادفة إلى وقف الصواريخ وتدمير الأنفاق الهجومية، التي حفرتها المقاومة للنيل من الاحتلال ومن قواته.
أعداد الشهداء في ازدياد، ومعهم الجرحى، والبيوت المدمّرة التي تستهدفها الطائرات الحربية الإسرائيلية، على رؤوس ساكنيها، مخلفة دماراً هائلاً في القطاع الذي تعرض لحربين، لم يعمر بعدهما الكثير من المنازل المدمرة.
وبلغ عدد شهداء اليوم الثامن عشر للعدوان 37، لترتفع الحصيلة إلى 837 شهيداً، و5273 جريحاً، بينهم كُثر في حالة الخطر الشديد.
واستشهد شقيقان في قصف من طائرة استطلاع إسرائيلية استهدف مدينة خانيونس، جنوبي القطاع. وأشارت المصادر إلى أن الشهيدين هما محمد كامل الناقة (34 عاماً)، وكمال كامل الناقة (35 عاماً).
وفي غارة أخرى استهدفت دراجة نارية، في المدينة ذاتها، فاستشهد الشابان أسامة سالم شاهين، وحماد سليمان أبو يونس. وتمكن ذوو الشهيد محمد عيسى حجي من التعرف عليه بعد أيام عدة من استشهاده في حيّ الزيتون، جنوب مدينة غزة.
واستشهد حسن حسين الهواري (38 عاماً) متأثراً بجراح أصيب بها في وقت سابق، إذ كان يتلقى علاجاً في غرفة العناية المكثفة في مجمع الشفاء الطبي.
واستهدفت المدفعية الإسرائيلية بشكل مباشر سيارة إسعاف كانت تنقل مصابين بالقرب من مستشفى بيت حانون الحكومي، وأدى القصف إلى اشتعال سيارة الإسعاف بمن فيها. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، إن المسعف حامد البرعي استشهد وأصيب اثنان في قصف سيارة الإسعاف.
وكان الطفل وليد الحرازين (5 سنوات)، استشهد بعدما أطلق قنّاص إسرائيلي، ضمن القوات المتوغلة، النار على رأسه مباشرة، في حيّ الشجاعية، شرقي مدينة غزة، فيما استشهد بسام أبو كميل، وطارق زهد، في قصف إسرائيلي لمنطقة المغراقة، وسط القطاع.
من جهتها، أعلنت "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، استشهاد مسؤول إعلامها الحربي في قطاع غزة، وقائدها الكبير، صلاح أبو حسنين (45 عاماً)، وثلاثة من أطفاله، في قصف استهدف منزله في مدينة رفح، جنوبي القطاع. وأبو حسنين، هو أرفع مسؤول فلسطيني يستشهد منذ بدء العدوان على القطاع.
وانتشلت الطواقم الطبية جثمان الشهيد شريف محمد أبو حسان، من منطقة الفخاري بخانيونس، بعد أيام من استشهاده، ومنع الطواقم الطبية من الوصول إليه، فيما انتشلت الشهيد، إياد نصر شراب، من تحت أنقاض منزله في منطقة معن، في خانيونس أيضاً.
وفي حيّ الزيتون، جنوبي مدينة غزة، انتشلت الطواقم الطبية جثماني الشهيدين، محمد ياسين صيام، ورامي محمد ياسين. وفي بني سهيلا، استشهد، محمد خليل البريم، ونجاة ابراهيم النجار (37 عاماً)، وجرح آخر، في قصف استهدف مجموعة من المواطنين قرب مسجد الإسراء في البلدة. وأعلنت مصادر طبية استشهاد الشاب محمد إبراهيم الخطيب، والفتاة رشا عبد ربه عفانة، متأثرين بجراح أُصيبا بها في وقت سابق.
في المقابل، واصلت المقاومة عملياتها انتقاماً لدماء شهداء غزة، ووسعت دائرة استهدافاتها بالصواريخ، لتطال مزيداً من المناطق في العمق الإسرائيلي، فيما يتمترس الاحتلال على الأرض، في الأماكن التي توغّل فيها براً قبل أكثر من عشرة أيام، وتمنعه المقاومة من التقدم.
وتبنّت "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، قصف مدينة تل أبيب بصاروخ "فجر 5"، وآخر من طراز "أم 75"، فيما قصفت عسقلان المحتلة، بأربعة صواريخ، ومطار بن غوريون (اللدّ) بثلاثة صواريخ "أم 75".
وفجّرت الكتائب عبوة بقوة راجلة إسرائيلية، في بيت حانون، شمال القطاع، وخاضت اشتباكات معها، فيما استهدفت جرافة إسرائيلية في المنطقة ذاتها، بقذيفة "تاندم".
في السياق، أعلنت ألوية "الناصر صلاح الدين"، الذراع العسكرية لـ"لجان المقاومة الشعبية"، أنه "بالرغم من كثافة طائرات الاستطلاع، فقد أُطلقت رشقة كبيرة من صواريخ 107، على مستوطنات غلاف غزة، على الشكل التالي: 70 صاروخاً على أشكول، وسديروت، وكرم أبو سالم، ونتيفوت، وصوفا، في وقت واحد، عند الساعة 1.20 صباحاً بالتوقيت المحلي، ردّاً على جريمة بيت حانون". وذكرت أن "تأخر الإعلان جاء لأسباب أمنية".